الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها كانت الدعوة للإمام المستظهر بالله أمير المؤمنين خليفة بغداد ببلاد الأندلس. قام بذلك أمير المسلمين يوسف بن تاشفين، ثم قام بها فى جميع المغرب، ولم تزل قائمة بالمغرب حتى ظهر ابن تومرت الملّقب بالمهدى فانقطعت.
وفى أيّام المستظهر توفى أبو حامد الغزالى رحمه الله. وكان قد ألّف كتابا وسماه «المستظهر» وهو المشهور فى أيدى الناس من جملة تصانيف الغزالى.
ذكر سنة ثمان وثمانين وأربع مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وستة أصابع.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وأحد عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المستظهر بالله أمير المؤمنين، وبنو سلجوق حكّام البلاد والمستعلى خليفة مصر.
وكانت الوقعة بين الأفضل وأفتكين ونزار على شابور، وكسرهم الأفضل، وقتل منهم مقتلة عظيمة حسبما سقناه، ثم توجّه إلى الإسكندريّة وحاصرها، ولم يزل حتى افتتحها، وأخذ نزارا والأفتكين أسرى، ثم قتل فى الإسكندريّة جماعة من وجوه قومها ممن أقاموا بيعة نزار، ومن جملتهم القاضى ابن عمّار. وكان هذا القاضى (ص 254) ابن عمّار قاضى الإسكندرية ورئيسها، وكان بينه وبين قوم عدول من أهل الإسكندرية يعرفوا بينى هريسة منازعة فى الباطن. وكان بين بنى هريسة وبين الأفضل أمير الجيوش وصلة، وكانوا يكاتبونه بأخبار البلد عند ما كانت فى يد نزار والأفتكين. فلما دخل الأفضل إلى الإسكندريّة وشوا بنو هريسة بالقاضى ابن عمّار عند الأفضل، حتى قتله مع من قتل، بعد ما قبض عليه واعتقله. وكان هذا القاضى ابن عمّار حسن السيرة، ونادرة الوقت، ولما أخذ وسجن دخل عليه بعض العدول زائرا، وكان ذلك العدل خصيصا بالأفضل، فدفع إليه القاضى ابن عمّار رقعة فيها بيتين من الشعر لنفسه يقول:
هل أنت منقذ شلوى من يدى زمن
…
أضحى يقدّ أديمى قدّ منتهس
دعوتك الدعوة الأولى وبى رمق
…
وهذه دعوتى والدهر مفترسى
وقال لذلك العدل: أنا أعلم خاصتك بأمير الجيوش فإذا خلوت به فادفع هذه الرقعة إليه. فأخذها وتشاغل عنها للأجل المحتوم والأمر المقدّر. فلما قتله وفرط فيه الفرط ذكر ذلك العدل تلك الرقعة فأوصلها للأفضل. فلما قرأها قال له: أفّ لك! والله لو دفعتها إلىّ قبل قتله ما قتلته. ثم طلب ذريّته وأسدى لهم خيرا.
ولم يزل الأفضل بالإسكندرية حتى وطّدها واستقرّت أحوالها وكرّ راجعا إلى القاهرة وصحبته نزار والأفتكين. فأشهر الأفتكين على جمل ثم قتل، وابتنى على نزار حيطين فهو بينهما والله أعلم.
وفيها وصل أتابك طغتكين من خراسان إلى دمشق.
وفيها توفى أبو يوسف القروى المعتزلى، وهو مصنف تفسير القرآن فى سبع مئة مجلد (ص 255).
وفيها كسرت الفرنج أمير الجيوش الأفضل بالساحل ورجع إلى القاهرة فى نفر قليل.
وفيها كانت زلزلة عظيمة عامّة والله أعلم.