الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثمان وستين وثلاث مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعا.
مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وإصبع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الطائع لله أمير المؤمنين.
وعضد الدولة مدبّر المملكة الخليفية.
والعزيز قد انتصر على الهفتكين التركى.
وكان قد استخلف على مصر والقاهرة خير بن القاسم. وكان على الخراج علىّ بن عمرو، وعبد الله بن خلف.
وسار العزيز بهفتكين ومن معه من الأسرى عائدا إلى مصر.
وكان قد اصطنعه ومن معه وأحسن إليهم وجمعهم إلى هفتكين. وصار له بمصر عسكرا على رسم عسكر العراق. فلما نظر ابن كلّس الوزير ذلك خافه على نفسه فقتله بالسم على ما ذكر.
وكان العزيز قبل عوده إلى مصر نفذ إلى دمشق واليا من العرب يقال له حميدان بن خراش العقيلى فى نحو من مئتى رجل. وكان بها يومئذ قسّام رئيس الشطّار المقدّم ذكره. وكانت كتب العزيز قد وردت عليه من قبل الانتصار على هفتكين. فلما جرى ما جرى أظهر قسّام الكتب وقرأها بالجامع، يعد فيها الرعية بالإحسان، ويترك الخراج إن هم منعوا هفتكين من الدخول إلى البلد. ثم ولى حميدان العقيلى، حسبما ذكرنا، وأتى دمشق. فكان (ص 124) من تحت أوامر قسّام، ثم إنه وقع بينه وبين حميدان، فطرده من البلد وأخرجه أقبح خروج، ونهب داره، وخرج هاربا لا يلوى على شئ. وقوى أمر قسّام، واجتمع إليه الرجال، وكثر ما كان بيده، وقوى طمعه فى البلد، وتسمّى بملك الرّجال. وكان معه عامل من جهة السلطان يقال له الآمدى.
ثم ولى البلد بعد حميدان أبو محمود. ودخل دمشق فى نفر يسير.
وعاد يقف على باب قسّام يمتثل أوامره.