الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وأربعة عشر إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وخمسة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الإمام المقتفى لأمر الله أمير المؤمنين، وبنو سلجوق ملوك البلاد.
واستبدّ الحافظ بالأمور وقام فيها بنفسه.
وفيها توفى القاضى ابن أبى عقيل رحمه الله، وأقامت القاهرة ومصر بغير قاض ثمانية شهور.
ثم تولّى الحكم القاضى هبة الله بن خير الأنصارى.
وفيها خرج ملك الروم إلى الشام وفتح بزاعة، وأسر خلق كثير عدة عشرة آلاف نفر، وجعلهم فى خندق الآثارات يخرجون كل يوم يرعون الفول الأخضر ثم يعودون إلى الخندق، مع موكّلين بهم، ثم
رحل طالبا شيزر، ونزل عليها، فخرج عليه سيف الدين سوار ابن ألدكز فى خيل من عسكر حلب، فخلّص الأسرى جميعهم ما خلا ولده وكان فى جملة الأسرى، وكانوا ثلاث مئة وخمسين نفرا.
ثم رحل ونزل بزاعة وتسلّمها من الفرنج.
وفيها زلزلت الحيرة عشر فراسخ فى مثلها وأهلكت ألف إنسان، وخسف بها وصار مكانه ماء أسود، وقدموا الغايبين من أهلها ولازموا البلد يبكون على أهاليهم وأموالهم التى عدمت لهم فى ذلك الخسف.
وذكر أبو العلاء القلانسى أنّها كانت عامة، وأنها كانت فى حلب أقوى وأعظم، فإنها تواترت ثمانين مرة فى يوم وليلة، ورمت أبراج القلعة وأسوار البلد، وهرب جميع أهلها إلى ظاهرها.
فهذه الزلزلة التى ذكرناها فيما تقدم ونبهنا على أمرها فإنها غير زلزلة شيزر المقدّم ذكرها أيضا.
وفيها قتل الأمير شهاب الدين محمود بن بورى بن طغتكين صاحب دمشق ليلة الجمعة لثلاث بقين من شوّال، قتله غلامه البقش ويوسف الخادم والفرّاش الخركاوى، وصبيحة قتله وصل أخوه جمال الدين محمد بن بورى وملك دمشق، وقام بتدبير دولته الأمير معين الدين
أنر مملوك جده طغتكين، ووصل أتابك زنكى إلى دمشق، وكانت الحرب بينه وبين الدماشقة، ولم يزل الحصار عليها إلى شعبان من هذه السنة. فتوفى جمال الدين صاحبها وهو كان آخر ملوك دمشق.
وملك بعده مجير الدين آبق آخر من ملك دمشق من بيت الأتابك طغتكين، وقام بتدبير الملك معين الدين أنر، إلى أن ملكها أتابك زنكى.
قال ابن واصل: وفى هذه السنة تسلم أتابك زنكى دمشق، وذلك لما قتل شهاب الدين محمود بدمشق حزنت عليه أمّه زمرّد خاتون فكاتبت أتابك على طلب دمشق. وكان بها معين الدين أنر، وكان قد خرج عن طاعة زمرّد خاتون. فحضر جمال الدين من بعلبك بقصد دمشق، واستنجد معين الدين بالفرنج، وجرت حروب كثيرة، وعاود دمشق عدة دفوع حتى دخلها على حين غفلة من أهلها فملكها. ثم قال ابن واصل فى مكان آخر: إنه لم يملكها فى هذه السنة. والله أعلم.