الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة القائم بأمر الله بن القادر بالله
وما لخّص من سيرته
هو أبو جعفر عبد الله القائم بالله ابن أبى العباس أحمد القادر بالله ابن إسحاق المقتدر بالله. وباقى نسبه قد تقدّم.
أمّه أمّ ولد تسمى بدر الدّجى.
بويع له فى ذى الحجّة عند وفاة أبيه رحمه الله.
والملك يومئذ ببغداد جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة ابن بويه الديلمى.
ولم يزل القائم بالله خليفة أربعة وأربعين سنة، وثمانية أشهر، وتوفى فى تاريخ ما يأتى من ذكره فى تاريخه.
وهو الذى أخرجه البساسيرى حسبما يأتى من ذكره ملخّصا إن شاء الله تعالى.
وكان للقادر ولد يسمّى ذخيرة الدين أبو العباس محمد، وقيل أبى القاسم محمد، وهو الصحيح. وكان يدعى له مع أبيه على المنابر. فتوفى فى حياة أبيه، فدعى لأبى جعفر عبد الله. وكان
حسن السيرة، جميل الأوصاف، مجتهدا فى إصلاح الدين، وكان فاضلا عالما أديبا شاعرا، فمن شعره ما ذكره صاحب كتاب دمية القصر»:
القلب من خمر التصابى منتشى
…
من ذا عذيرى من شراب معطش
والنفس من أسر الغرام قتيلة
…
ولكم قتيل فى الهوى لم ينعش
جمعت علىّ من الغرام عجايب
…
خلّفن قلبى فى إسار موحش
خلّ يصدّ وعاذل متنصّح
…
ومنازع فدم ونمّام يشى
ودعى له بأفريقية، أقام بدعوته بها المعزّ بن باديس الصنهاجى.
وكان المعزّ أبو تميم لما توجّه إلى الديار المصريّة، استخلف على أفريقية والقيروان باديس بن يعقوب الصنهاجى. فأقام باديس بدعوة المعزّ أبى تميم طول حياته. ثم توفى وولّى ولده المعزّ بن باديس، فرفض دعوة الفاطميّين، وأقام الدعوة للعباسيّين، وخطب ودعا للإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبى جعفر عبد الله بن أحمد القادر بالله خليفة بغداد. وكتب القائم بالله إلى المعزّ بن باديس من مدينة السلام يأمره بذلك. فكان يدعى بأفريقية للقائم بالله أمير المؤمنين، ثم يدعى للمعزّ بن باديس بعده. واستقرّت الدعوة لبنى العباس بأفريقية كما كانت أوّلا، ولم تزل كذلك حتى خرج بالمغرب محمد بن تومرت الملّقب بالمهدى، فقطع الدعوة عن بنى العباس. ثم استخلف بعده
عبد المؤمن الآتى ذكره فى تاريخه إن شاء الله تعالى. وكان فى خلافة المقتفى لأمر الله بن المسترشد بالله، فقطع الدعوة البتّة عن بنى العبّاس ودعا لنفسه، وتسمّى بأمير المؤمنين، واستقرّ عبد المؤمن المذكور خمسين سنة إلى سنة تسع وخمسين وخمس مئة؛ حسبما يأتى من ذكره إن شاء الله تعالى.