الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثلاثين وخمس مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ستة أذرع وثمانية أصابع.
مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وستة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة الراشد بالله أمير المؤمنين، وبنو سلجوق حكّام البلاد.
والحافظ خليفة مصر.
ووزر أبو الفتح رضوان ولقّب بالأفضل، وجرت له أمور يطول شرحها، ملخصها أنّه هرب من مصر إلى الشام بعد فتن كثيرة، ثم عاد إلى مصر، ثم خرج إلى الشام يستجيش على الحافظ، فلم يزل يرسل إليه ويداهيه ويطمعه ويرغّبه حتى استقدمه. فسجنه فى قصره، فأقام مدّة، ثم نقب القصر وخرج، فعلم به فاتّطلبه الحافظ حتى وقع عليه فقتله. ثم لم يستوزر الحافظ بعدها أحدا غير ابن مصال نجم الدين، فإنّه أقامه ناظرا فى الأمور من غير أن يطلق عليه اسم الوزارة.
والله أعلم.
وفيها توفى شهاب الدين صاحب قلعة جعبر، وتولّى ولده شرف الدولة.
وفيها تسلّم أتابك زنكى الرقّة من زعيم الدولة.
وفيها طلع سحاب أسود أظلمت الدنيا منه، حتى صار الوقت كالليل المظلم، طلع بعده سحاب أحمر، فاحمرّت الدنيا منه، حتى عاد الجو كأنّه نار تشتعل، وكان قد هبّ قبل ذلك ريحا عاصفا وأهلكت شئ كثير من الشجر. ولم يزل كذلك إلى الليل، فمطرت مطرا عظيما إلى أن زادت منه الأنهر، وكادت دمشق تغرق، وكان ذلك فى الرابع والعشرين من أيّار. والله أعلم.
قال ابن واصل: فى هذه السنة-[أعنى سنة ثلاثين وخمس مئة]- كانت البيعة للمقتفى لأمر الله ببغداد. وذلك أن المسترشد قتل وبويع الراشد ببغداد، فلم يوافق على ذلك السلطان مسعود وقال: هذا يكون كاينة فى معاندتنا. وأجمع رأيه مع كبار الدولة على المقتفى. وكان الراشد قد أرسل إلى أتابك زنكى يستقدمه، وجعل له الشحنكية ببغداد، والملك والسلطنة لألب أرسلان الذى عنده. فلما قدم أتابك زنكى واتقع (كذا) مع السلطان مسعود وانكسر ورجع هاربا. فلما كان ذلك خرج الراشد من بغداد هاربا ولحق بأتابك زنكى بالموصل
واستقرّ بها إلى سنة اثنتين وثلاثين، والخطبة له ببلاد الموصل وما والاها.
وأما بغداد وساير الأعمال للمقتفى بحكم إجماع الناس على خلعه. ثم سيّر إلى الأتابك زنكى ما أرضاه به من جهة المقتفى من الإقطاعات وغيرها فوافق، وخطب للمقتفى بالموصل. وفارقه الراشد بالله وتوجّه نحو همذان، فوثب عليه الباطنيّة فقتلوه. وكان ذلك يوم الثلاثاء سادس رمضان المعظم سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.