الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة القائم بأمر الله بالمغرب ولد المهدى
وما لخّص من سيرته
هو أبو القاسم محمد بن عبيد الله المهدى. وما فى نسبه قد علم.
وكان اسمه بسلمية عبد الرحمن. فلما صار بالمغرب مع أبيه تسمّى محمدا. ولد بسلمية سنة سبع وسبعين ومئتين.
وقيل ولد فى المحرّم سنة ثمان وسبعين.
قلت: وهذا غلط بيّن. كيف يكون ولادة أبيه فى سنة ست وستين وولادة ولده سنة سبع وسبعين فيكون بينهما إحدى عشرة سنة؟
والذى يمكن أن يكون فى ذلك أنّ مولد لمهدى سنة تسع وخمسين حسبما ذكره صاحب تاريخ القيروان. فذلك أقرب إلى الصحيح والله أعلم.
بويع له فى النصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة. وتوفى بالمهدية (ص 77) آخر شهر شوال سنة أربع وثلاثين وثلاث مئة. وله ثمان وخمسون سنة.
وكنت خلافته بالمغرب اثنتى عشرة سنة وسبعة أشهر واثنى عشر يوما.
وقيل فى عمره أربعة وخمسون سنة وتسعة أشهر وسبعة أيام.
وهو الذى كانت له الوقائع مع المصريّين وجيوش الخليفة مع مؤنس الخادم وثمل فى البر والبحر. ودخل مصر وأقام بها ثمانية أيام. ثم خرج هاربا لا يلوى على شئ. وقد تقدم ذلك جميعه فى الجزء الذى قبل هذا فى تاريخ سنيه.
قلت: قد تقدّم من العبد فى هذا الجزء فأذكر من مساوئ هؤلآء القوم وابتدأت بقولى إنى أذكر جميع ما وقفت عليه وطالعته من مدح لهم وهجو فيهم. وقد تقدّم من ذكر المساوئ ما فيه الكفاية والعهدة فى ذلك على ناقله فى الأصل.
والعبد يبتدئ من هاهنا بذكر ما ذكر من محاسنهم وما ذكروه المتغالين فى محبتهم. وأقلّد كل إنسان ما ذكره بحيث يتحقق الواقف عليه أنى برئ من جميع الأغراض، ليس لى مع طائفة من الفريقين ميل ولا إعراض، وإنما أمرهم إلى الله عز وجل يفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون.
فمن سير التاريخ اختصار الشيخ أبى القاسم على بن منجب بن سليمان الكاتب ما وقفت عليه بخطه ما ذكر أنّه من تأليف أبى القاسم الطيب ابن على بن أحمد التميمى رحمهما الله تعالى: