الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر دخول المعز بالله إلى مصر
فى سنة اثنتين وستين وثلاث مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم: خمسة أذرع وتسعة عشر إصبعا.
مبلغ الزيادة خمسة عشر ذراعا وتسعة عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة المطيع لله أمير المؤمنين.
وفيها دخل المعزّ بالله الديار المصرية.
قال القاضى ابن خلّكان رحمه الله تعالى فى تاريخه: لما قرب المعزّ بالله من البلد أمر جوهر القائد وجوه المصريين بالخروج إلى لقائه، فخرجوا جماعة من الأشراف الحقيقين الأنساب، فيهم عبد الله بن أحمد ابن علىّ بن الحسن بن إبراهيم ابن طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام الحجازى الأصل.
المصرى الدار والوفاة رحمة الله عليه.
وكان سيدا طاهرا كريما فاضلا عالما صاحب رباع وضياع وسعادة ضخمة ونعمة ظاهرة وأموال جزيلة وعبيد وحاشية، كثير النعم والأنعام. قال: فمن جملة سعة رزقه وسماحة نفسه أنه كان فى دهليزه رجل برسم كسر اللوز والفستق، له كل يوم ديناران، وذلك برسم الحلوى التى كان ينفذها لوجوه أهل مصر وأمرائها وكبارها من الإخشيديّة وغيرهم.
وكان يرسل إلى كافور الإخشيدى فى كل يوم جامين حلوى ورغيف خبز. فحسده عند كافور بعض من قال له: الجامين الحلوى لا بأس بهما فما الضرورة إلى الرغيف الخبز؟ فنفذ إليه كافور يقول:
يجرينى الشريف على العادة فى الحلوى، ويترك الرغيف الخبز. ففهم السيّد أنّهم أغروه بذلك. فركب إليه وقال (ص 97): حفظك الله.
إنى لم أنفذ الرغيف استكثارا ولا استكبارا وإنما هى صبيّة حسنيّة من الأشراف تعجنه بيدها وتخبزه بيدها، فأحببت لك بذلك البركة.
فقال كافور: والله لا عاد لى قوتا سواه.
عاد القول إلى ذكر المعزّ بالله.
فلما تمادى فى السير مع المعز قال الشريف ابن طباطبا للمعز:
إلى من ينتسب مولانا أعزّه الله؟
فقال له المعزّ: سنعقد مجلسا ونجمعكم فيه ونسرد عليكم نسبا إن شاء الله تعالى.
فلما استقرّ المعزّ بالقصر-وكان دخول المعزّ بالله إلى قصره بالقاهرة المعزية الخامس من شهر رمضان يوم الثلاثاء من هذه السنة.
فلما كان بعد ذلك واستقرّ بقصره جمع الناس فى مجلس عام وجلس لهم. وقال: هل بقى من رؤسائكم أحد؟ فقالوا: لم يبق معتبر. فسلّ عند ذلك نصف سيفه وقال: هذا نسبى. ونثر عليهم ذهبا كثيرا وقال: وهذا حسبى. فقالوا جميعا: سمعنا وأطعنا.
قلت: وقد رأيت فى بعض مسوّداتى أنّ الشريف الذى جرى للمعز معه هذا السؤال هو أبو جعفر مسلم بن عبد الله الحسينى والشريف أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد الحسنى الزينبى. فإنّ وفاة السيّد ابن طباطبا مقدّمة على جواز المعزّ مصر. فإنّ وفاته فى رابع رجب سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة، وكانت ولادته سنة ست وثمانين ومئتين.
وصلّى عليه فى مصلّى العيد لكثرة العالم، ودفن بالقرافة. وقبره معروف مشهور بإجابة الدعوة. رحمة الله عليه. ولعلّ يكون صاحب هذه الواقعة بعض ولده. والله أعلم.