الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعزيّات
ابن هانئ الأندلسى محمد
الذى فضل فى الإحسان أبناء جنسه، وسلك فى مدح الخلفاء طريقا لم يأنس فيها بغير نفسه، وأتى من المجالس الباهرة بما لم يعرف من قبله، وأبان بإعرابه عن غزارة طبعه وسعة فضله. فمن ذلك قوله من قصيدة افتتحها منها:
هل كان ضمّخ بالعبير الرّيحا
…
مزن يهزّ البرق فيه صفيحا
ومنها:
ولقد تجهّمنى فراق أحبّتى
…
وعدا سنيح الملهيات بريحا
وبعدت شأو مطالب وركائب
…
حتى امتطيت إلى الغمام الرّيحا
حجّت بنا حرم الإمام ركايب
…
ترمى إليه بنا السّهوب الفيحا
فتمسّحت لمم به شعث وقد
…
جئنا نقبّل ركنه الممسوحا
هل إلى الفردوس من أرب وقد
…
شارفت بابا دونها مفتوحا
فى حيث لا الشّعراء مفحمة ولا
…
شأو المدايح يدرك الممدوحا
يمضى العطايا والمنايا وادعا
…
تعبت له عزماته وأريحا
وأميّة تحفى السؤال وما لمن
…
أودى به الطوفان يذكر نوحا
قلت: وعلى ذكر الطوفان فلقد أحسن القائل ولا أرويه فى مدح عامل طرابلس الشام.
والمشهور من ذلك قول أبى الطيّب المتنبى:
وخشيت منك على البلاد وأهلها
…
ما كان أنذر قوم نوح نوح
ومن قصيدة ابن هانى:
أنفذ قضاء الله فى أعدائه
…
لتراح من أوتارها وتريحا
بالسّابقين الأوّلين يؤمّهم
…
جبريل يعتنق الكماة مشيحا
فكأن جدّك فى فوارس هاشم
…
منهم بحيث يرى الحسين ذبيحا
وقلت: وهذا أبلغ ما قيل فى إغراء.
وقصائد ابن هانى ومدائحه كثيرة، وإنما نتبع ما قيل من حرّ المدائح. فمن ذلك قوله:
أغير الذى قد خطّ فى اللوح أبتغى
…
مديحا له إنّى إذا لعنود
ومن أخرى:
إذا أنت لم تعلم حقيقة فضله
…
فسائل به الوحى المنزّل تعلم
فأقسم لو لم يأخذ الناس فضله
…
عن الله لم يعقل ولم يتوهّم
وأىّ قوافى الشّعر فيك أحوكها
…
وهل ترك التنزيل من متردّم
يقال ردم ثوبه إذا رقعه. والمعنى هل ترك التنزيل قولا لقائل.
وقوله:
من يشهد القرآن فيه بفضله
…
وتصدّق التوراة والإنجيل
فافخر فمن أنسابك الفردوس إن
…
عدّت ومن أحسابك التنزيل
قلت: وكان سبب صلة محمد بن هانى بالمعزّ حكاية من أطرف ما يسمع وألطف حديث يرفع، وإن كان فيه طول وخروج عن القصد فى تلخيص التاريخ فإنه كما قيل:(ص 152)
إن كان طال فإنّه
…
ليل الوصال بأنسه قد قصرا (كذا)
وذلك أنّ محمد بن هانى الأندلسى المذكور لما بلغه سماحة جعفر ملك الزاب واشتماله على الشعراء والفضلاء قصده وقطع إليه البحر، وصنع فى طريقه القصيدة التى لم تجد قصيدة جمعت <من> أوصاف النجوم ما جمعته، مع ارتفاع الطبقة وسعادة الطالع فى اطّراد النظم وحسن التأتّى. وها أنا أثبتها إلى أول بيت مخلصها وأردفه بما حسن من مديحها، وإنها إلى
هنالك كالبيت الواحد، حسن نسق وخفّة مؤنة على السمع واتصال غوص، وهى هذه:
أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا
…
وبتنا نرى الجوزاء فى أذنها شنفا
وبات لنا ساق يصول على الدجى
…
بشمعة صبح لا تقطّ ولا تطفا
أغنّ غضيض خفّف اللّين قدّه
…
وأثقلت الصهباء أجفانه الوطفا
ولم يبق إرعاش المدام له يدا
…
ولم يبق إعنات التثنّى له عطفا
نزيف قضاه السكر إلاّ ارتجاجه
…
إذا كلّ عنها الخصر حمّلها الرّدفا
يقولون حقف فوقه خيزرانة
…
أما يعرفون الخيزرانة والحقفا
جعلنا حشايانا ثياب مدامنا
…
وقدّت لنا الظلماء من جلدها لحفا
فمن كبد تدنى إلى كبد هوى
…
ومن شفة توحى إلى شفة رشفا
بعيشك نبّه كأسه وجفونه
…
فقد نبّه الأبريق من بعد ما أغفى
وقد فكّت الظلماء بعض قيودها
…
وقد قام جيش الفجر للّيل واصطفا
وولت نجوم للثريّا كأنّها
…
خواتيم تبدو فى بنان يد تخفى
ومرّ على آثارها دبرانها
…
كصاحب ردء كمّنت خيله خلفا
وأقبلت الشّعرى العبور ملبّة
…
بمرزمها اليعبوب تجنبه خلفا
وقد بادرتها أختها من ورائها
…
لتخرق من ثنيى مجرّتها سجفا
تخاف زئير اللّيث قدّم نثرة
…
وبربر فى الظلماء ينسفها نسفا
كأن السّماكين اللّذين تظاهرا
…
على لبدتيه ضامنان له حتفا
فذا رامح يهوى إليه سنانه
…
وذا أعزل قد عضّ أنمله لهفا
كأنّ رقيب النجم أجدل مرقب
…
يقلّب تحت الليل فى ريشه طرفا
كأنّ بنى نعش ونعشا مطافل
…
بوجرة قد أضللن فى مهمه خشفا
كأن سهيلا فى مطالع أفقه
…
مفارق إلف لم يجد بعده إلفا
كأنّ سهاها عاشق بين عوّد
…
فآونة يبدو وآونة يخفى
كأنّ معلّى قطبها فارس له
…
لواآن مركوزان قد كره الزحفا
كأنّ قداما النّسر والنسر واقع
…
قصصن فلم تسم الخوافى به ضعفا
كأنّ أخاه حين دوّم طائرا
…
أتى دون نصف البدر فاختطف النصفا
كأنّ الهزيع الآبنوسىّ وهنة
…
سرى بالنسيج الخسروانىّ ملتفّا
كأنّ ظلام الليل إذ مال ميلة
…
صريع مدام بات يكرعها صرفا
كأنّ عمود الفجر خاقان معشر
…
من الترك نادى بالنجاشىّ فاستخفى
كأنّ لواء الشمس غرّة جعفر
…
رأى القرن فازدادت طلاقته ضعفا
ومن مليح مديحها الذى يهزّ الجماد قوله:
إذا أصلدوا أورى وإن عجلوا ارتأى
…
وإن بخلوا أعطى وإن غدروا وفّا
فللمجد ما أبقى وللجود ما أفتنى
…
وللناس ما أبدى ولله ما أخفى
قلت: ولاشتهار هذه القصيدة واشتغال القلوب بحفظها والآذان بسماعها عمل الخفاجى قصيدة على وزنها ومعناها، فمن غزلها:(ص 154)
وهاتفة فى البان تملى غرامها
…
علينا، وتتلو من صباباتها صحفا
عجبت لها تشكو الفراق جهالة
…
وقد جاوبت من كلّ ناحية إلفا
ومن مدحها:
ولو صدقت فيما تقول من الجوى
…
لما لبست طوقا ولا خضبت كفّا
وأبلج أحيا دارس العدل بعد ما
…
ثوى، وشفى المعروف من بعد ما أشفا
جرى سابقا فى حلبة المجد وحده
…
وقال المعدّى كان الغمام له ردفا
ولنعود إلى حكاية ابن هانى مع جعفر ملك الزاب. وكان لجعفر وزير يحسد من يقرب منه من أهل الفضل البارع. فعلم ابن هانى أنه إن علم بمقدار فضله حجبه أو أبعده قبل الوصول إليه. فاحتال أن لبس ثياب البداة الجفاة والتفّ فى كسائه وأخذ فى يده كتف دابة باليا وكتب متمسخرا:
الليل ليل والنهار نهار
…
والبغل بغل والحمار حمار
والديك ديك والدجاجة زوجه
…
وكلاهما طير له منقار
ووقف على باب الوزير واستأذن أحد الحجاب وقال: قل للوزير شاعر قد جاء بقصيدة للملك. فقال: وأين قصيدتك؟ قال: تراها فى هذا العظم. فضحك الخادم من زيّه، وأطرف بذلك الوزير فقال:
ما نطرف الملك بشئ مثل هذا. وأحضره وسمع شعره. فكاد يغشى عليه من الضحك. وأعلم به جعفرا. فقال: أدركنا به. فأدخله ووقف لينشد ما فى العظم. فأنشد هذه القصيدة الفائيّة المقدّم ذكرها من صدره.
فبهت جعفر وكلّ من حضر. وكان مجلس جعفر محشورا من ولد سام وحام، فإنّ المنهل العذب كثير الزحام. فلما وصل إلى أوّل بيت من مخلصها لم يصبر عليه جعفر حتى (ص 155) قال له: بحياتى
أنت ابن هانى؟ قال: نعم. قال: وما حملك على هذا؟ قال: هذا الوزير الذى لا يترك ذا أدب يقرب منك. فقال: والله لقد أحسنت فى التحيّل والتوصّل أضعاف إحسانك فى قصيدك. ثم خلع عليه من ملبوس نفسه وصيّره من أقرب جلسائه إليه.
وقال له يوما: أريد منك غزلا ومدحا فى بيتين فقال:
المدنفان من البريّة كلّها
…
جسدى وطرف بابلى أحور
والمشرقات النيّرات ثلاثة
…
الشمس والقمر المنير وجعفر
وأكثر من مدحه ومدح أخيه يحيى. وفيهما يقول هذه القصيدة المشهورة على ألسنة الناس التى منها:
فتقت لكم ريح الجلاد بعنبر
…
وأمدّكم فلق الصباح المسفر
وجنيتم ثمر الوقائع يانعا
…
بالنصر من ورق الحديد الأخضر
أبنى العوالى السّمهريّة والسيو
…
ف المشرفيّة والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنّه
…
بين الكتائب تبّع فى حمير
جيش فوارسه الليوث وفوقها
…
كالفيل من قصب الوشيج الأسمر
فى فتية صدأ الحديد عليهم
…
وخلوقهم خلق النجيع الأحمر
لا يأكل السّرحان شلو صريعهم
…
ممّا عليه من القنا المتكسّر
فبلغ المعزّ عنه وهو يوم ذاك بالقيروان، فأمر بوصوله إليه. فوصّل، وامتدحه بمدائح جليلة غاص فيها كلّ الغوص وأبدع فيها أحسن إبداع. وقد تقدم من ذلك ما يؤيد القول فيه. ومن ذلك أيضا:
وطفقت أسأل عن أغرّ محجّل
…
فإذا الأنام جبلّة دهماء
حتى دفعت إلى المعزّ خليفة
…
فعلمت أنّ المطلب الخلفاء
هو علّة الدنيا ومن خلقت له
…
ولعلة ما كانت الأشياء
فاستيقظوا من غفلة وتنبهوا
…
ما بالصباح عن العيون خفاء
ليست سماء الله ما ترونّها
…
لكنّ أرضا تحتويه سماء
الشمس ترجع عن سناه جفونها
…
فكأنّها مطروفة مرهاء
هذا الشفيع لأمة تأتى غدا
…
وجدوده لجدودها شفعاء
للناس إجماع على تفضيله
…
حتى استوى اللؤماء والكرماء
ضرّاب هام الروم منتقما وفى
…
أعناقهم من جوده أعباء
لولا انبعاث السيف وهو مسلّط
…
فى قتلهم قتلتهم النعماء
جهل البطارق أنّه الملك الذى
…
أوصى البنين بسلمه الآباء
فى الله يسرى جوده وجدوده
…
وعديده والعزم والآراء
نزلت ملائكة السماء بنصره
…
وأطاعه الإصباح والإمساء
ملك إذا نطقت علاه بمحفل
…
خرس الوفود وأفحم الخطباء
والدهر والأيّام فى تصريفها
…
والناس والخضراء والغبراء
أين المفرّ ولا مفرّ لهارب
…
ولك البسيطان الثّرى والماء
قلت: وهذا من أجمع ما جاء فى معناه وأمدحه. والأصل الذى تفرع منه قول النابغة الذبيانى يخاطب النعمان:
فإنك كالليل الذى هو مدركى
…
وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع
ومن قول ابن هانى يمدح المعزّ أيضا:
هذا ابن وحى الله يأخذ هديه
…
عنه الملائك بكرة وأصيلا
والشمس حاسرة القناع وودّها
…
لو تستطيع لتربه تقبيلا
وعلى أمير المؤمنين غمامة
…
نشأت تظلّل تاجه تظليلا
أمديرها من حيث دار لشدّما
…
زاحمت تحت ركابه جبريلا
ذعرت مواكبه الجبال فأعلمت
…
هضباتها التكبير والتهليلا
وكأنّما الجرد الجنايب خرّد
…
سفرت تشوق متيّما متبولا
يبدو عليها للمعزّ جلالة
…
فيكون أكثر مشيها تختيلا
ويجلّ عنها قدره حتى إذا
…
راقته كانت نائلا مبذولا
الأصل فى هذا قوله تعالى ({وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً}).
وهى الجرائم والرغايب ما التقت
…
إلاّ لتصفح قادرا وتنيلا
قلت: لقد أحسن فى الحشو بقوله قادرا، وقد أجاد البحترى فى قوله:
ولم ير يوما قادرا غير صافح
…
ولا صافحا عن زلّة غير قادر
قد جدت حتى أمّلتك أميّة
…
لو أن وترا لم يضع تأميلا
عجبا لمنصلك المقلّد كيف لم
…
تسل النفوس عليك منه مسيلا
سماه جدّك ذا الفقار وإنّما
…
سمّاه من عاديت عزرائيلا
وكأن به لم يبق وترا ضائعا
…
فى كربلاء ولا دما مطلولا
لعلمت من مكنون علم الله ما
…
لم يؤت جبريلا وميكائيلا
ولقد براك فكنت موثقه الذى
…
أخذ الكتاب وعهده المسئولا
حتى إذا استرعاك أمر عباده
…
أدنى إليه أباك إسماعيلا
وورثته البرهان والتّبيان وال
…
فرقان والتوراة والإنجيلا
لو كنت آونة نبيّا مرسلا
…
نشرت لمبعثك القرون الأولى
أو كنت نوحا منذرا فى قومه
…
ما زادهم بدعائه تضليلا
لولا حجاب دون علمك حاجز
…
وجدوا إلى علم الغيوب سبيلا
لولاك لم يكن التفكّر واعظا
…
والعقل رشدا والقياس دليلا
لو لم تكن سبب النجاة لأهلها
…
لم يغن إيمان العباد فتيلا
وقوله:
لو لم تعرّفنا بذات نفوسنا
…
كانت لدينا عالما مجهولا
وقوله:
ألم تريا الروض الأريض كأنّما
…
أسرّة نور الشمس فيه سبائك
وما تطلع الدنيا شموسا تريكها
…
ولا للرياض الزّهر أيد حوائك
ولكنما ضاحكننا عن محاسن
…
جلتهنّ أيّام المعزّ الضواحك
سقى الكوثر الخلدىّ روضة هاشم
…
وحيّت معزّ الدين عنّا الملائك
له نسب الزهراء دنيا يخصّه
…
وسالف ما ضمّت عليه العواتك
العواتك: اللاتى ولدن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أبيه وأمّه، وهنّ اثنتا عشرة عاتكة، اثنتان من قريش، وواحدة من بنى مخلد بن النضر، وثلاث من سليم، وأسديّة، وهذليّة، وقضاعيّة، وأزدية. وأسماء آبائهن فى كتب الأنساب فأضربت عن ذكرهم للتلخيص.
إمام رأى الدنيا بمؤخر عينه
…
فمن كان منها آخذا فهو تارك
ولم يحوه طول البلاد وعرضها
…
ولكنّه فى مسلك الشمس سالك
وما كنه هذا النور نور جبينه
…
ولكنّ نور الله فيه مشارك
لكم دولة الصدق التى لم يقم بها
…
فتيلة والأيّام هوج ركائك
نتيلة بنت حباب بن كليب امرأة عبد المطلب. ولدت منه العباس، رضى الله عنه، وضرارا. ومات ضرار قبل الإسلام.
فعرّض فى قصيدته ببنى العباس.
تردّ إلى الفردوس منكم أرومة
…
يصلّى عليكم قدسها ويبارك
وقوله:
ثنائى على وحى الكتاب عليكم
…
فلا الوحى مأفوك ولا أنا آفك
وقوله:
ولقد أتيت الأرض من أطرافها
…
ووطئتها بالعزم فهى ذلول
واستشعرت أجبالها لك هيبة
…
حتى حسبنا أنّها ستزول
نامت ملوك فى الحشايا وانثنت
…
كسلى وطرفك بالسّهاد كحيل
لن ينصر الدين الحنيف وأهله
…
من بعضه عن بعضه مشغول
لا تعدمنّك أمة أغنيتها
…
وهديتها تجلو العمى وتنيل
وكأنّ دولتك المنيرة فيهم
…
ذهب على أيامهم محلول
شهد البريّة كلّها لك بالعلى
…
إنّ البرية شاهد مقبول
وقال من قصيدة طويلة أوّلها:
تجهّز إلى بغداد قد فتحت مصر
…
وأنجز صرف الدهر ما وعد الدهر
تقول بنو العبّاس قد بلغ المدى
…
فقل لبنى العبّاس قد قضى الأمر
وقد جاوز الإسكندريّة جوهر
…
تطالعه البشرى ويقدمه النصر
وقوله من أخرى:
المدح فى ملك سواك مضيّع
…
والقول فى أحد سواك تقوّل
والمليح فى هذا المعنى قول التونسى وهو على بن محمد الايادى:
كأنّ ملوك الأرض حول بساطه
…
كواكب فى ضوء النهار غوارق
والسابق إلى هذا المعنى النابغة بقوله فى النعمان:
فإنّك شمس والملوك كواكب
…
إذا طلعت لم يبد منهنّ كوكب
قلت: ومدائح ابن هانى كثيرة جدا فى المعزّ متى استوعبناها خرجنا عن الغرض فى التاريخ. وسيأتى من شعره شيئا آخر فى باب المرقص آخر هذا الجزء.
ومن أحسن ما وقع له فى النسيب وهو الذى أخلّ به حتى قتل:
يا عاذلى لا تلمنى إنّنى
…
لم تصبنى هند ولا زينب
لا كنّنى أصبو إلى شادن
…
فيه خصال جمّة ترغب
لا يرهب الطمث ولا يشتكى
…
حملا ولا عن ناظر يحجب
أراد بقوله غلام كان الأمير تميم يهواه، فتحيّل عليه حتى وجد فى بعض الأودية مخنوقا بتكته.
وقيل: إنّه حسده لجودة شعره فقتله لذلك.
والله أعلم بأمره.