الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها بلغ الخبز ببغداد كلّ اثنى عشر رغيفا بدينارين، واشتد بالناس الغلاء والقحط حتى كادوا الناس يفنوا جميعا.
وفيها توفى أبو العلاء [أحمد بن عبد الله] بن سليمان المعرّى الشاعر صاحب كتاب «سقط الزند» ، وسيأتى ما استطرف من شعره الداخل فى طبقتى المرقص والمطرب آخر هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
ذكر سنة خمسين وأربع مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم خمسة أذرع وسبعة أصابع.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا واثنا عشر إصبعا
ما لخّص من الحوادث
الخليفة القائم بالله أمير المؤمنين، وبنو سلجوق الحكام.
والمستنصر خليفة مصر، وقبض على الوزير القاضى اليازورى ونفى إلى مدينة تنّيس وقتل بها.
وفيها اشتدّ الغلاء بمصر وكثر الوباء، وكان يموت فى كلّ يوم مما يحصيه ديوان المواريث نحو العشرة آلاف خارجا عمن لا يعرف من صعاليك الناس. وبلغ القمح بثمان الدنانير عين مصرية الأردبّ المصرى، وبلغ الشعير والفول خمسة دنانير والحمص تسع الدنانير.
وروى أنّ بمصر درب فيه عدة دور مساكن يعرف بدرب طبق. وإنما يعرف بذلك لأنّه أبيع فى هذه السنة بطبق من خبز، والدور التى فيه تساوى ألوف عدة، وبمصر أيضا دارا تسمّى دار رغيف، أبيعت أيضا فى غلاء المستنصر، وهو فى هذه السنة المذكورة، برغيف خبز، وأكل الناس فى هذه الأيّام جلود الكتب، وعاد الكلاب يدخلون (كذا) بيوت الناس فيأكلون (كذا) الولد قدّام أبوه وأمه، وليس فيهم من المنعة أن يمنعوه (كذا) عن ذلك.
وعاد الحمام والعصفور واليمام وما شاكل ذلك يتساقط ميتا من الجوع، ولا يجد ما يأكله. وإنّ المستنصر انحلّ أمره وضعف سلطانه وتقهقرت دولته، حتى إنه ترك القصر وخرج إلى الجامع
الأزهر، وجلس فى المقصورة التى على يمين المدخل من باب الأعمدة.
ولم يزل أمره كذلك حتى أتاه (ص 216) بدر الجمالى المستنصرى المعروف بأمير الجيوش، وكان عبدا أرمنيا اشترى بثلاثة عشر دينارا، ولم تزل تترقى به الأحوال إلى أن نعت بأمير الجيوش حسبما يأتى من ذكره فى تاريخ دخوله مصر.
وفى هذه السنة تولّى الوزارة بالديار المصرية عميد الخلافة عبد الله ابن محمد البابلى فى المحرّم منها، ثم صرف بعد مدّة شهرين وأربعة عشر يوما.
ثم وليها أبو الفرج محمد بن جعفر المغربى فى شهر ربيع الآخر.
وولى القضاء فى هذه السنة القاضى أبو على أحمد بن عبد الحاكم فى ثالث وعشرين صفر. ثم صرف فى تاسع ذى الحجة.
وولى القضاء عبد الحاكم بن وهيب بن عبد الرحمان.
وفيها عاد البساسيرى ودخل الموصل وخطب للمستنصر بها.