الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة إحدى عشرة وأربع مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم ثمانية أذرع وخمسة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وثلاثة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين. وبنو بويه بحالهم.
وفيها كانت غيبة الحاكم فى الرابع عشر من شوال من هذه السنة.
وقال صاحب «تاريخ القيروان» : إن الحاكم خرج ليلة الاثنين السابع والعشرين من شوّال-وهو الصحيح فى تاريخ ذكر غيبته- يطوف على حماره كجرى عادته، وأصبح عند قبر الفقّاعى، ثم توجّه إلى شرقى حلوان، ومعه ركابيّان عاد أحدهما ومعه تسعة نفر من عرب السويديين إلى بيت المال، فأمر لهم بجائزة، ثم حضر الركابى الآخر
وذكر أنّه تركه عند المقصبة والقبر، وأنه أمره بالانصراف. وصار الناس يخرجون فى كلّ يوم مع الموكب ينتظرونه يرجع. فلما كان يوم الأحد ثالث ذى القعدة خرج صاحب المظلّة ونسيم الخادم وابن يشكن التركى (ص 179) صاحب الرمح وجماعة من الأتراك والقاضى ابن <أبى> العوّام فلم يزالوا حتى بلغوا دير القصير وأمعنوا فى الجبل، فرأوا حماره على بعد، فأتوه فوجدوه وقد ضربت يداه بسيف، ثم وجدوا جباب الحاكم فى البركة التى هناك، ونظروا فى الأرض إلى أثر رجلين أحدهما أمام الحمار والآخر خلفه، ثم تتبّعوا آثار الأرجل إلى البركة ونزلوها، فوجدوا جبابه، وهى أربع جباب من صوف مزرّرة لم تفكّ أزرارها، وفيها آثار السكاكين. فتيقّنوا أنه قتل لا محالة.
قلت: ورأيت فى مسوّداتى أنّ الذى تسبّب فى قتله أخته ستّ الملك. وكانت ذات أدب وعقل ودين وعقيدة حسنة فى الإسلام، على غير ما كانوا عليه أهاليها، وكانت كثيرة الصلاة والصوم وتلاوة القرآن والبرّ والصدقة على المساكين. فلما اشتهر لها أمر الحاكم بدعواه الملعونة أنكرت عليه ذلك ونصحته. فقال لها: ويلك يا فاجرة!
ما كفاك ما أنت عليه من صحبة الخدّام الذين تعوّضت بهم عن الرجال حتى تدخلى نفسك فيما لا يعنيك؟ فو الله لأفوزنّ بقتلك.
فعلمت أنّه قاتلها لا محالة. فجرّدت له عبدين اسم أحدهما فلاح، والآخر رزين، وكانا عندها كأولادها تربية ومحبّة. ورتّبت لهما ما يفعلاه، فأكمنا له فى ذلك المكان الذى كان كثيرا ما يتعهده، فقتلاه كما ذكر، والله أعلم بأمره.
وفى هذه السنة عزل ابن الوزّان وولى الأمر بعده الأمير المظفر على ابن عمّار فى جمادى الآخرة.
ومن غريب حكايات الحاكم ما تضمّنه كتاب «حلّ الرموز فى علم الكنوز» وهو كتاب جليل القدر نادر الوقوع حسن الأخبار كثير الفائدة، (ص 180) منسوبا إلى محمد بن عبد الرزاق بن عبد الأعلى القيروانى. ذكر فيه مصر وقدمها فى العالم وما فيها من العجايب والحكم. وجمع فى هذا الكتاب أسماء أربعين كنزا من كنوز مصر مما اتخذوا ذلك ملوك القبط الأول بعد الطوفان، وما فتح منها