الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة الحافظ أبو الميمون بن أبى القاسم
وما لخّص من سيرته
هو أبو الميمون عبد المجيد بن أبى القاسم بن المستنصر بالله، وباقى نسبه قد تقدّم.
ولد فى سنة ستّ وستين وأربع مئة.
بويع له يوم قتل الآمر، وفى غد ذلك اليوم نصب فى النظر لأمور المملكة أبو على أحمد بن الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، ثم إنه غلب على الأمر، واعتقل الحافظ عبد المجيد، وأقام متغلّبا على الأمر مستوليا مستبدّا بالأمور إلى النصف من شهر المحرّم سنة ستّ وعشرين وخمس مئة. فوثب عليه من صبيان الخاصّة من قتله على باب البستان ظاهر القاهرة. وأخذت رأسه فدخل بها إلى القصر، وأخرج ولىّ العهد الحافظ لدين الله من الاعتقال، وتقررت الوزارة ليانس، ولقّب بألقاب أمير الجيوش بدر الجمالى، وجدّدت البيعة للحافظ لدين الله، واستمرّ نظر يانس إلى أن توفى اليوم الثانى من ذى القعدة سنة ستّ (ص 283) ثم لم يستوزر بعده الحافظ أحد.
قلت: هذا القول الذى ذكرناه على ما سيّره الشيخ أبو القاسم علىّ بن منجب بن سليمان الكاتب رحمه الله.
وأما نسخة الأصل من التاريخ الذى وضعته فإنّ الحافظ لما ولى واستوزر أبا علىّ بن الأفضل شاهنشاه أقام فى الوزارة ثمانى سنين، والحافظ تحت حجره حتى قتل حسبما ذكرناه.
ثم وزر أخوه أبو الفتح. أقام سنتان وثمانية أشهر. يقال إنه سمّ فى ماء استنجى به فمات.
ثم استوزر الحافظ بهرام الأرمنى. أقام سنة واحدة وعشرة أيام، ثم استعفى وترهّب ولبس الصوف، وبنى له فى القصر مكانا يتعبّد فيه حتى مات.
ثم استوزر رضوان بن الوبحشى (كذا) سنتين وخمسة أشهر.
ثم كان نجم الدين بن مصال يدبّر أمور المملكة، إلى أن توفى الحافظ، كما يأتى بيان ذلك فى تاريخه إن شاء الله تعالى.
وفى سنة أربع وعشرين أخذ عماد الدين أتابك زنكى حماة من صاحبها، وهو يومئذ بهاء الدين سونج بن تاج الملوك بورى ابن طغتكين صاحب دمشق.