الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة الراشد بالله بن المسترشد بالله
وما لخّص من سيرته
هو أبو جعفر المنصور بن أبى المنصور الفضل بن أحمد المستظهر بالله، وباقى نسبه قد علم.
أمه أمّ ولد يقال لها صبا.
مولده سنة خمس مئة. ولّى بعهد من أبيه فى حياته له، وجلس للأمر يوم وفاة والده.
والحافظ خليفة مصر، والوزير تاج الدولة بهرام الأرمنى، إلى أن استعفى وترهّب ولبس الصوف حسب ما سقناه، وأقام كذلك إلى أن توفى سنة خمس وثلاثين وخمس مئة، وكان لبهرام أخ يسمى باسك، وبه سميت منية الباسك فإنها كانت من إقطاعه.
وفيها قتلت ياقوت خاتون ولدها شمس الدولة قدامها وهى قائمة على رأسه حتى مات فجعلته فى ناحية من المكان، وأمرت الجند فدخلوا فنظروه ميتا، ثم أجلست أخا له صغيرا يسمى محمود، وأنفذت إلى الحاجب يوسف بن فيروز فأحضرته وسلّمت إليه دمشق. وأقام مدّة يسيرة فاعترضه إنسان يقال له بزاوش، وهو فى الميدان،
فضربه بخنجر فقتله. وتفرّقت الجند. فقوم اجتمعوا على بزاوش، وقوم توجّهوا إلى منازلهم. وكان أمين الدولة صاحب بصرى حاضرا.
فأرادت قتله فهرب إلى بصرى.
ثم حضر أتابك زنكى ونزل على دمشق يحاصرها، ثم تقرّر بينهم الصلح.
قال ابن واصل: وكان سبب قتل أمّ شمس الدولة، وقيل شمس الملوك-واسمه إسماعيل بن بورى بن طغتكين-ولدها المذكور أنه كان سىّء السيرة إلى الغاية القصوى [مع بخل زائد ودناءة نفس] فكرهه أصحابه وأهله ورعيته، [فلما استشعر بغض أصحابه له وخاف منهم راسل] عماد الدين وقال: إن لم تسرع بالحضور سلّمت المدينة للفرنج. أعنى دمشق. فلما تحقّقت أمّه من أهل الدولة بكمالهم خافت على زوال الملك من بيتها، جمعت كبار القوم وقررت معهم أنها تقتله وتقيم أخوه (كذا)، فكان ما ذكرناه.