الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة اثنين وثمانين وثلاث مئة
النيل المبارك فى هذه السنة:
الماء القديم أربعة أذرع واثنا عشر إصبعا.
مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين.
ومدبّر ممالكه بهاء الدولة ابن عضد الدولة.
والعزيز خليفة مصر.
وقبض على ابن العدّاس واعتقل. وفوّض الأمر فى تدبير الدولة إلى أبى الفضل جعفر بن الفرات، ثم رفعت يده فى شعبان، وتفرّق تدبير الأموال والأحوال جماعة من الكتاب.
منهم ابن مهلون، وعيسى بن نسطورس، ويحيى بن تمام، وإسحاق بن المنشا وغيرهم.
وفيها غلت الأسعار بالعراق حتى أبيع الرطل الخبز بالبغدادى بأربعين درهم. وهلك عالم عظيم من الجوع، وانكشفت فى هذه السنة أحوال كثيرة من مساتير بغداد.
وكان بدمشق ابن أبى العود الصغير من قبل السلطان على الأموال، وكان شديد المعاندة لمنير الخادم. ويكاتب فى حقّه أنه عاصى، وأنه يكاتب بغداد. فلما كثرت مكاتبته بذلك إلى العزيز، وكان العزيز قد اصطنع تركيّا يقال له منجوتكين، فجهّزه بعسكر كثيف إلى الشام. فلما صحّ عند منير أن ابن أبى العود قد استجلب عليه عسكرا قتله، وكاشف (ص 147) بالعصيان، ونزل العسكر مع منجوتكين التركىّ الرملة، ووافاهم بشارة والى طبريّة، وكتبوا إلى نزّال والى طرابلس أن ينزل على دمشق.
وكان منير الخادم قد جمع رجاله من أهل دمشق ممن يطلب الباطل واعتدّ للحرب. والتقى منير ونزّال بمرج عذرا. فانهزم منير، وذلك <فى> التاسع عشر من رمضان هذه السنة. ولما انهزم منير أخذ فى الجبال حتى خرج إلى أرض جوسية يريد حلب. فخرجت عليه أحلاف العرب فأخذوه، وأتوا به إلى منجوتكين وهو بدمشق. فشهرّه منجوتكين على جمل، وأركب معه قردا، وشهر معه من أصحابه نحو مئة رجل
على الجمال، وعليهم الطراطير. وذلك أنهم انقطعوا فدخلوا بعلبكّ، فأخذهم وال بها يقال له جلّنار فأحضرهم. وكان من أمرهم ما ذكرنا.
وأقام منجوتكين بدمشق. وطمعوا فى أخذ حلب بعد موت سعيد الدولة أبو المعالى. ثم نزل منجوتكين حلب بعد ما اجتمع إليه خلق كثير من جبل السمّاق وغيره، وأجلب بخيله ورجله، وذلك فى سنة أربع وثمانين وثلاث مئة حسبما يأتى من ذكره إن شاء الله تعالى.