الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها تسلّمت المصريين صيدا من الأتراك.
ومات ابن حمير والله أعلم.
وفى سنة ثلاث وثمانين ولد أبو القاسم ابن المستنصر.
ذكر سنتى أربع وخمس وثمانين وأربع مئة
النيل المبارك فى هاتين السنتين:
الماء القديم لسنة أربع: أربع أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وأربعة أصابع.
ما لخّص من الحوادث
الخليفة فيهما المقتدى بأمر الله، وبنو سلجوق بحالهم.
والمستنصر خليفة مصر، وأمير الجيوش بدر الجمالى مدبر الممالك المصرية.
وفى سنة أربع قتل كمشكين المقدم ذكره
وفيها كان الفراغ من عمارة باب زويلة.
وفى سنة خمس فتح تاج الدولة الرحبة.
وفيها قتل الوزير نظام الملك المقدم ذكره.
وفيها بنى السلطان ملك شاه ابن السلطان ألب أرسلان بن السلطان طغريل بك بن سلجوق من وراء النهر منارة من قرون الغزلان، وبنى أخرى مثلها بظاهر الكوفة. ثم قال: احصوا ما صدته أنا بنفسى من الصيد. فحصروه فكان عدة عشرة آلاف صيد، فتصدّق بعشرة آلاف دينار.
وفيها توفى رحمه الله. وكان سلطانا جيدا كثير العدل والإنصاف، حسن السيرة، جميل الأوصاف. وأسقط المكوس فى جميع ممالكه فكان مبلغها ألفى دينار. وكان حسن الوجه، كريم الأخلاق. وخطب له فى بلاد الترك والصين، إلى أقصى اليمن.
وكانت (ص 249) تقف له الأمراء والضعيف، فيقف بنفسه الكريمة ويسمع الكلام، ولا يبرح من مكانه حتى ينصف المظلوم من الظالم، وكانت له همة لم تكن لأحد من السلاطين قبله، وله النكت العجيبة
فى العدل. فمن جملة ما يحكى عنه ما ساقه صاحب كتاب «جنا النحل» ذكر أنه استنسخه من كتاب يسمى «مطالع الشروق فى محاسن بنى سلجوق» .
قال: إن السلطان ملك شاه افترد فى صيد بنفسه. فلقى سوادى وهو يبكى. فوقف وسأله عن حاله فظنه السوادى أنّه من بعض الأمراء فقال يا حملباشى (؟) كان معى حمل بطّيخ، وهو بضاعتى، فدخلت به إلى هذا العسكر لأبيعه فالتقانى ثلاث غلمان فأخذوه منى، ولم يعطونى له ثمن، وطالبتهم فضربونى. فقال له السلطان: امض إلى العسكر وأى خيمة رأيتها حمراء اجلس عندها ولا تبرح حتى أعطيك ثمن بطيخك. فمضى ذلك الرجل وجلس عند الخيمة الحمراء. وعاد السلطان فقال للشرابى: قد اشتهيت بطيخ. ففتش خيم العسكر.
فمضى وعاد وأحضر البطيخ. فقال: أين وجدته؟ فقال فى مخيّم الحاجب فلان. فأمر بإحضاره. فقال: من أين لك هذا البطيخ؟ قال: أحضروه غلمانى. قال: أريدهم السّاعة. فتوجّه فوجد الغلمان قد هربوا لمّا تحققوا الأمر. فعاد وخبّر السلطان. فأمر بإحضار السوادى. فقال: هذا بطّيخك؟ قال: نعم. قال: خذه وخذ هذا
الحاجب مملوكك، فقد وهبته لك، والله لئن تركته أو خرج من يدك بغير رضاك لأضربن رقبتكما جميعا. فأخذ السوادى هذا الحاجب وأخرجه يقوده بين العساكر. فاشترى الحاجب نفسه من السوادى بثلاث مئة دينار (ص 250) وعاد السوادى إلى السلطان وعرّفه أنه أباعه نفسه بطيبة من قلبه، ثم إن السلطان طرد الحاجب ونفاه عنه.
ومنها أنّه سار من جيحون إلى أنطاكية، ما قدر أحدا من عسكره يتعرّض لعلّيقة بغير ثمنها، ولا كفّ من تبن. وتوفى رحمه الله وهو على هذه السنّة من العدل. وسيأتى من خبره أيضا وبعض محاسنه ما يليق أن يذكر بموضعه.
وفيها ركّب باب زويلة على بابه.
وفيها نافق منير الدولة بصور، ووصل فى رجب أسير، وقتل وسائر من نافق معه.