الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - أبو الوليد ابن زيدون وزيره:
له القصيدة الفريدة النونيّه التى لم يعمل فى باب الرثاء مثلها وسبق وعدنا بإثباتها:
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا
…
شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
…
يقضى علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت
…
سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تألّفنا
…
ومورد الأنس صاف من تصافينا
وإذ هصرنا غصون الوصل دانية
…
قطوفها فجنيناها كما شينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما
…
كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا
من مبلغ الملبسينا بانتراحهم
…
حزنا مع الدّهر لا يبلى ويبلينا
إنّ الزمان الذى ما زال يضحكنا
…
أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا
…
بأن نغصّ فقال الدهر: آمينا
فانحلّ ما كان معقودا بأنفسنا
…
وانبتّ ما كان موصولا بأيدينا
وقد نكون ولا يخشى تفرّقنا
…
فاليوم نحن، ولا يرجى تلاقينا
لم نعتقد بعدكم إلاّ الوفاء لكم
…
رأيا، ولم نتقلّد غيره دينا
لا تحسبوا بعدكم عنّا يغيّرنا
…
إن طال ما غيّر البعد المحبّينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلا
…
منكم، ولا انصرفت عنكم أمانينا
ولا اعتقدنا خليلا عنك يشغلنا
…
ولا اتخذنا بديلا منك يسلينا
يا سارى البرق غاد القصر فاسق به
…
من كان صرف الهوى والودّ يسقينا
ويا نسيم الصّبا بلّغ تحيّتنا
…
من لو على البعد حيّى كان يحيينا
يا روضة طالما أجنت لواحظنا
…
وردا جناه الصّبا غضّا ونسرينا
ويا نعيما خطرنا من غضارته
…
فى وشى نعمى، سحبنا ذيلها حينا
لسنا نسمّيك إجلالا وتكرمة
…
وقدرك المعتلى عن ذاك يغنينا
يا جنّة الخلد بدّلنا بسلسلها
…
والكوثر العذب زقّوما وغسلينا
كأنّنا لم نبت والوصل ثالثنا
…
والسّعد قد غضّ من أجفان واشينا
سرّان فى خاطر الظلماء يكتمنا
…
حتى يكاد لسان الصبح يفشينا
لم نجف أفق جمال أنت كوكبه
…
سالين عنه، ولم نهجره قالينا
ولا اختيارا تجنّبناك عن كثب
…
لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حثّت مشعشعة
…
فينا الشمول وغنّانا مغنينا
لا أكؤس الرّاح تبدى من شمائلنا
…
سيما ارتياح، ولا الأوتار تلهينا
دومى على العهد ما دمنا محافظة
…
فالحرّ من دان إنصافا كما دينا
فلو صبا نحونا من علو مطلعه
…
بدر الدّجا لم يكن حاشاك يصبينا