الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر خلافة القادر بالله بن إسحاق بن المقتدر
وما لخّص من سيرته
هو أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر جعفر. وباقى نسبه قد تقدّم.
أمّه أمّ ولد تسمّى تمنى. بويع له لتسع بقين من شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة هذه السنة، وأحضر من البطايح، وأدخل إلى دار الخلافة، وجدّدت له البيعة فى شهر رمضان من هذه السنة المذكورة.
ولم يزل خليفة إحدى وأربعين سنة وثلاثة أشهر.
دبّر ممالكه فى أيامه بهاء الدولة إلى أن توفى. فولى ابنه سلطان الدولة إلى أن توفى. فولى أخوه أبو على مشرف الدولة حتى توفى. فولّى أخوهما جلال الدولة بغداد خاصّة، وباقى الأعمال أبا كاليجار ابن سلطان الدولة.
والعزيز بمصر خليفة. والقاضى بها محمد بن النعمان. وولاة الخراج علىّ بن عمر، وموسى بن سهل، وجبريل.
وفيها ضمن علىّ بن عمر المعروف بابن العدّاس مال الدولة والنفقات.
فنظر فى الأمور جميعها، وجلس فى القصر فى حجرة أفردت له، وفرش له مرتبة ديباج.
وفيها قتل بكجور. وسبب ذلك أنّ القول تقدم أن ابن كلّس كان قد ألّب بين أبى المعالى بن سيف الدولة صاحب حلب وبين بكجور، حتى طمع كلّ واحد منهما فى أخذ الآخر. فاحتال أبو المعالى على بكجور، وكتب إليه بعض أصحابه من خاصة أبى المعالى بأذنه له فى ذلك: أن سر إلينا حتى نأخذ حلب ونحن معك على صاحبنا. فظن أنّ ذلك حق. فجمع وسار إلى حلب. وخرج إليه أبو المعالى فالتقوا فى موضع يقال له دوّارة الحمار. فاقتتلوا، وانهزم بكجور. فأخذه رجل من العرب وأتى به إلى أبى المعالى فضرب عنقه.
وكانت هذه الوقعة يوم السبت مستهل (ص 146) صفر من هذه السنة. ثم سار أبو المعالى إلى الرقّة فأخذ ما كان لبكجور بها، وملك فى هذه السنة الرحبة ورجع إلى حلب.
وتوفى أبو المعالى بن سيف الدولة لمذكور فى هذه السنة فى شهر رمضان، وطمع منير الخادم فى أخذ حلب كما يأتى ذكر ذلك.