الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حضَرا: يا هذان، ألا تَرَيَانِ؟ إنى لم أدْعُكما، ولستُ أمْنَعُكما أن تَرْجِعا، وإنَّما يَقْضِى على هذا أنْتُما، وأنا مُتَّقٍ (20) بكما، فاتَّقِيَا. وفى لفظٍ: وإنِّى بكما أقْضِى اليومَ، وبكما أتَّقِى يومَ الْقِيامةِ (21). وروَى أبو حنيفةَ، قال: كنتُ عند مُحارِب بنِ دِثَارٍ (22)، وهو قاضى الكوفةِ، فجاءَ رجلٌ، فادَّعَى (23) على رجلٍ حقًّا، فأنْكَرَه، فأحْضَرَ المُدَّعِى شاهِدَيْن، فشَهِدَا له، فقال المشْهودُ عليه: والذى به تَقُومُ السَّماءُ والأرضُ لقد كذَبا عليَّ في الشَّهادةِ. وكان مُحارِبُ بنُ دِثارٍ مُتَّكِئًا فاسْتوَى جالسًا، وقال: سمعتُ ابنَ عمرَ يقولُ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ الطَّيْرَ لَتَخْفِقُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَتَرْمِى مَا فِى حَوَاصِلِهَا (24)، مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لَا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يَتَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ (25) النَّارِ"(26). فإنْ صدَقْتُما فاثْبُتا، وإنْ كذَبْتما فَغطِّيا رُءُوسَكما وانْصَرِفا. فغطَّيَا رُءوسَهما وانْصَرفا (27).
1871 - مسألة؛ قال: (وَيَكُونُ كَاتِبُهُ عَدْلًا، وكَذَلِك قَاسِمُهُ)
وجملتُه أنَّه يُسْتحَبُّ للحاكمِ أنْ يتَّخذَ كاتبًا؛ لأنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتكتبَ زيدَ بنَ ثابتٍ، وغيرَه، ولأنَّ الحاكمَ تَكثُرُ أشْغالُه ونَظَرُه، فلا يُمْكِنُه أن يَتولَّى الكتابةَ بنَفْسِه، وإن أمْكنَه تَوَلِّى الكتابةِ بنفسِه، جازَ، والاسْتِنابَةُ فيه أوْلَى. ولا يجوزُ أن يَسْتَنيبَ في ذلك إلَّا عَدْلًا؛
(20) في م: "معتق".
(21)
انظر أخبار القضاة 2/ 254، 255، 291، 296، 299، 316، 363، 392.
(22)
محارب بن دثار بن كردوس السدوسى، كان ثقة حجة، توفى سنة ست عشرة ومائة. سير أعلام النبلاء 5/ 217 - 219.
(23)
في ب: "وادعى".
(24)
في م: "حوصلتها".
(25)
في ب: "في".
(26)
أخرج حديث: "إن الطير لتخفق. . .". البيهقى، في: باب وعظ القاضى الشهود. . .، من كتاب آداب القاضى. السنن الكبرى 10/ 122. وأخرج حديث:"إن شاهد الزور. . .". ابن ماجه، في: باب شهادة الزور، من كتاب الأحكام. سنن ابن ماجه 2/ 794. والحاكم، في: باب ظهور شهادة الزور من أشراط الساعة. من كتاب الأحكام. المستدرك 4/ 98. والبيهقى، في الموضع السابق. والعقيلى، في: الضعفاء الكبير 4/ 123.
(27)
ذكر الذهبى القصة، عن عبد الملك بن عمير، وليس عن أبي حنيفة. سير أعلام النبلاء 5/ 218.