الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الهداة المهتدين، وعلى جميع من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد كثر في الآونة الأخيرة النقاش حول بعض المسائل الهامة في الدين، واحتدم النزاع فيها بين من ينتسب إلى العلم، ومن هذه السائل: مسألة الاحتجاج بالحديث الضعيف؛ الذي نتج عنه الإزراء بفقهاء الأمة لذكرهم الضعيف في كتبهم، غافلين، أو متغافلين أن الفقهاء حينما ذكروها لم يعلموا بضعفها، ولكن ذكروها دون بحث عنها، وأحالوا نقدها على صيارفة الحديث، لكونهم أغنوهم عن الكشف عن درجتها، فالبحث عن كيفية رواية الأخبار من وظيفة حملة السنة النبوية، وإن كان المؤمل من طالب العلم -عموما- محدثا أو فقيها أن لا يعمل بخبر يبلغه حتى يعلم درجته، إلا أن الاختصاص بفن معين والاقتصار عليه قد يفرض على صاحبه عدم الخروج عنه إلى غيره لضيق الوقت، وتشعب العلوم.
ونتيجة حتمية لهذا النزاع وجدت نفسي وأمثالي من المبتدئين في طلب العلم بحاجة ماسة إلى مؤلف يجمع أحكام الحديث الضعيف، وجميع ما
يتعلق به استقلالا دون تعرض لغيره من أنواع علوم الحديث؛ خصوصا وأن الأحاديث الضعيفة غزت كثيرا من الكتب التي يكتبها بعض المعاصرين عن الإِسلام، كما شاعت على ألسنة العديد من الخطباء والوعاظ والمتحدثين، وعلى كل ما بحثه العلماء ضمن كتب علوم الحديث من بيان لأحكام الحديث الضعيف، وما وضعه بعضهم من قواعد، كما فعل ابن القيم في كتابه القيم "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" فإني لم أجد من أفرده في تصنيف جامع مستقل، إلا ما كان من كراسة كتبها الشيخ علوي المالكي
(1)
-جزاه الله خيرا- وسماها "المنهل اللطيف في أحكام الحديث الضعيف"؛ إلا أنها رسالة صغيرة لا تروي غليل الباحث إذ لا تتجاوز خمس عشرة ورقة من الحجم الصغير، وجواب كتبه الشيخ أبو الحسنات اللكهنوى
(2)
ضمن أجوبة كتبها عن أسئلة عشرة سئلها
(3)
، فأستعنت بالله سبحانه وتعالى وعزمت على اختيار هذا الموضوع لأنال به درجة "الماجستير" من قسم السنة النبوية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد جعلته مكونا من: تمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة
(1)
هو: الشيخ علوي بن عباس المالكي الحسني، مدرس من علماء مكة المكرمة، تخرج بمدرسة النجاح، وتفقه في المسجد الحرام، ثم قام بالتدريس فيهما.
له: نفحات الإسلام من محاضرات البلد الحرام، المواعظ الدينية، ديوان شعر، وغيرها، توفي سنة إحدى وتسعين وثلائمائة وألف.
انظر: الأعلام للزركلي 4/ 250 ط 4.
(2)
هو: الشيخ الكبير العلامة عبد الحي بن عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوى الحنفي.
له: السعاية في كشف ما في شرح الوقاية، التعليق الممجد على موطأ محمد، الآثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة، وغيرها، توفي سنة أربع وثلاثمائة وألف.
انظر: نزهة الخواطر في تراجم علماء الهند 8/ 234 - 239.
(3)
انظر: كتاب الأجوبة الفاضلة ص 36 - 59، وكتابه الآخر "ظفر الأماني" ص 97 - 107.
على النحو التالي:-
التمهيد: ويحتوي على المباحث الآتية:-
أ- تعريف الحديث النبوي الشريف.
ب- تقسيم الخبر باعتبار وصوله إلينا.
جـ - تقسيم الخبر من حيث القبول والرد.
د- تقسيم المقبول إلى صحيح وحسن.
الباب الأول: في الحديث الضعيف ومسالك الضعف إلى الحديث، ويشتمل على تقدمة وفصلين:-
التقدمة: في تعريف الحديث الضعيف.
الفصل الأول: في المسلك الأول من مسالك الضعف إلى الحديث، وهو السقط من السند.
الفصل الثاني: في المسلك الثاني من مسالك الضعف إلى الحديث، وهو الطعن في الراوي.
الباب الثاني: في حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف، ويشتمل على تقدمة وفصلين أيضا.
التقدمة: في الاحتجاج بالسنة النبوية.
الفصل الأول: في حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف في الأحكام وفضائل الأعمال.
الفصل الثاني: في حكم الاحتجاج بالحديث الضعيف في تفسير كتاب
الله وقراءة شيء منه، وفي أخبار المغازي والسير.
الباب الثالث: ويشتمل على عدة مباحث من متعلقات الحديث الضعيف، وقد قسمته إلى زمرتين جعلتهما في فصلين:-
الفصل الأول: ويشتمل على المباحث الآتية:-
1 -
عناية المحدثين بالسند والمتن.
2 -
حكم الرواية عن الضعفاء.
3 -
أضعف الأسانيد.
الفصل الثاني: ويشتمل على المباحث الآتية:-
1 -
مظان الحديث الضعيف.
2 -
الكتب المصنفة في الضعفاء.
3 -
الكتب المصنفة في أنواع خاصة من الحديث الضعيف.
الخاتمة: ذكرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال بحثي، ثم أعقبت ذلك بفهارس الأحاديث والمراجع والموضوعات.
وفي أثناء الرسالة نقلت النصوص وأقوال الأئمة من مصادرها الأصلية، ولم أشأ أن أشين هذه النقول بكثرة التعليق عليها، بل اكتفيت بتنظيمها وتنسيقها وتوضيح المراد منها، وترجيح ما أراه راجحا من أقوالهم عند الاختلاف، كل ذلك على سبيل الاختصار، حفاظا على أساليب أولئك الأئمة لما تتمتع به من دقة في التعبير، وجزالة في الأسلوب.
وفي ختام هذا التقديم أتقدم بوافر الشكر، وخالص الدعاء لفضيلة أستاذي الدكتور محمد أديب الصالح الذي تفضل مشكورا بقبول
الإشراف على هذه الرسالة؛ رغم ما يقوم به من أعمال كثيرة، ومع ذلك فلم يبخل علي بوقت ولا رأي، مما جعل لملاحظاته وتوجيهاته أكبر الأثر على إخراج هذه الرسالة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
وكتبه
عبد الكريم بن عبد الله الخضير