الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
يرى بعض العلماء قبول روايته معللا قوله بأن معرفة عينه تغني عن معرفة عدالته
(1)
.
3 -
كما فصل جماعة من أهل العلم، وقالوا: إن كان الراويان، أو الرواة عنه فيهم من لا يروي إلا عن عدل قبل، وإلا فلا يقبل
(2)
.
والراجح -والله أعلم- ما ذهب إليه الجمهور لقوة ما استدلوا به، أما القولان الأخيران فضعيفان لضعف استدلالهما.
حكم رواية النوع الثاني:
اختلف العلماء في رواية المستور قبولا وردا علي قولين، هما:
الأول: يرى جمهور العلماء أن رواية المستور مردودة، ما لم تثبت عدالته، مستدلين بأن الفسق يمنع القبول، ومالم تثبت عدالة الراوي، فلا يظن عدم فسقه، لأنه أمر مغيب عنا، فكيف نقبله، وللأمر بالتثبت في قبول الأخبار في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
…
} الآية
(3)
.
قال إمام الحرمين الجويني: الذي صار إليه المعتبرون من الأصوليين أنه لا تقبل روايته، وهو المقطوع به عندنا
(4)
.
وقال الرافعي
(5)
: وأطلق بعض المصنفين الاكتفاء بالعدالة الظاهرة
(1)
انظر: شرح ألفية العراقي له 1/ 328، فتح المغيث 1/ 298، توضيح الأفكار 2/ 192.
(2)
شرح ألفية العراقي له 1/ 329.
(3)
الآية 6 من سورة الحجرات.
(4)
البرهان في أصول الفقه 1/ 614.
(5)
هو: الإمام الكبير أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن=
وهو بعيد
(1)
.
الثاني: يرى جماعة من العلماء أن رواية المستور مقبولة، وبه يقول
الحنفية، وابن حبان
(2)
، وعللوا لما ذهبوا إليه بما يلي:-
1 -
لأن الناس في أحوالهم علي الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب الطعن، ولم يكلف الناس معرفة ما غاب عنهم، وإنما كلفوا بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم
(3)
.
2 -
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعمل بالظاهر، ويتبرأ من علم الباطن
(4)
، وإلى
= القزويني الرافعي، قال النووي: الرافعي من الصالحين المتمكنين، وكانت له كرامات كثيرة. من مصنفاته: فتح العزيز شرح الوجيز، شرح مسند الشافعي، الأمالي الشارحة على مفردات الفاتحة، وغيرها، توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
انظر: مرآة الجنان 4/ 56، مفتاح السعادة 2/ 114 - 115.
(1)
فتح العزيز شرح الوجيز 6/ 257 مع المجموع.
(2)
و
(3)
الثقات لابن حبان 1/ 13.
(4)
من ذلك حديث أسامة بن زيد في صحيح مسلم 2/ 99 - 100 مع النووي، سنن أبي داود رقم 2643 حينما قتل من قال "لا إله إلا الله" وفيه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أفلا شققت عن قلبه؟ "، وأصله في البخاري 7/ 517 مع الفتح، ورواه ابن ماجة رقم 3930 وفيه:"فهلا شققت عن باطنه فعلمت ما في قلبه؟ ".
قال النووي في شرح مسلم 2/ 104: معناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر، وما ينطق به اللسان، وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه.
ومن ذلك ما رواه الخطيب في الكفاية ص 136 عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله -صلي الله عليه وسلم-، وأن الوحي قد انقطع، وانما آخذكم الآن بما ظهر من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرتي حسنة.