الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يقوم بهذا النوع إلا من رزقه الله تعالى فهما ثاقبا، وحفظًا واسعًا، ومعرفة تامة بمراتب الرواة، وملكة قوية بالأسانيد والمتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلا القليل من أهل الشأن كعلي بن المديني
(1)
، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة
(2)
، وأبي حاتم، وأبي زرعة، والدارقطني
(3)
.
أجناس العلل:
للعلل أجناس كثيرة، ذكر الحاكم عشرة منها على سبيل التمثيل لا الحصر
(4)
، إذ لا يمكن حصرها لدقة هذا النوع من أنواع علوم الحديث وخفائه، بل مجرد ما يشتمل الحديث على سبب يخرجه من حال الصحة إلى حال الضعف، فإنهم يسمونه معلا، ولذلك نجد في كتب علل
(1)
هو: علي بن عبد الله بن جعفر السعدي مولاهم أبو الحسن البصري المعروف بابن المديني، أحد الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام، قال أبوحاتم: كان علمًا في الناس في معرفة الحديث والعلل، مات سنة أربع وثلاثين ومالكين.
انظر: تاريخ بغداد 11/ 458 - 473، طبقات الحفاظ ص 184.
(2)
هو: يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري أبو يوسف الحافظ، أحد الأعلام، لم يختلف الناس في توثيقه.
له: المسند المعلل الذي ما صنف أحد أكبر منه، توفى سنة اثنتين وستين ومائتين.
انظر: المنتظم لابن الجوزي 5/ 43، العبر للذهبي 2/ 25.
(3)
شرح نخبة الفكر ص 83 - 84.
(4)
انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم ص 141 - 147.
الحديث الكثير من الجرح بالكذب
(1)
والغفلة
(2)
وسوء الحفظ
(3)
والجهالة
(4)
، وغيرها.
وقد أطلق بعضهم اسم العلة على ما ليس بقادح من وجوه الخلاف نحو إرسال من أرسل الحديث الذي أسنده الثقة الضابط، قال أبو يعلى الخليلي: من أقسام الصحيح ما هو صحيح معلول
(5)
.
(1)
مثال ذلك: حديث: "إذا بال أحدكم فلا يستقبل الريح ببوله فيرد عليه". فقد أعله أبو زرعة بأن يوسف بن خالد -أحد رواته- كذاب.
انظر: علل الحديث لابن أبي حاتم 1/ 51 - 52.
وهذا الحديث نسبه السيوطي في الجامع الصغير 1/ 311 مع شرحه "فيض القدير" لعبد الرزاق في الجامع، وابن نافع عن حضرمي بن عامر، ورمز له بالضعف.
(2)
مثال ذلك: حديث: "إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم". فقد أعله ابن الجوزي بأن في سنده عبد الله بن عمر العمري، وهو رجل غلب عليه التعبد حتى غفل عن حفظ الأخبار.
انظر: العلل المتناهية لابن الجوزي 1/ 196 - 197.
وهذا الحديث نسبة ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة ص 108 لابن عدي، وابن عساكر عن ابن عمر.
(3)
مثال ذلك: حديث البراء بن عازب قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين افتتح الصلاة ثم لم يرفعهما حتى انصرف" فقد أعله الإمام أحمد بأن في رواته ابن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.
انظر العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل 1/ 116.
والحديث رواه أبو داود رقم 752، والبخاري في جزء رفع اليدين في الصلاة ص 14.
(4)
مثال ذلك: حديث عمر: "لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته
…
الحديث". فقد أعله ابن المديني بأن في إسناده رجلًا من أهل الكوفة يقال له: داود بن عبد الله الأودي، وهو مجهول.
انظر: العلل لابن المديني ص 100 - 101.
والحديث رواه ابن ماجه رقم 1986.
(5)
انظر: علوم الحديث لابن الصلاح ص 84، التقريب ص 166 مع التدريب، وغيرهما.