الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الخامس من أوجه الطعن في الراوي المتعلقة بالعدالة الجهالة
تعريفها:
الجهل، والجهالة: نقيض العلم، جهله يجهله جهلا وجهالة وجهل عليه أظهر الجهل كتجاهل، وهو جاهل والجمع جُهُل وجُهْل وجُهَّل وجُهِّال وجُهَلاء، والجهل علي ثلاثة أضرب:
الأول: خلو النفس من العلم، وهذا هو الأصل.
الثاني: اعتقاد الشيء علي خلاف ما هو عليه.
الثالث: فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل
(1)
.
والمراد هنا: الراوي المجهول، وهو عند أصحاب الحديث:"من لا يعرف فيه تعديل، ولا تجريح معين"
(2)
.
ويرى الخطيب البغدادي: أن المجهول من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه، ولا عرفه العلماء به، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد
(3)
.
وقد اعترض ابن الصلاح علي كلام الخطيب، بقوله: قد خرج
(1)
انظر: المفردات للراغب مادة "جهل"، بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي 2/ 405 - 406.
(2)
شرح النخبة ص 76.
(3)
الكفاية ص 149.
البخاري حديث جماعة ليس لهم إلا راو واحد، منهم: مرداس الأسلمي
(1)
لم يرو عنه غير قيس بن أبي حازم
(2)
، وكذلك خرج مسلم حديث قوم لا راوي لهم غير واحد، منهم: ربيع بن كعب الأسلمي
(3)
لم يرو عنه غير أبي سلمة بن عبد الرحمن، وذلك منهما مصير إلى أن الراوي قد يخرج عن كونه مجهولا مردودا برواية واحد عنه
(4)
.
(1)
هو: مرداس بن مالك الأسلمي صحابي شهد بيعة الرضوان، قال ابن قانع: اسم أبيه عبد الرحمن. له حديث في صحيح البخاري، وقد زعم بعض أهل الحديث أنه مرداس بن عروة الأسلمي، والصحيح أنه غيره.
انظر: الإصابة لابن حجر 6/ 76، المنفردات والوحدان للإمام مسلم ص 3، معرفة علوم الحديث للحاكم ص 196، وحديثه في صحيح البخاري 7/ 444، 11/ 251 مع الفتح وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم:"يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله". ووقع للمزى في التهذيب الورقة (655) مخطوط أنه روى عنه -أيضا- زياد ابن علاقة.
وتعقب بأنه مرداس آخر أفرده أبو علي بن السكن في الصحابة عن مرداس بن مالك، وقال: إنه مرداس بن عروة، وممن فرق بينهما البخاري في التاريخ الكبير 4/ 1/ 434 - 435، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 4/ 1/ 350، وابن حبان في الثقات 3/ 398، وانظر: فتح الباري 11/ 251 - 252.
(2)
هو: قيس بن أبي حازم البجلي الأحمسى أبو عبد الله الكوفي، أحد كبار التابعين وأعيانهم مخضرم، وثقة ابن معين، ويعقوب بن شيبة، قال خليفة: مات سنة ثمان وتسعين.
انظر: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال 2/ 355.
(3)
ربيع كذا في علوم الحديث ص 102، والذي في الاستيعاب والإصابة: ربيعة بن كعب بن مالك بن يعمر الأسلمي أبوفراس، صحب الرسول صلى الله عليه وسلم قديما، ولزمه سفرا وحضرا، وعمر بعده، روى عنه أبو سلمة وأربعة غيره لا كما قال ابن الصلاح. مات سنة ثلاث وستين.
انظر: الاستيعاب 2/ 494، والإصابة 4/ 474.
(4)
علوم الحديث لابن الصلاح ص 102 - 103، وقد أفرد ابن الجوزي في كتابه "تلقيح فهوم =
وقد أجاب النووي عن هذا الاعتراض بقوله والصواب نقل الخطيب، ولا يصح الرد عليه بمرداس وربيعة، فإنهما صحابيان مشهوران، والصحابة كلهم عدول
(1)
. فلا يحتاج إلى رفع الجهالة عنهم بتعدد الرواة
(2)
.
أما غير الصحابة، فأقل ما يرفع الجهالة عن الواحد منهم أن يروي عنه اثنان فصاعدا من المشهورين بالعلم، روى الخطيب بسنده عن يحيى ابن معين
(3)
أنه قال: إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة
(4)
.
لكن قد ترتفع الجهالة برواية واحد إذا كان من النقاد الذين لا يروون إلا عن الثقات، كالإمام مالك، وشعبة بن الحجاج، وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر في ترجمة عبد الله بن أبي حبيبة المدني
(5)
من
= أهل الأثر" ص 406 - 409 تسمية الصحابة الذين انفرد بالرواية عن كل واحد منهم واحد من التابعين.
(1)
التقريب للنووي ص 211 مع التدريب.
(2)
تدريب الراوي ص 211 - 212.
(3)
هو: يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام أبو زكريا، إمام الحديث في زمانه، والمعول عليه فيه، قال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين، وقال أحمد بن حنبل: السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور، توفى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
انظر: تهذيب الاْسماء واللغات للنووي 1/ 2/ 156 - 159، ومختصر طبقات الحنابلة للنابلسي ص 268 - 270.
(4)
الكفاية للخطيب البغدادي ص 150.
(5)
هو: عبد الله بن أبي حبيبة المدني، مولى الزبير بن العوام رضي الله عنه، روى عن أبي أمامة، وسهل بن حنيف، وروى عنه: بكير بن عبد الله صن الأشج، ومالك، وأبو حنيفة.=