الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنكر
تعريفه:
لغة: اسم مفعول من قولهم: نكرت الشيء وأنكرته ضد عرفته، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه، فهو منكر
(1)
، والنكرة ضد المعرفة، والمنكر واحد المناكير
(2)
.
واصطلاحا: وهو الحديث الذي في سنده راو فحش غلطه، أو كثرت غفلته، أو ظهر فسقه
(3)
، وانفرد به بحيث لا يعرف متنه من غير روايته، لا من الوجه الذي رواه منه، ولا من وجه آخر
(4)
، وإن لم يخالف غيره من الثقات.
وقد توسع كثير من المتقدمين في إطلاق المنكر، فأطلقوه علي مجرد التفرد، ولو كان المتفرد ثقة، سواء خالف غيره أم لم يخالف.
قال الحافظ ابن حجر: إن أحمد وغيره يطلقون المناكير علي الأفراد المطلقة
(5)
.
والذي اعتمده الحافظ ابن حجر: أن المنكر "ما رواه الراوي الضعيف
(1)
تاج العروس مادة "نكر".
(2)
بصائر ذوي التمييز 5/ 120.
(3)
شرح النخبة ص 82.
(4)
علوم الحديث لابن الصلاح ص 72.
(5)
هدي الساري مقدمة فتح الباري ص 392.
مخالفا للثقات"
(1)
.
ويقابله المعروف، وهو حديث الثقة الذي خالف رواية الضعيف، وعلى هذا كثير من المحدثين، بل هو الذي استقر عليه الاصطلاح عند المتأخرين
(2)
.
ومثاله: علي اصطلاح من لا يشترط لتسمية الحديث منكرا المخالفة:
ما روي عن عائشة مرفوعا: "كلوا البلح بالتمر، فإِن ابن آدم إِذا أكله غضب الشيطان"
(3)
.
قال الذهبي: حديث منكر
(4)
، تفرد به أبو زكير
(5)
، وهو ممن لا يحتمل تفرده.
ومتنه ركيك لا ينطبق علي محاسن الشريعة، لأن الشيطان لا يغضب من مجرد حياة ابن آدم، بل من حياته مسلما مطيعا لله تعالى
(6)
.
(1)
نخبة الفكر مع شرحها ص 52.
(2)
يقول السيوطي في ألفيته:
المنكر الذي روى غير الثقة
…
مخالفا في نخبة قد حققه
انظر: ألفية السيوطي ص 93 مع شرح الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
(3)
رواه ابن ماجه رقم 3330، الحاكم في المستدرك 4/ 121.
(4)
تلخيص المستدرك للذهبي 4/ 121، مع المستدرك.
(5)
هو: يحيى بن محمد بن قيس المحاربي الضرير أبو محمد المدني لقبه: أبو زكير، صدوق يخطئ كثيرا من الثامنة.
انظر: تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر 2/ 357.
(6)
فتح الباقي شرح ألفية العراقي 1/ 198، وانظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي 5/ 44.
ومثاله: علي اصطلاح من يشترط لتسمية الحديث منكرا المخالفة:
ما روي من طريق حبيب بن حبيب
(1)
-أخي حمزة الزيات
(2)
- عن أبي إسحاق
(3)
عن العيزار بن حريث
(4)
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أقام الصلاة وآتى الزكاة وحج وصام وقرى الضيف دخل الجنة".
قال أبو حاتم: هو منكر، لأن غير حبيب رواه عن أبي إسحاق موقوفا وهو المعروف
(5)
.
تنبيه: لا يلزم من قولهم: أنكر ما رواه فلان ضعف الحديث أو ضعف راويه، لأنهم قد يطلقون هذا اللفظ علي الحديث الحسن والصحيح أيضا بمجرد تفرد راويه
(6)
.
(1)
هو حبيب -بالتصغير والتشديد- بن حبيب مولى بني تيم الله بن ربيعة، روى عنه ابن أبي شيبة، وذكره البخاري في الكبير 2/ 1/ 126، وسكت عنه.
(2)
هو: حمزة بن حبيب بن عمارة القاري أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم، صدوق زاهد ربما وهم، انعقد الإجماع بآخره على تلقي قراءته بالقبول، مات سنة ست وخمسين ومائة.
انظر: المعارف لابن قتيبة ص 529، تراجم الأحبار من رجال شرح معاني الآثار 1/ 365 - 366.
(3)
هو: عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي أبو إسحاق أحد الأعلام، كان صوامًا قوامًا، وهو كالزهري في الكثرة، غزا مرات، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
انظر: الكاشف للذهبي 2/ 334.
(4)
هو: العيزار بن حريث العبدي الكوفي، وثقه ابن معين، والنسائي، والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، مات في ولاية خالد على العراق.
انظر: الثقات لابن حبان 5/ 283، تهذيب التهذيب 8/ 203 - 204.
(5)
انظر: شرح النخبة ص 52 - 53، التدريب ص 152.
(6)
من ذلك قولهم: أنكر ما رواه بريد بن عبد الله بن أبي بردة حديث: "إذا أراد الله بأمة خيرا قبض نبيها قبلها" وهو حديث صحيح رواه مسلم 15/ 52.
انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 305، تدريب الراوي ص 153، قواعد في علوم =