الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكونه حمامًا أو زيدًا
(1)
.
3 -
أن يكون علمهم مستندًا إلى أمر محس، إذ لو أخبروا عن حدوث العالم، أو عن صدق الأنبياء، لم يحصل لنا العلم، فلابد أن يستند فيه ناقلوه إلى الحواس كالسمع والبصر، لا لمجرد إدراك العقل، قال الحافظ ابن حجر:"الأخبار التي تشاع، ولو كثر ناقلوها إن لم يكن مرجعها إلى أمر حسي من مشاهدة أو سماع لا تستلزم الصدق"
(2)
.
4 -
أن توجد هذه الشروط في جميع طبقات السند، لأن كل عصر يستقل بنفسه، فلابد من وجود الشروط فيه، ولأجل ذلك لم يحصل لنا العلم بصدق اليهود مع كثرتهم في نقلهم عن موسى عليه السلام تكذيب كل ناسخ لشريعته
(3)
.
أقسام التواتر:
ينقسم التواتر إلى أربعة أقسام هي:
الأول: التواتر اللفظي. وهو ما تواتر لفظه ومعناه.
ومثاله: حديث "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
(4)
.
فإنه نقله من الصحابة العدد الجم
(5)
. وقد سمى الشيخ محمد أنور
(1)
المستصفى للغزالي: ص 158، وجامع الأصول لابن الأثير 1/ 121.
(2)
فتح الباري شرح صحيح البخاري 9/ 292 - 293.
(3)
روضة الناظر لابن قدامة ص 88، وانظر: شرح النخبة للملا علي القاري ص 19 - 24 لهذه الشروط.
(4)
الحديث: رواه البخاري 1/ 200، 202 مع الفتح، ومسلم 1/ 66 - 67 بشرح النووي، وأبو داود رقم 3651، والترمذي رقم 2661، وابن ماجة رقم 30، 37، وأحمد 2/ 159.
(5)
علوم الحديث لابن الصلاح ص 242.
الكشميري
(1)
هذا القسم بتواتر الإسناد
(2)
.
الثاني: التواتر المعنوي. وهو ما تواتر معناه دون لفظه.
وذلك كأحاديث رفع اليدين عند الدعاء، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو مائة حديث
(3)
، كل منها فيه أنه صلى الله عليه وسلم رفع يديه في الدعاء، لكنها في قضايا متعددة، وألفاظ مختلفة، وقد سماه الكشميري: بتواتر القدر المشترك
(4)
.
الثالث: تواتر الطبقة. كتواتر القرآن الكريم، فقد تواتر على البسيطة شرقا وغربًا، درسا وتلاوة، حفظا وقراءة، وتلقاه الكافة عن الكافة، طبقة عن طبقة: اقرأ وارق إلى حضرة الرسالة
(5)
.
الرابع: تواتر العمل والتوارث. وهو أن يعمل به في كل قرن من عهد صاحب الشريعة إلى يومنا هذا جم غفير من العاملين؛ بحيث يستحيل عادة تواطؤهم على كذب أو غلط كالسواك والصلوات الخمس
(6)
.
(1)
الكشميري: هو الإمام المحدث الكبير الشيخ محمد أنور شاه الكشميري ثم الديوبندي، ولد بقرية "ودوان" بكشمير، ثم انتفل الى الهند طلبا للعلم.
من أهم مؤلفاته: فيض الباري على صحيح البخاري، توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف انظر: نفحة العنبر في حياة الإمام الأنور لمحمد يوسف البنوري.
(2)
انظر: فيض الباري 1/ 70.
(3)
جمعها السيوطي في جزء سماه "فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء"، وانظر بعضها: في تحفة الأحوذي للمباركفوري 2/ 200 - 202.
(4)
فيض الباري 1/ 70 - 71.
(5)
و
(6)
المصدر السابق، ومقدمة فتح الملهم لشبير أحمد العثماني ص 12 - 13.