الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
الحسن لذاته.
2 -
الحسن لغيره.
وإليك الكلام على هذه الأنواع الأربعة
(1)
الصحيح لذاته:
تعريفه:
لغة: مأخوذ من الصحة ضد السقم، تقول: صححت الكتاب والحساب تصحيحا، إذا كان سقيما فأصلحت خطأه
(2)
. وهي حقيقة في الأجسام، واستعمالها هنا مجاز
(3)
.
واصطلاحًا: ما رواه عدل تام الضبط، متصل السند، غير معلل ولا شاذ
(4)
.
وعرفه الخطابي
(5)
، بقوله: الصحيح ما اتصل سنده وعدلت
(1)
أما النوع الثاني، وهو المردود، فسيأتي الكلام على حقيقته وأسباب رده في الباب الأول، وحكمه في الباب الثاني إن شاء الله تعالى.
(2)
انظر: تاج العروس للزبيدي مادة "صحح".
(3)
انظر: تدريب الراوي ص 22، لكن قال ابن علان في شرح الأذكار 1/ 23 - 24: كونه حقيقة عرفية هو الأولى لتبادر هذا اللفظ عندهم حالة الإطلاق إلى المعنى الآتي -يعني: الاصطلاحي- والتبادر آية الحقيقة.
(4)
شرح نخبة الفكر ص 30، وانظر: علوم الحديث ص 10.
(5)
الخطابي: هو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي، الإمام العلامة المحدث الرحال، صاحب التصانيف.
من مؤلفاته: شرح البخاري، وشرح سنن أبي داود، وغريب الحديث. توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.=
نقلته
(1)
.
والفرق بين الحدين: أن الأول اشترط فيه لصحة الحديث مع اتصال سنده وثقة رجاله خلوه من الشذوذ والعلة؛ بينما يفهم من الثاني أنه لا يشترط لصحة الحديث ذلك، كما أنه لا يشترط في الراوي أن يكون ضابطا.
وزعم بعض المعاصرين
(2)
: أن اصطلاح الخطابي هو الذي جرى عليه مؤلفو الصحيح، كالبخاري ومسلم، ومثل لذلك بحديث جابر في قصة جمله، فقد أخرجها البخاري وفيها اختلاف كثير في مقدار الثمن، وفي اشتراط ركوبه، وقد رجح البخاري الطرق التي فيها الاشتراط على غيرها مع الأمرين، ورجح -أيضا- كون الثمن أوقية مع تخريج ما يخالفه
(3)
.
قلت: وهذا كلام فيه نظر، لأن اشتراط الضبط للراوي، وسلامة مرويه من الشذوذ والعلة أمر لابد منه لصحة الحديث.
أما تمثيله بحديث جابر رضي الله عنه ففيه نظر أيضا، لأن علته غير قادحة، فالمقصود من الحديث حاصل مع وجود هذا الاختلاف، والعلة إذا أطلقت انصرفت إلى القادحة، ولكن لو وصفت العلة في الحد بكونها قادحة، لكان أولى، وقد أضافها الحافظ ابن كثير
(4)
في اختصاره لعلوم
= انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 1019.
(1)
معالم السنن شرح سنن أبي داود للخطابي 1/ 10.
(2)
هو الدكتور محمد محمد السماحي في كتابه "غيث المستغيث" قسم المصطلح ص 32.
(3)
انظر: قصة جابر في البخاري 4/ 320، 5/ 314 مع الفتح، ومسلم 11/ 30 - 30 مع النووي، وأبو داود رقم 3505، والترمذي رقم 1253، والنسائي 7/ 261، وابن ماجه رقم 2205.
(4)
ابن كثير: هو إسماعيل بن عمر بن كثير الحافظ عماد الدين أبو الفداء قدوة العلماء والحفاظ =