الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السادس: أن لا يعتقد سنية ما يدل عليه. قال الشيخ علوى مالكي: وهذا خلف في القول، لأنه لا معنى للعمل بالحديث الضعيف في مثل ما نحن فيه إلَّا كونه مطلوبا طلبا غير جازم، فهو سنة، وإذا كان سنة تعين اعتقاد سنيته
(1)
.
وقد زاد الحافظ ابن حجر شرطا غير هذه الشروط، وهو أن لا يشتهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة
(2)
.
أمثلة للحديث الضعيف في فضائل الأعمال:
روي ابن ماجة في سننه عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلتي العيدين يحتسب لله لم يمت قلبه يوم تموت القلوب"
(3)
.
وهو حديث ضعيف لأنَّ في سنده بقية بن الوليد، وهو كثير التدليس عن الضعفاء، وهو هنا لم يصرح بما يثبت سماعه للحديث فيكون الحديث ضعيفا.
وهذا الحديث قد انطبقت عليه الشروط؛ إذ هو ليس بشديد الضعف وله أصل من الشرع، إذ قيام الليل والتعبد فيه قد حض عليه القرآن، والسنة الصحيحة، وهو بعمومه شامل لليلتي العيدين وغيرهما.
ومن أمثلته حديث صلاة التسبيح الذي رواه أبو داود عن ابن عباس
(1)
المنهل اللطيف لعلوي مالكي ص 9 - 10.
(2)
تبيين العجب لما ورد في فضل رجب لابن حجر ص 3 - 4.
(3)
رواه ابن ماجة رقم 1782.
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك؟ عشر خصال إِذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته، عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإِذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد للّه ولا إِله إِلَّا الله والله أكبر خمس عشرة مرّة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوى ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس وسبعون في كلّ ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات، إِن استطعت أن تصليها في كلّ يوم مرّة فافعل، فإِن لم تفعل ففي كلّ جمعة مرّة، فإِن لم تفعل ففي كلّ شهر مرّة، فإِن لم تفعل ففي كلّ سنة مرّة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرّة"
(1)
.
قال الحافظ ابن حجر: والحق أن طرقه كلها ضعيفة
(2)
.
وقال النووي: جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره
(3)
.
وبالغ ابن الجوزي فأوردها في الموضوعات، وقال: هذه الطرق كلها لا تثبت
(4)
.
(1)
رواه أبو داود رقم 1297، والترمذي رقم 481، 483، وابن ماجة رقم 1386، 1387، والبخاري في جزء القراءة خلف الإمام ص 52.
(2)
تلخيص الحبير لابن حجر 2/ 7.
(3)
تهذيب الأسماء واللغات 2/ 1/ 144.
(4)
الموضوعات لابن الجوزي 2/ 143 - 146، عون المعبود 4/ 176 - 183.