الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فخرجوا من عهدتها.
وقد اعتذر عنهم الطوفي
(1)
بأنهم إنما أوردوها خشية الضياع، ولم يلزموا من بعدهم بقبولها، بل تركوا أمر نقدها وتمحيصها إلى من بعدهم، وضرب لذلك مثلا بصنيع رواة الحديث حيث عنوا في أول الأمر بجمع الروايات كلها بأسانيدها تاركين أمر التمييز بين صحاحها وضعافها لمن بعدهم من النقاد
(2)
.
وهذا اعتذار وجيه.
كما توجد الأحاديث الضعيفة بكثرة في كتب الفقه على اختلاف مذاهبها وقد وعدت سابقا بأن أذكر نماذج من الأحاديث الضعيفة في كتب الفقه
(3)
وإليك شيئا منها:
أولًا: من كتب الحنفية
1 -
جاء في كتاب "بدائع الصنائع" و "الهداية"، وغيرهما حديث "خللوا أصابعكم كي لا تخللها نار جهنم"
(4)
.
(1)
هو: سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم الطوفي الصرصري ثم البغدادي الفقيه الأصولي الحنبلي نجم الدين.
له: مختصر الروضة في أصول الفقه، الأكسير في علم التفسير، القواعد الكبرى والصغرى، وغيرها، وله شعر رائق، وقد نسب إلى التشيع، مات سنة ست عشرة وسبعمائة.
انظر: الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 366 - 370، الدرر الكامنة 2/ 249 - 252.
(2)
انظر: الأكسير في علم التفسير للطوفي ص 15 - 16.
(3)
انظر ص 295 من هذه الرسالة.
(4)
انظر: بدائع الصنائع للكاساني 1/ 131، الهداية للمرغيناني 1/ 4، البحر الرائق 1/ 23، غنية المتملي شرح منية المصلي ص 25.
قال الزيلعي
(1)
: غريب بهذا اللفظ
(2)
، وأخرج الدارقطني في سننه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خللوا أصابعكم لا يخللها الله عز وجل يوم القيامة في النار"
(3)
. وفيه يحيى بن ميمون التمار، وهو متروك
(4)
.
2 -
وجاء في "فتح باب العناية" حديث: "من مسح قفاه مع رأسه وقي من الغل"
(5)
.
وهو حديث رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس بلفظ: "مسح الرقبة أمان من الغل". ذكر ذلك الزبيدي
(6)
في
(1)
هو: الإمام الفاضل المحدث المفيد جمال الدين أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الحنفي.
له: تخريج أحاديث الهداية، تخريج أحاديث الكشاف، وغيرهما، مات سنة اثنتين وستين وسبعمائة.
انظر: لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لابن فهد المكي ص 362 - 363، البدر الطالع 1/ 402.
(2)
نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي 1/ 26.
(3)
سنن الدارقطني 1/ 95.
(4)
هو: يحيى بن ميمون بن عطاء القرشي أبو أيوب التمار البصري، نزيل بغداد، متروك من الثامنة، مات في حدود التسعين ومائة.
انظر: التقريب 2/ 359، التعليق المغني على سنن الدارقطني 1/ 95.
(5)
فتح باب العناية 1/ 49.
(6)
هو: الشيخ أبو الفيض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الزبيدي الحسيني الحنفي.
له: شرح القاموس، شرح الإحياء، الجواهر المنيفة في أدلة مذهب أبي حنيفة، وغيرها، توفي سنة خمس ومائتين وألف.
انظر: عجائب الآثار للجبرتي 2/ 103 - 114.
شرح الإِحياء
(1)
.
وأخرجه أبو نعيم عن ابن عمر أنه كان إذا توضأ مسح عنقه، ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ ومسح عنقه لم يغل بالأغلال يوم القيامة"
(2)
.
وقال النووي: هو حديث موضوع
(3)
.
3 -
وجاء في "شرح فتح القدير" و "تبيين الحقائق" حديث عبد الله ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ليلة الجن: "ما في إِداوتك؟ قال: نبيذ، قال: تمرة طيبة وماء طهور"
(4)
.
وهو حديث ضعيف لثلاث علل:
الأولى: جهالة أبي زيد
(5)
.
الثانية: التردد في أبي فزارة هل هو راشد بن كيسان أو غيره
(6)
.
الثالثة: أن ابن مسعود لم يشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن كما في صحيح مسلم عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: ما كان معه منا أحد
(7)
.
(1)
انظر: إتحاف السادة المتقين 2/ 365، المغني عن حمل الأسفار في الأسفار 2/ 46.
(2)
أخبار أصبهان لأبي نعيم 2/ 115.
(3)
المجموع شرح المهذب 1/ 465.
(4)
انظر: شرح فتح القدير 1/ 118، تبيين الحقائق 1/ 35، بدائع الصنائع 1/ 115، وقد تقدم الحديث مخرجا ص 358 (حاشية رقم 3).
(5)
انظر: سنن الترمذي بعد حديث رقم 88.
(6)
مختصر سنن أبي داود للمنذري 1/ 82 - 83.
(7)
رواه مسلم 4/ 169 مع النووي مطولا، وأبو داود رقم 85، والترمذي بعد حديث 3254.
ولذلك قال النووي: إنه ضعيف باتفاق المحدثين
(1)
.
4 -
وجاء في "كشف الحقائق" و "الاختيار" و "الدر المختار" وغيرها حديث: "لا مهر أقل من عشرة دراهم"
(2)
.
وهو حديث رواه الدارقطني عن جابر بن عبد الله بلفظ: "لا تنكحوا النساء إِلا الأكفاء، ولا يزوجهن إِلا الأولياء، ولا مهر دون عشرة دراهم"
(3)
.
وأخرجه البيهقي، وقال: هذا حديث ضعيف بمرة
(4)
.
5 -
وجاء في "المبسوط" و "حاشية ابن عابدين" حديث ابن البيلماني
(5)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي برجل من المسلمين قد قتل معاهدا من أهل الذمة فأمر به، فضرب عنقه، وقال:"أنا أولى من وفى بذمته"
(6)
.
رواه عبد الرزاق والدارقطني وقال: ابن البيلماني ضعيف لا تقوم به حجة إذا وصل الحديث، فكيف بما أرسله، والبيهقي وقال: هذا خطأ من وجهين ثم ذكرهما
(7)
.
(1)
شرح النووي على مسلم 1694.
(2)
انظر: كشف الحقائق 1/ 173، الاختيار لتعليل المختار 3/ 101، الدر المختار بهامش حاشية الطحطاوي 2/ 48.
(3)
سنن الدارقطني 3/ 245.
(4)
سنن البيهقي 7/ 133.
(5)
هو: عبد الرحمن بن البيلماني مولى عمر، مدني نزل حران، ضعيف من الثالثة.
انظر: تقريب التهذيب 1/ 474.
(6)
انظر: المبسوط 26/ 132، حاشية ابن عابدين 6/ 534.
(7)
انظر: مصنف عبد الرزاق 10/ 101، سنن الدارقطني 3/ 134 - 135، سنن البيهقي 8/ 30 - 31.