الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه الأول من أوجه الطعن في الراوي المتعلقة بالعدالة الكذب
تعريفه:
لغة: نقيض الصدق، يقال: كَذَب يَكْذِب كَذِبا وِكذْبا، وِكذْبة، وكَذِبة وكِذَابا، وكذَّابا، ورجل كاذب، وكَذَّاب، وتِكْذَاب، وكَذُوب، وكَذُوبَة، وكَذْبان، وكيْذَبان، ومَكْذَبَان، ومَكْذَبانَة، وكُذُبْذُبان، وكُذُبْذُب، وكُذبذُب.
قال الشاعر
(1)
:
وإذا سمعت بأنني قد بعتهم
…
بوصال غانية فقل كُذُبْذُب
(2)
واصطلاحًا: هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عمدا كان أو سهوا
(3)
.
فلا يشترط لتسمية الكلام كذبا كونه صدر من قائله عمدا، بل مجرد الإِخبار على خلاف الواقع يسمى كذبا، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم:"من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار"
(4)
.
(1)
هو: جريبة بن الأشيم كما في لسان العرب مادة "كذب".
(2)
انظر: إصلاح المنطق لابن السكيت ص 189، المحكم لابن سيده 6/ 491، اللسان مادة "كذب" وفيهما: كُذَّبْذُب بالتشديد.
(3)
شرح النووي على مسلم 1/ 69، 8/ 92، فتح الباري 1/ 201.
(4)
تقدم تخريجه ص 23 من هذه الرسالة.
ووجه الاستدلال من الحديث حيث قيد الكذب بالتعمد، فيدل على أن هناك كذبا آخر، إلا أنه لا وعيد فيه، وهو السهو والغلط.
كما يدل له قوله صلى الله عليه وسلم: "صدق الله وكذب بطن أخيك"
(1)
. قال الحافظ ابن حجر: أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ، يقال: كذب سمعك، أي: زل، فلم يدرك حقيقة ما قيل له
(2)
.
ومعلوم أن الخطأ ضد العمد.
فعلى هذا المذهب لا واسطة بين الصدق والكذب، وهو قول أهل السنة
(3)
.
أما المعتزلة فيرون اشتراط العمدية ليكون الكلام كذبا، وعندهم أن هناك واسطة بين الصدق والكذب، وهي "ليس بصدق ولا كذب".
مستدلين بقوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ
…
} الآية
(4)
.
ووجه استدلالهم من الآية: أن الجَنَّة غير الكذب، لأنها صارت قسيمة له، وغير الصدق، لأنهم لم يعتقدوه.
ورد استدلالهم بأن المعنى أم لم يفتر، فعبر عنه بالجنة، لأن المجنون لا افتراء له
(5)
.
وقيل: أن "أم" منقطعة، فلا يتم لهم الاستدلال
(6)
.
(1)
رواه البخاري 10/ 139 مع الفتح، مسلم 14/ 202 - 203 مع النووي، الترمذي رقم 2083، أحمد 3/ 19، 20، 92.
(2)
فتح الباري 10/ 169 نقلا عن الخطابي.
(3)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 1/ 69، 8/ 92.
(4)
الآية رقم 8 من سورة سبأ.
والجنة: هى الجنون. انظر: تفسير الفخر الرازي 25/ 244، تفسير القرطبي 14/ 263.
(5)
انظر: تهذيب الأسماء واللغات 2/ 2/ 113، التخليص في علوم البلاغة ص 39 - 40.
(6)
انظر: روح المعاني للألوسي 22/ 110 - 111.