الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقلوب
تعريفه:
لغة: اسم مفعول من قلب يقلب، تقول: قلبته قلبا -من باب ضرب- حولته عن وجهه، وكلام مقلوب: مصروف عن وجهه وقلبت الرداء: حولته وجعلت أعلاه أسفله، وقلبت بالتشديد: مبالغة وتكثير، وفي التنزيل: {
…
وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ
…
} الآية
(1)
.
فالمقلوب: هو المصروف عن وجهه
(2)
.
واصطلاحًا: هو الحديث الذي أبدل في سنده، أو في متنه لفظ بآخر بتقديم أو تأخير، ونحوه
(3)
، عمدًا أو سهوًا
(4)
.
أنواع القلب:
القلب في الحديث على ثلاثة أنواع:-
النوع الأول: قلب في الإسناد
، وله صورتان:-
الأولى: أن يكون الحديث مشهورًا براو، فيجعل مكانه آخر في طبقته، نحو حديث مشهور عن سالم
(5)
، فيجعله الراوي عن نافع، ليرغب فيه
(1)
الآية 48 من سورة التوبة.
(2)
انظر: المصباح المنير مادة "قلب".
(3)
انظر: نخبة الفكر مع حاشيتها لقط الدرر ص 91 - 92.
(4)
فتح المغيث 1/ 253.
(5)
هو: سالم بن عبد الله بن عمر العدوي المدني الفقيه، أحد السبعة، قال ابن إسحاق: أصح الأسانيد كلها: الزهري عن سالم عن أبيه، مات سنة ست ومائة.
انظر: التاريخ الكبير 2/ 2/ 115، الخلاصة 1/ 361.
لغرابته، وينفق سوقه، أو يكون الحديث معروفًا برواية مالك عن نافع عن ابن عمر، فيرويه عن مالك عن عبد الله بن دينار
(1)
عن ابن عمر.
قال ابن دقيق العيد: هذا على طريقة الفقهاء يجوز أن يكون عنهما جميعًا، لكن يقوم عند المحدثين قرائن وظنون يحكمون بها على الحديث بأنه مقلوب، وقد يطلق على راويه أنه يسرق الحديث
(2)
، إذا قصد إليه
(3)
. ومثال ذلك: ما روى حماد بن عمرو النصيبي
(4)
عن الأعمش عن أبي صالح
(5)
عن أبي هريرة مرفوعًا: "إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدأوهم بالسلام"
(6)
.
فإنه مقلوب، قلبه حماد، فجعله عن الأعمش، وإنما هو معروف عن
(1)
هو: عبد الله بن دينار العدوي مولاهم أبو عبد الرحمن المدني مولى ابن عمر ثقة من الرابعة، مات سنة سبع وعشرين ومائة.
انظر: تقريب التهذيب 1/ 413.
(2)
الاقتراح لابن دقيق العيد الورقة 11/ أ مخطوط.
(3)
انظر: الباعث الحثيث لأحمد شاكر ص 74.
(4)
هو: حماد بن عمرو النصيبي، قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال الجوزجاني: كان يكذب.
انظر: الضعفاء الصغير للبخاري ص 35، والضعفاء والمتروكين للنسائي ص 32، ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 598.
(5)
هو: ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني، مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني، قال أبو حاتم: هو من أجلة الناس وأوثقهم، وهو ثقة ثقة، وقال أبو زرعة: ثقة مستقيم الحديث، توفي سنة إحدى ومائة.
انظر: الجرح والتعديل 1/ 2/ 451، تهذيب التهذيب 3/ 219.
(6)
انظر: ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 598.
سهيل بن أبي صالح
(1)
عن أبيه عن أبي هريرة، كما في صحيح مسلم
(2)
.
الثانية: أن يكون القلب بالتقديم والتأخير في رجال الإسناد، كأن يقول كعب بن مرة بدل مرة بن كعب
(3)
، لأن اسم أحدهما اسم أبي الآخر.
ومثاله: ما رواه أبو داود عن شرحبيل بن السمط
(4)
أنه قال لكعب ابن مرة، أو مرة بن كعب حدثنا حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث
(5)
.
كذا رواه أبو داود على الشك، وأخرجه النسائي وابن ماجه على الجزم
(1)
هو: سهيل بن أبي صالح السمان أبو يزيد، قال ابن معين: هو مثل العلاء وليسا بحجة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، ووثقه ناس، توفى سنة أربعين ومائة.
انظر: التاريخ ليحيي بن معين 3/ 230، الكاشف للذهبي 1/ 409.
(2)
صحيح مسلم 14/ 148 مع النووي بلفظ "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه"، كما رواه أبو داود رقم 5205، والترمذي رقم 1602، 2701.
(3)
هو: كعب بن مرة البهزي، ويقال: مرة بن كعب البهزي السلمي، سكن البصرة، ثم الأردن، قال ابن عبد البر: الأكثر يقولون: كعب بن مرة.
انظر: الاستيعاب 3/ 1326، الإصابة 5/ 612 - 613.
(4)
هو: شرحبيل بن السمط بن الأسود أو الأعور، قال البخاري: له صحبة، وأما ابن سعد فذكره في الطبقة الأولى من أهل الشام بعد الصحابة، قال أبو داود: مات بصفين، وقيل: مات سنة أربعين.
انظر: طبقات ابن سعد 7/ 445، الإصابة 3/ 329 - 331.
(5)
سنن أبي داود رقم 3967.