الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِيمَنِ اتُّفِقَ عَلَى نُبُوَّتِهِ، إِذْ لَمْ تَثْبُتْ لَهُمْ تِلْكَ الْحُرْمَةُ، وَلَكِنْ يُزْجَرُ مَنْ تَنَقَّصَهُمْ وَآذَاهُمْ، وَيُؤَدَّبُ بِقَدْرِ حَال الْمَقُول فِيهِ، لَا سِيَّمَا مَنْ عُرِفَتْ صِدِّيقِيَّتُهُ وَفَضْلُهُ مِنْهُمْ، وَإِنْ لَمْ تَثْبُتْ نُبُوَّتُهُمْ. قَال: وَأَمَّا إِنْكَارُ نُبُوَّتِهِمْ فَإِنْ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ فِي ذَلِكَ مِنْ أَهْل الْعِلْمِ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ، لاِخْتِلَافِ الْعُلَمَاءِ فِيهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ زُجِرَ عَنِ الْخَوْضِ فِي مِثْل هَذَا، فَإِنْ عَادَ أُدِّبَ (1) .
حُكْمُ تَصْوِيرِ الأَْنْبِيَاءِ:
23 -
ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ كُل ذِي رُوحٍ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ.
وَتَصْوِيرُ الأَْنْبِيَاءِ أَوْلَى بِالتَّحْرِيمِ خَشْيَةَ الْفِتْنَةِ بِهِمْ وَتَطَوُّرَ الأَْمْرِ إِلَى عِبَادَةِ صُوَرِهِمْ وَتَمَاثِيلِهِمْ كَمَا يَفْعَلُهُ جَهَلَةُ النَّصَارَى.
وَقَدْ وَرَدَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَال فِيهِمْ: " إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُل الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2) .
(1) الشفا وشرحه 5 / 492 - 503، وانظر الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية ص 567، وجواهر الإكليل 2 / 280 - 282، 360، والذخيرة للقرافي 12 / 20، 27، والزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي 1 / 55، ومغني المحتاج 4 / 133 - 135.
(2)
حديث: " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح. . . " أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 524 ط السلفية) ومسلم (1 / 376) من حديث عائشة رضي الله عنها، واللفظ للبخاري.
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُل حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيل عليهما السلام بِأَيْدِيهِمَا الأَْزْلَامُ، فَقَال:" قَاتَلَهُمُ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَْزْلَامِ قَطُّ "(1) .
وَلِلتَّفْصِيل انْظُرْ مُصْطَلَحَ (تَصْوِير ف 26) .
نَبِيُّ اللَّهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم:
24 -
النَّبِيُّ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، اصْطَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَشَرَّفَهُ بِالنُّبُوَّةِ، وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَرَسُولاً إِلَى الثَّقَلَيْنِ، وَخَتَمَ اللَّهُ تَعَالَى النُّبُوَّاتِ بِهِ، فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
وَتَتَعَلَّقُ بِهِ وَلأَِفْعَالِهِ صلى الله عليه وسلم وَبِأَفْعَال الْمُكَلَّفِينَ الْمُتَعَلِّقَةِ بِهِ أَحْكَامٌ مِنْهَا:
أ -
التَّأَسِّي بِالنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم:
25 -
مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُكَلَّفًا بِهِ بِمُقْتَضَى عُبُودِيَّتِهِ لِلَّهِ تَعَالَى، فَالأُْمَّةُ مُكَلَّفَةٌ بِهِ فِي الْجُمْلَةِ إِلَاّ مَا اسْتُثْنِيَ مِمَّا اخْتَصَّهُ اللَّهُ بِهِ، وَالدَّلِيل عَلَى اقْتِدَاءِ الأُْمَّةِ بِهِ صلى الله عليه وسلم وَالتَّأَسِّي بِأَفْعَالِهِ، مَا وَرَدَ مِنْ قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلُّوا كَمَا
(1) حديث: " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 6 / 387 ط السلفية) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.