المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌32 - ومنها: الإصرار على المعاصي، وعدم الاتعاظ بآيات الله - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٧

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌(6) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالرَّهْطِ التَّسْعَةِ مِنْ ثَمُودَ

- ‌1 - فمنها: المكر والفتك

- ‌2 - ومنها: قرض الدينار والدرهم، وكسرهما

- ‌3 - ومنها: اتباع عورات الناس، وتقصُّد فضيحتهم

- ‌4 - ومنها: التعاون على الإثم، وخصوصاً على قتل المؤمن، والتحاض على ذلك، والتحالف عليه

- ‌5 - ومنها: العزم على القتل، والحلف عليه، والعزم على الكذب والجحود، والحلف عليهما

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌(7) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِنَمْرُودَ وَقَوْمِهِ

- ‌1 - فمنها: لباس ما هو من زي النساء من التاج المتخذ من الحرير المكلل بالدر والياقوت وغير ذلك، ومن الأردية والأقبية المتخذة من ذلك مما يحرم على الرجال

- ‌2 - ومنها: الدعوة إلى عبادة النفس، وإعطائها فوق حقها

- ‌3 - ومن أخلاق نمرود: التجبر - وهو التكبر - وقهر الغير، والاستيلاء عليه، أو على ماله، أو عرضه

- ‌4 - ومن أعمال نمرود وقومه ما لم يرد الشرع به من العقوبات، وخصوصًا لمن لا يستحق عقوبة، والمُثلة، وتعذيب الناس في غير قصاص ولا تأديب مأذون فيه

- ‌5 - ومنها: أخذ الرجل بذنب غيره

- ‌6 - ومنها: اتخاذ الشرط والجلاوزة، ومن يأخذ الناس ويروعهم

- ‌7 - ومنها: التنجيم والتكهن، وتصديق المنجم والكاهِن

- ‌8 - ومنها: منع أحد الزوجين عن الآخر خشية حصول الولد

- ‌9 - ومنها: قتل الأطفال، والأمر بقتلهم

- ‌10 - ومنها: القتل من حيث هو، والأمر به ما لم يكن قصاصاً ولا حداً

- ‌11 - ومنها: عبادة الكوكب، واعتقاد أنهَا مؤثرة، وأنها تضر وتنفع

- ‌12 - ومنها: اتخاذ الأصنام، وعبادتها

- ‌13 - ومنها: اعتقاد أن الحذر يدفع القدر

- ‌14 - ومنها: الفرار من الطاعون مع أنه لا يرد شيئًا من قدر الله تعالى

- ‌15 - ومن قبائح قوم نمرود: تسمية الحق والعدل ظلماً في قولهم: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)} [الأنبياء: 59]

- ‌16 - ومنها: حضور من يضرب، أو يقتل، أو يهان ظلماً حيث قالوا: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)} [الأنبياء: 61] كما تقدم عن ابن إسحاق

- ‌17 - ومن أعمال النماردة: الردة وجحود الحق بعد الاعتراف به

- ‌18 - ومنها: العقوبة بحرق النار

- ‌19 - ومنها: الإشارة بالأمر من غير رَوِيَّة ولا تأمُّل، والإشارة بالسوء وبما لا يحل فعله

- ‌20 - ومنها: التقليد لغير من هو قدوة، وضعف الرأي

- ‌21 - ومنها: الجهل، والحيرة، والحماقة

- ‌22 - ومنها: الاحتكار

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومنها: السجود لغير الله تعالى

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌(8) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِقَومِ لُوطٍ عليه السلام

- ‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

- ‌ فائِدَةٌ زائِدَةٌ وَتنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌2 - ومن أخلاق قوم لوط: البخل بالحقوق الواجبة، ومنع أبناء السبيل حقوقهم، وترك الصدقة

- ‌3 - ومنها: النكاية باللواط، والسطوة بالأعراض

- ‌4 - ومن أعمال قوم لوط القبيحة، ودأبهم الخبيث:

- ‌5 - ومنها: التجاهر باللواط فعلاً أو حكاية

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌6 - ومنها: تعييب وتعيير من يتحرج عن إتيان الذكران، وشتمه بالإعراض عن الصبيان إلى النسوان، واستقلال عقله واستضعاف رأيه

- ‌7 - ومنها: قطع الطريق، والظلم، وتغريم المال بغير حق، والإكراه على الفاحشة، والحكم بالباطل، وإلزام من دعي إلى فاحشة أن يجيب داعيه إليها

- ‌8 - ومن أعمال قوم لوط: إتيان المرأة في دبرها

- ‌9 - ومن أعمال قوم لوط: إتيان المرأة المرأة

- ‌10 - ومن أعمال قوم لوط:

- ‌11 - ومن أخلاق قوم لوط وأعمالهم: النميمة، وبها هلكت امرأة لوط

- ‌12 - ومنها: إقرار المنكر، وترك النهي عنه وترك الأمر بالمعروف، بل كانوا ينهون عنه ويأمرون بالمنكر

- ‌(9) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِقَومِ شُعَيبٍ عليه السلام

- ‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

- ‌2 - ومنها: كفران النعم

- ‌3 - ومنها: الخيانة في المكيال والميزان - وهو من الكبائر - ومثله الخيانة في الذَّرْع، ونحوه

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌4 - ومن أعمال قوم شعيب عليه السلام: البخس

- ‌5 - ومنها: الإفساد في الأرض

- ‌6 - ومنها - وهو من جنس ما قبله -: قطع الطريق

- ‌7 - ومنها: الجلوس في طرقات المسلمين ومَمارِّهم بقصد أذيتهم

- ‌8 - ومنها: المكس، وأخذ العشور التي لم يأت بها الشرع

- ‌9 - ومن أعمال قوم شعيب: تلقي الركبان للبيع، وتغرير الجلابين والغرباء

- ‌10 - ومنها: قرض الدرهم والدينار، وكسرها بغير غرض صحيح

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌11 - ومنها: السخرية والاستهزاء بالمؤمنين، وبالمصلين وحَمَلة القرآن، وأهل العلم، والتهكُّم عليهم، والتكبر عليهم، واحتقارهم

- ‌12 - ومنها: التعيير بالأمراض ونحوها من بلاء الله تعالى إذا مسَّ المؤمن تمحيصاً لذنوبه يعده الفاجر عيباً للمؤمن ونقصاً، وكذلك التعيير بالفقر وقلة الشر

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ ثانٍ:

- ‌ تنبِيْهٌ ثالِثٌ:

- ‌(10) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِفِرْعَونَ وَقَوْمِهِ

- ‌1 - الكفر بالله تعالى، وعبادة ما سواه، ودعوى الألوهيَّة والربوبية

- ‌2 - ومن قبائح فرعون وقومه، وأخلاقهم: الجهل بالله تعالى

- ‌3 - ومن قبائحه: التجسيم، واعتقاد الجهة كما يُفْهِمه قوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23]

- ‌4 - ومنها: ترك الصَّلاة والسجود لله تعالى، بل ترك الطَّاعة في سائر الأمور

- ‌5 - ومنها: التكبر، والتعاظم، والتجبر، والتعمق في الأمور، والبغي

- ‌6 - ومنها: الإسراف

- ‌7 - ومنها: تسخير النَّاس، واستخدامهم إجباراً

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومن أعمال فرعون وقومه: اتخاذ الشُّرَط لتسخير الناس وتعذيبهم

- ‌9 - ومنها: الظلم، والإفساد في الأرض

- ‌10 - ومنها: القتل، والعزم عليه، والتمثيل بالمقتول بالصلب، وبقطع الأيدي والأرجل بغير حق، والربط بالأوتاد، وغير ذلك

- ‌11 - ومن أعمال فرعون وقومه: السحر، والأمر بتعلُّمِه وتعليمِه، والعمل به

- ‌12 - ومن أخلاق فرعون وقومه: الكهانة، وتصديق الكهان والمنجمين

- ‌13 - ومنها: التطير

- ‌14 - ومنها: معاداة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، والوقيعة فيهم، وعيبهم، والاستهانة بهم، وتعييرهم بما في البدن من عاهة ونحوها

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌15 - ومن أخلاق فرعون قبحه الله تعالى: النظر إلى عيب غيره، والغفلة عن عيب نفسه

- ‌16 - ومنها: إطالة الأمل، وإنكار البعث والنشور

- ‌17 - ومنها - وهو من جنس ما قبله -: إطالة البنيان، وإحكامه، وتجصيصه

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌18 - ومن أخلاق فرعون وقومه: حب الدنيا، والاغترار بها

- ‌19 - ومنها: الاعتزاز بالملك، والاغترار به، والاعتماد عليه والثقة به، أو بشيء من الدنيا

- ‌20 - ومنها: الاعتزاز بالقوة والجلَدِ، والعافية وصحة الجسد

- ‌21 - ومنها: الخضاب بالسواد في الرأس واللحية

- ‌22 - ومنها: اللعب بالحَمَام الطيَّارة

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌23 - ومنها: كما ذكره ابن الحاج في "المدخل" عن أهل

- ‌24 - ومنها: اللعب على الحبال بالمشي عليها

- ‌25 - ومنها: التَّلهِّي بسائر الملاهي، ونسيان ذكر الله في حالة الرخاء

- ‌26 - ومن أخلاق فرعون وقومه: كفران نعم الله تعالى، وهو أشدهم كفرانا

- ‌27 - ومنها: نكث العهود، وعدم الوفاء بالنذر

- ‌28 - ومن أخلاق فرعون: الْمَنُّ بما تقدم من الإحسان

- ‌29 - ومن أخلاق فرعون وقومه: الأشر، والبطر، والعجب

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌30 - ومن أعمال فرعون وقومه: منع الناس من الصلاة في المساجد

- ‌31 - ومنها: الغفلة عن ذكر الله تعالى، وعن آياته، وترك التَّفكر فيها

- ‌32 - ومنها: الإصرار على المعاصي، وعدم الاتعاظ بآيات الله

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرَى:

- ‌ فائِدَةٌ أخرى ثالِثةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ سادِسَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ سابِعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثامِنةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ تاسعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ عاشِرَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ حادِيَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ ثانِيَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةَ عَشْرةَ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(11) بَابُ النَّهْي عَنِ التَّشَبَّهِ بِأَهْلِ الكِتَابِ

- ‌1 - فمنها - وهو أعظمها -: الكفر

- ‌2 - ومنها - وهو داخل فيما قبله -: التجسيم، والحلول، والإلحاد، والتشبيه

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرى:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومن كفر اليهود لعنة الله عليهم: نسبة الله تعالى إلى الظلم، وإلى الفقر، وإلى البخل

- ‌4 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: إنكار القدر، والتنازع فيه

- ‌5 - ومنها: الاحتجاج بالمشيئة والقدر في الاعتذار عن البخل

- ‌6 - ومنها: الإرجاء

- ‌7 - ومنها: ترك السنة شيئاً فشيئاً، والابتداع في الدين

- ‌8 - ومنها: الإيغال في البغض كالخوارج، وفي الحب كالروافض

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌9 - ومن قبائح اليهود والنصارى: إنكار البعث على ما جاء به الشرع

- ‌10 - ومنها: التكذيب برؤية الله تعالى في الآخرة، وطلبها في الدنيا شكاً واستبعاداً

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌11 - ومنها: الاحتجاج بالقدر على المعصية

- ‌12 - ومنها: التحليل والتحريم بمجرد الرأي من غير دليل واتباع الأكابر في ذلك

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌13 - ومنها: طاعة الملوك والرؤساء في معصية الله تعالى، وإن كانوا يدَّعون العلم

- ‌14 - ومنها: السجود للأحبار والرهبان والملوك تكريماً وتعظيماً

- ‌15 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الاغترار بالله تعالى

- ‌16 - ومنها: ترويج باطلهم الذي كانوا عليه بانتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام، وهو منهم بريء

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌17 - ومنها: الخوض فيما لا يعلمون، والدعاوى الفاسدة

- ‌18 - ومنها: الأعجاب بالرأي

- ‌19 - ومنها: دعوى محبة الله، وغيرها من الأحوال المنيفة

- ‌20 - ومنها: دعوى أن الله تعالى يحبهم ويواليهم، وأنهم أولياء

- ‌21 - ومنها: قولهم: سمعنا وعصينا

- ‌22 - ومنها: تذليل الناس، وفتنهم عن دينهم، وإرادة الكفر والفسق منهم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌23 - ومنها -وهو من جنس ما قبله-: لَبْس الحق بالباطل، وخلط الصدق بالكذب

- ‌24 - ومنها: الاستهزاء بالدين، وما اشتمل عليه من صلاة وأذان وغيرها

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌25 - ومنها: الدعاء على المسلمين

- ‌26 - ومن قبائح أهل الكتاب وأعمالهم: تبديل الكتاب وتحريفه، والكذب على الله تعالى

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌27 - منها: التقرب إلى قلوب الأراذل، ومسألة الناس وغيرهم

- ‌28 - ومنها: كتمان العلم عند الحاجة إليه

- ‌29 - ومنها: تفسير الكتاب بالرأي

- ‌30 - ومنها: الأخذ بالرأي مع وجود النص القائم، والقياسُ الفاسد والإفتاء بذلك

- ‌31 - ومنها: الجهل بالله تعالى، وبحقائق الأمور

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌32 - ومن أعمال اليهود والنصارى: خوض الإنسان فيما لا يعلم

- ‌33 - ومنها: تعلم العلم للدنيا، وأخذ العوض على العلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرى:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌34 - ومن أخلاق أهل الكتابين: ترك العمل بالعلم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌35 - ومنها: التكبر بالعلم، ودعوى الاستغناء عن علم الغير

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌36 - ومنها: الاختلاف في الدين هوى، والجدال فيه، والابتداع

- ‌37 - ومنها: كثرة السؤال شكاً أو تشكيكاً، أو تعنتاً، أو امتحاناً

- ‌38 - ومنها: اقتناء الكتب، وحملها، وجمعها والاهتمام بتحسينها وتَحْلِيَتِها، والمغالاة فيها

- ‌39 - ومنها: أخذ العلم من الكتب، والاعتماد على الكتاب دون الرواية وحسن الروية

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌40 - ومن أعمال بني إسرائيل، ومن بعدهم: القصص

- ‌وإنما أنكر القصص من أنكره من السلف وذمَّه لأمور:

- ‌وهَذَا فَصْلٌ آخرُ في آدَابِ المُسْتَمِعِ لِتَتِمَّ الفَائِدَة

- ‌41 - ومن أعمال بني إسرائيل وأخلاقهم، بل سائر أهل الكتاب:

- ‌42 - ومن أعمال أهل الكتاب: ترك خصال الفطرة

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌43 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك خضاب اللحيَة والرأس

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌44 - ومن أخلاق اليهود، وربما شاركهم النصارى: تقذير الثياب، والأفنية، والساحات، وترك تنظيفها

- ‌45 - ومن أعمال اليهود والنَّصارى: لباس الزي المخصوص بهم كالغمار، والزنَّار فوق الثياب

- ‌46 - ومن أعمال اليهود: لباس المزعفر والمعصفر

- ‌47 - ومنها: الزهو والغلو

- ‌48 - ومنها: اتخاذ القبقاب، والنعال لغرض فاسد كالزهو، وتشوف المرأة للرجال كما سبق

- ‌49 - ومنها: وصل شعور النساء

- ‌50 - ومنها: القَزَع

- ‌51 - ومنها: ترك الاستتار عند الطَّهارة في الملأ، أو إبداء العورة في الناس مطلقًا

- ‌52 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك الوضوء للصَّلاة على أحد القولين: هل هو من خصائص هذه الأمة، أو لا

- ‌53 - ومنها: التَّحرج عن التيمم عند العجز عن الماء

- ‌54 - ومنها: إتيان الحائض كما يفعله النَّصارى، وهو من الكبائر

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌55 - ومنها: ترك الصلاة وإضاعتها

- ‌56 - ومنها: ترك صلاة العصر على الخصوص

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌57 - ومنها: ترك صلاة العشاء، والنَّوم في وقتها من غير أن يصليها، وكذلك الصُّبح

- ‌58 - ومنها: تأخير صلاة الفجر، وهو من فعل اليهود كما سبق، ومن فعل النَّصارى، وصلاة المغرب، وهو من فعل اليهود

- ‌59 - ومنها: الإعلام للصلاة بالبوق؛ وهو شأن اليهود، أو بالنّاقوس؛ وهو شأن النصارى

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌60 - ومن أعمال اليهود: الانحراف عن القبلة

- ‌61 - ومن أعمال أهل الكتاب: عدم إتمام الرُّكوع والسُّجود في الصَّلاة

- ‌62 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك الصَّف في الصلاة

- ‌63 - ومن أعمال اليهود: اشتمال الصَّمَّاء في الصلاة

- ‌64 - ومنها: الصَّلاة في السراويل مجردًا عن غيره من الثياب

- ‌65 - ومنها: السَّدل

- ‌66 - ومنها: لبس التَّاج

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌67 - ومنها: التَّميل في الصلاة

- ‌68 - ومنها: الاختصار في الصَّلاة

- ‌69 - ومنها: قبض كف اليسرى أو رسغها باليد اليمنى من غير أن يقبض من الساعد شيئًا

- ‌70 - ومنها: تغميض العينين في الصَّلاة

- ‌71 - ومنها: السُّجود على طرف الجبين

- ‌72 - ومنها: الاعتماد على اليد في جلوس الصلاة لغير ضرورة

- ‌73 - ومنها: التكلم في الصَّلاة بالكلام الأجنبي

- ‌75 - ومنها: القيام إلى صلَاّة بعد الفراغ من أخرى من غير فصل بينهما

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌76 - ومنها: أنهم إذا قضوا صلاتهم لم يكن بأسرع من يقوموا فيدعوا

- ‌77 - ومنها: ترك تعظيم يوم الجمعة وليلتها، وترك صلاة الجمعة

- ‌78 - ومنها: ترك العمل يوم الجمعة

- ‌79 - ومنها: البيع والشِّراء، وسائر المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان بين يدي الخطيب

- ‌80 - ومنها: الصلاة في المحاريب

- ‌81 - ومنها: وضع الستارة والحجاب على المذابح؛ أي: المحاريب، والمناسك؛ أي: المعابد

- ‌82 - ومنها: القراءة باللحون المُخْرِجة للفظ القرآن عن رونقه وحلاوته، وللقراءة عن التجويد

- ‌83 - ومنها: تَحْلِيَة المصاحف بالذَّهب والفضة وغيرهما، مع هجرها من التلاوة، وترك العمل بها

- ‌84 - ومنها: اتخاذ القبور مساجد، والبناء على القبور

- ‌85 - ومنها: تخريب المساجد، ومنع النَّاس من الصَّلاة والعبادة فيها، وتقذيرها، وتغيير صيغتها دارًا أو حانوتًا، أو غير ذلك

- ‌86 - ومنها: تشريف المساجد، وزخرفتها وهو مكروه

- ‌87 - ومن أعمال أهل الكتاب: خروج المرأة متبرجة بزينتها، وتبخترها بالمساجد وغيرها، وتمكين زوجها إياها من ذلك

- ‌88 - ومنها: اختلاط النساء بالرجال في جماعة الصلاة

- ‌89 - ومنها: إيثار زِي الرهبان، وترك التطيب والتنظف، ولبس الزينة المباحة لحضور المساجد، والمشاهد، وزيارة الإخوان لقادر عليها

- ‌90 - ومنها: تقديم الصبيان للإمامة

- ‌91 - ومنها: تزكية النفس

- ‌92 - ومن أعمال أهل الكتاب، وأخلاقهم: ترك تغطية وجوه موتاهم

- ‌93 - ومنها: اتِّباع الجنازة بمجمرةٍ أو نار

- ‌94 - ومنها: مشي الهُوينا

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌95 - ومنها: القيام للجنازة

- ‌96 - ومنها: إيثار الشق على اللحد للميت لغير ضرورة

- ‌97 - ومنها: وضع الميت في الناووس

- ‌98 - ومنها: أن اليهود والنَّصارى يجعلون طول القبر جنوبًا وشمالًا

- ‌99 - ومنها: رفع القبر عن الأرض أكثر من شبر، وتسنيمه

- ‌100 - ومنها: نبش القبور، وسرقة الأكفان

- ‌101 - ومنها: حبُّ الدُّنيا

- ‌102 - ومن أخلاق أهل الكتاب: المباهاة بالدنيا، والتكاثر بها

الفصل: ‌32 - ومنها: الإصرار على المعاصي، وعدم الاتعاظ بآيات الله

وقوله: "الغَفْلَةُ"؛ أي: البالغة المحذورة، أو التي يُهتم بالحذر منها.

‌32 - ومنها: الإصرار على المعاصي، وعدم الاتعاظ بآيات الله

، وترك التضرع عند نزول النبلاء، والاستكانة، والتجلد على قضاء الله تعالى.

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف: 130]؛ أي: فلم يتذكروا أنه تنبيه من الله تعالى.

بل حالهم كما قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ} [الأعراف: 131 - 135].

وهذا غاية ما يكون في الإصرار.

قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا

ص: 244

آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ}: الجوع (1).

قال قتادة: عامًا فعامًا، وكان الجوع في باديتهم وأهل مواشيهم.

{وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ} [الأعراف: 130]: في أمصارهم وقراهم (2).

وقال رجاء بن حيوة: حتى كانت لا تحمل النخلة إلا بُسْرًا واحدة. أخرجه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وغيرهما (3).

وروى الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: لما أخذ الله آل فرعون بالسنين يَبس كل شيء لهم، وذهبت مواشيهم حتى يَبس نيل مصر، واجتمعوا إلى فرعون فقالوا له: إن كنت كما تزعم فأتنا في نيل مصر بماء.

قال: غدوة يصبحكم الماء.

فلما خرجوا من عنده قال: أي شيء صنعت؟ أنا أقدر أن أجري في نيل مصر ماء؟ غدوة أصبح فيكذبوني.

فلما كان في جوف الليل قام واغتسل، ولبس مدرعة صوف، ثم خرج حافياً حتى أتى نيل مصر، فقام في بطنه، فقال: اللهم! إنك تعلم

(1) رواه الطبري في "التفسير"(9/ 28)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1542).

(2)

رواه عبد الرزاق في "التفسير"(2/ 390)، والطبري في "التفسير"(9/ 29).

(3)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1542)، وكذا الطبري في "التفسير"(9/ 29).

ص: 245

أني أعلم أنك تقدر على أن تملأ نيل مصر ماء، فاملأه ماءً.

فما علم إلا بخرير الماء مقبل، فخرج وأقبل النيل يزخ بالماء لما أراد الله لهم من الهلكة (1)؛ أي: من هلاكهم باعتقاد أن فرعون هو الذي أجراه لهم.

وفي هذه القصة أن الخارق قد يظهر على يد الكاذب لأجل فتنته أو فتنة غيره، والله يفعل ما يشاء في ملكه، وليس في ذلك كرامته، بل إنهاؤه إلى حضيض ضلالته المقدرة له؛ إذ الفرق بين الكرامة والفتنة: أن الخارق إن اقترن بالطاعة فإما أن يكون مع التحدي، وهو دعوى النبوة وهو المعجزة، أو لا، وهو الكرامة.

وإن اقترن بالمعاصي والعظائم فهو إما فتنة واستدراج، وإما سحر، وهو من جملة الفتنة.

ومن هذا القبيل ما يتفق للظلمة والخوارج من التمكين والنصرة، وفتح الكنوز، وتسخير الناس، وغير ذلك، ثم يؤُول أمرهم إلى الهلاك والدمار، وخراب الديار كما وقع لفرعون.

ومن أعجب ما وقع له ولقومه أنَّ الله تعالى عذبهم بالماء نضوبًا، وعذبهم به طوفانا على ما ستعلم.

قال ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، وابن إسحاق -على ما نقله الثعلبي وغيره-: لما آمنت السحرة لموسى عليه السلام رجع فرعون

(1) ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1542).

ص: 246

مغلوباً، ثم أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر، والتمادي في الشر، فتابع الله تعالى عليهم الآيات، وأخذهم بالسنين، ونقص من الثمرات، ولم يؤمنوا، وقال موسى عليه السلام: يا رب! إنَّ عبدك فرعون علا في الأرض، وبغى وعتا، بن قومه قد نقضوا عهدك، وأخلفوا وعدك، فخذهم بعقوبة تجعلها لهم نقمة، ولقومي عظة، ولمن بعدهم من الأمم الباقية آية وعبرة، فبعث الله عليهم الطوفان (1).

روى ابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطُّوْفَانُ المَوْتُ"(2).

وروى أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: الطوفان الغرق (3).

وروى هو وابن أبي حاتم عنه قال: أرسل الله على قوم فرعون الطوفان، وهو المطر (4).

قال: أرسل الله عليهم السماء حتى كادوا أن يهلكوا، وبيوت بني إسرائيل وبيوت القبط مشتبكة، فامتلأت بيوت القبط حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم، ولم يدخل بيوت بنو إسرائيل من الماء قطرة، وفاض الماء على أراضيهم فمنعهم من الحرث والعمل، ودام ذلك عليهم سبعة

(1) انظر: "تفسير الطبري"(9/ 38 - 39).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(9/ 31)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1544).

(3)

رواه الطبري في "التفسير"(9/ 31).

(4)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 3042).

ص: 247

أيام من السبت إلى السبت، فقالوا لموسى عليه السلام: ادع لنا ربك يكشف عنا المطر لنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل.

فدعا ربه، فرفع عنهم الطوفان، فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، وعادوا شراً مما كانوا، وأنبت الله لهم شيئًا لم ينبته قبل ذلك، فقالوا: هذا ما كنا نتمنى، وما كان هذا إلا نعمة علينا وخصبا.

فأقاموا شهرًا في عافية، فبعث الله عليهم الجراد، فأكلت عامة زروعهم وثمارهم، وأوراق الشجر، حتى كانت تأكل الأمتعة والثياب، والسقوف والأبواب حتى خربت بيوتهم.

قال عطاء رحمه الله تعالى: بلغني أنَّ الجراد لما سلط على القبط أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم. رواه أبو الشيخ (1).

قالوا: وابتلى الجراد بالجوع، فجعل لا يشبع، غير أنَّه لم يدخل بيوت بني إسرائيل، ولم يصبهم منه شيء، فعجوا وضجوا إلى موسى عليه السلام، وعاهدوه على الإيمان إن كشف الله تعالى ذلك عنهم، فدعا موسى عليه السلام، فكشف الله تعالى عنهم الجراد بعد ما أقام عليهم سبعة أيام، وكانت قد بقيت من زروعهم وغلَاّتهم بقية، فقالوا: قد بقي لنا ما هو كافينا، فما نحن بتاركي ديننا، وعادوا إلى أعمالهم السوء، فأقاموا شهرًا في عافية، ثم بعث الله تعالى عليهم القُمَّلَ، وهو السوس الذي يكون في الحنطة. رواه ابن جرير، وابن المنذر عن سعيد

(1) رواه أبو الشيخ في "العظمة"(5/ 1791).

ص: 248

ابن جبير (1).

وكان أحدهم يخرج عشرة أقفزة إلى الرحا، فلا يرد منها ثلاثة أقفزة.

وقيل: هو الْجُعل. رواه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت (2).

وقيل: صغار الجراد، وهو الدبا الذي لا أجنحة له. رواه أبو الشيخ عن عكرمة (3).

وقرأ الحسن: القَمْلَ -بفتح القاف، وإسكان الميم-.

وروى ابن أبي حاتم عنه أنه فسره به (4).

وقيل: هو البراغيث. رواه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن ابن زيد، عن بعضهم (5).

وقيل: نوع من القراد.

قيل: أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يمشي إلى كثيب أعفر بقرية يُقال لها: عين شمس، فمشى إليه، وضربه بعصاه، فانثال عليهم،

(1) رواه الطبري في "التفسير"(9/ 38).

(2)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1547).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 523)، وروى الطبري في "التفسير" (9/ 33) عنه أنه قال: بنات الجراد.

(4)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1547).

(5)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1547).

ص: 249

فملأ، فتتبع ما بقي من زروعهم وأشجارهم فأكله، ولحس الأرض كلها، وكان يدخل بين ثوب أحدهم وجلده، ويأكل أحدهم فيمتلئ طعامه قملاً، وأخذ القمل شعورهم وحواجبهم وجفونهم، ولزم جلودهم كأنَّه الجدري، ومنعهم النوم والقرار، فاستغاثوا بموسى عليه السلام، فدعا لهم، فكشف الله تعالى البلاء عنهم بعد ما أقام عليهم سبعة أيام، فنكثوا، وعادوا لأخبث أعمالهم، وقالوا: ما كنَّا أحق أن نستيقن به ساحراً منَّا اليوم؛ يجعل الكثيب دوابًا! وعزة فرعون لا نصدقه أبدًا، ولا نتبعه.

فأرسل الله تعالى عليهم الضفادع بعد ما أقاموا شهرًا في عافية، فدخلت عليهم دورهم، وامتلأت منها أفنيتهم وأطعمتهم، وكان أحدهم يجلس في الضفادع إلى ذقنه، ويضطجع فتكون عليه ركامًا، ويفتح فاه لأكلته فتسبق الضفاع لقمته، ولا يعجن عجينا إلا شدخت فيه، ولا يطبخ قدراً إلا امتلأت ضفادع (1).

روى ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كانت الضفادع برِّية، فلما أرسلها الله تعالى على آل فرعون سمعت وأطاعت، فجعلت تقذف بنفسها في القدور وهي تغلي، وفي التنانير وهي تفور، فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء -وفي رواية: والثرى- إلى يوم القيامة (2).

(1) انظر: "تفسير الطبري"(9/ 38).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(9/ 37)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1548).

ص: 250

ورواه ابن أبي حاتم بنحوه عن ابن عمرو، وقال: فأبدلهنَّ الله تعالى أبرد شيء نعلمه؛ الماء، وجعل نقيقهنَّ تسبيحاً (1).

قالوا: فلما رأوا ذلك بكوا وشكوا إلى موسى، وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فدعا ربه، فكشف عنهم الضفادع بعد ما أقامت عليهم سبعة أيام، فأقاموا شهرًا في عافية، ونقضوا العهد، وعادوا لكفرهم، فدعا عليهم موسى عليه السلام، فأرسل الله تعالى عليهم الدم.

قال زيد بن أسلم: وهو الرعاف. رواه ابن جرير وابن أبي حاتم (2).

وقال سعيد بن جبير: الطاعون (3).

وقال الأكثرون: سأل النيل عليهم دمًا، وصارت مياههم كلها دماً عبيطاً، وكان فرعون يجمع بين القبطي والإسرائيلي على الإناء الواحد، فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء، وما يلي القبطي دماً، حتى إن المرأة من القبط كانت تقول للمرأة من بني إسرائيل: اسقيني من مائك، فتصب لها من القربة أو الجرة، فيعود الماء دماً، وكانت تقول لها: اجعليه في فيكِ ومجِّيه في فيَّ، فتأخذ الماء في فيها، فإذا مجته في فيها صار دماً عبيطاً، وهو الرِّجز الذي قال الله تعالى:{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} [الأعراف: 134] الآية (4).

(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1548).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(9/ 39)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1549).

(3)

رواه الطبري في "التفسير"(9/ 40).

(4)

انظر: "تفسير الطبري"(9/ 35)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(5/ 1549).

ص: 251

وقوله تعالى: {آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ} [الأعراف: 133] حالٌ من مفعولِ: أرسلنا.

قال ابن عباس في قوله: {مُّبَيِّنَاتٍ} (1): بعضها على أثر بعض لتكون الحجة لله عليهم. رواه ابن أبي حاتم (2).

وعنه: يتبع بعضها بعضا، تمكث فيهم الآية سبتًا إلى سبت، ثم ترتفع عنهم شهرًا. أخرجه ابن المنذر (3).

فتكون الآيات التسع دون السنة، وهو قول الأكثرين.

وقال زيد بن أسلم رحمه الله تعالى: الآيات التسع في تسع سنين، في كل سنة آية (4).

وقال نوف الشَّامي: مكث فيهم موسى عليه السلام بعد غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات التسع. أخرجهما ابن أبي حاتم (5).

وقد يجمع بين هذا وبين ما سبق عن الأكثرين؛ فإنها كانت تتابع فيهم عشرين سنة، كل سنة تتابع مرة في الأسابيع والشهور، وهو أبلغ، فلما تابع الله تعالى عليهم هذه الآيات فلم يؤمنوا، اشتدَّ عليهم غضب الله تعالى آخراً، فأغرقهم كما قال الله تعالى: {فَلَمَّا

(1) في؛ تفسير الطبري": "مفصلات" بدل "مبينات".

(2)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 3061)، والطبري في "التفسير"(9/ 40) واللفظ له.

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 524).

(4)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 525).

(5)

رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1549).

ص: 252

كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 135، 136].

روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: اليم: البحر (1).

والمشهور أنه بحر القُلْزُم -كقنفذ-: بلدة بين مصر ومكة قرب جبل الطور، وإليها يضاف البحر لأنها على طرفه، أو لأنَّه يبلع من ركبه.

والقلزمة: الابتلاع كالتقلزم؛ كما ذكره في "القاموس"(2).

وقيل: بل أغرق فرعون في النيل، وهو اليم كما في قوله تعالى:{فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص: 7](3).

وقيل: هو بحر وراء مصر يقال له: أساف. حكاها شيخ الإِسلام والدي في "تفسيره"(4).

وقال الله تعالى حكايته عن فرعون: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 54 - 56].

(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 107).

(2)

انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: 1486)(مادة: قلزم).

(3)

انظر: "تفسير ابن أبي حاتم"(9/ 2942).

(4)

ورواه الطبري في "التفسير"(20/ 78)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(9/ 2980) عن قتادة.

ص: 253

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله: {آسَفُونَا} : أغضبونا (1).

وفي رواية: أسخطونا (2). رواهما ابن جرير، وابن أبي حاتم.

وقال مجاهد رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} : هم قوم فرعون، كفارهم سلف لكفار أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم.

{وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} ؛ قال: عبرة لمن بعدهم. رواه ابن جرير (3). وروى أبو نعيم في "الحلية" عن محمَّد بن كناسة قال: سمعت عمر بن ذر رحمه الله تعالى يقول: آنسك حلمه فوثبت على معاصيه، أفأسفه تريد؟ أما سمعته يقول:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ} .

ثم قال: أيها الناس! أجلُّوا مقام الله بالتنزه عما لا يحل؛ فإن الله عز وجل لا يؤمن إذا عصى (4).

وروى الشيخان، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الله لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، وقرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى

(1) رواه الطبري في "التفسير"(25/ 84)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3284).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(25/ 84)، وكذا ذكره البخاري (4/ 1820) معلقا.

(3)

رواه الطبري في "التفسير"(25/ 85).

(4)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 111).

ص: 254

وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102](1).

وهذه الآية ذكرها الله تعالى بعد أن ذكر الأمم المكذبة من قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط، وقوم شعيب، وفرعون وقومه.

وقبلها: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود: 100]؛ أي: منها ما يرى مقامه وأثره، ومنها ما عفا أثره ودُرِس.

{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} ؛ أي: بارتكاب المعاصي.

{فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ} ؛ أي: ما قدرت أن تدفع عنهم أو تنفعهم آلهتهم.

{الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ} ؛ أي: نقمته وعذابه.

{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101]؛ أي: تخسير وهلاك.

{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ} [هود: 102] الآية.

روى ابن جرير عن ابن زيد قال: إن الله تعالى حذر هذه الأمة سطوته بقوله: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102](2).

وروى أبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رحمه الله تعالى أنه قال: لا يغرنكم طول النسيئة ولا حسن الطلب؛ فإن أخذه أليم شديد (3).

(1) رواه البخاري (4409)، ومسلم (2583)، والترمذي (3110)، والنسائي في "السنن الكبرى"(11245)، وابن ماجه (4018).

(2)

رواه الطبري في "التفسير"(12/ 114).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (4/ 474).

ص: 255

والمعنى -والله أعلم-: وكما أمهل الله هذه الأمم ثم أخذهم فلم يفلتهم، كذلك يملي للظالم ثم يأخذه فلا يفلته، فلا ينبغي الاغترار بالله تعالى.

وروى الإِمام أحمد، وابن أبي حاتم، والطبراني في "الكبير"، والبيهقي في "الشعب" عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا رَأَيْتَ الله يُعْطِي العَبْدَ مِنَ الدُّنْيَا مَا يُحِبُّ وَهُوَ مُقِيْمٌ عَلَى مَعَاصِيهِ فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْهُ اسْتِدرَاجٌ"(1).

زاد ابن أبي حاتم، ثم تلا:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} [الزخرف: 55].

وروى ابن أبي الدنيا، وأبو الشيخ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى في قوله تعالى:{سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 182] قال: نسبغ عليهم النعم، وننسيهم الشكر (2).

وروى أبو الشيخ عن يحيى بن المثنى رحمه الله تعالى في الآية قال: كلما أحدثوا ذنبا جدَّدنا لهم نعمة تنسيهم الاستغفار (3).

(1) رواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 145)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3284)، والطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 330)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4540).

(2)

رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(ص: 41)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(3/ 620).

(3)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 618).

ص: 256

وروى ابن أبي الدنيا، والبيهقي عن ثابت البناني رحمه الله تعالى أنه سئل عن الاستدراج فقال؛ هو مكر الله بالعباد المضيعين (1).

ونقل السلمي في "حقائقه"، وغيره: أنه قيل لذي النون رحمه الله تعالى: بِمَ يخدع العبد؟

قال: بالألطاف والكرامات، ثم تلا الآية (2).

وروى الإِمام عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد" عن الحسن قال: كم من مستدرج بالإحسان إليه! وكم من مفتون بالثناء عليه! وكم من مغرور بالستر عليه! (3).

وروى البيهقي في "الشعب" عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال:"إِذا رَأَيْتَ كُلَّمَا طَلَبْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ وَابْتَغَيْتَهُ يُسِّرَ لَكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ كُلَّمَا أَرَدْتَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا وَابْتَغَيْتَهُ عُسِّرَ عَلَيْكَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ، وإِذَا رَأَيْتَ كُلَّمَا طَلَبْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الآخِرَةِ وَابْتَغَيْتَهُ عُسِّرَ عَلَيْكَ، وإِذَا طَلَبْتَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا يُسِّرَ لَكَ فَأَنْتَ عَلَى حَالٍ قَبِيْحَة"(4).

(1) رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(ص: 41)، والبيهقي في "الأسماء والصفات"(3/ 60).

(2)

انظر: "حقائق التفسير" للسلمي (1/ 299).

(3)

رواه عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد"(ص: 267).

(4)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(10454) وقال: هكذا جاء منقطعًا.

ص: 257

وروى أبو نعيم في "الحلية" عن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَأتِي عَلى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْلَقُ فِيْهِ القُرْآنُ في قُلُوْبِ الرجَالِ كَمَا تَخْلَقُ الثيَابِ عَلَى الأَبْدَانِ، يَكُوْنُ أَمْرُهُمْ كُلُّهُ طَمَعًا لا خَوْفَ مَعَهُ، إِنْ أَحْسَنَ أَحَدهمْ قَالَ: يُتَقَبَّلُ مِنِّي، وَإِنْ أَسَاءَ قَالَ: يُغْفَرُ لِي"(1).

قلت: والمراد بقوله: يتقبل مني: أن يقول ذلك على سبيل الجزم والثقة من العمل، والاعتماد عليه، فإن قال ذلك على سبيل الرَّجاء والاستبشار مع التَّبرِّي من الحول والقوة فهذا من أخلاق المؤمنين.

روى الطبراني عن أبي موسى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنتهُ، وَسَاءَتْهُ سَيْئتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ"(2).

وروى ابن ماجه، والبيهقي في "الشعب" عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم كان يدعُو: "اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِيْنَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا، وإِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا"(3).

(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 59).

(2)

ورواه الإِمام أحمد في "المسند"(4/ 398). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 86): رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح، ما خلا المطلب بن عبد الله، فإنه ثقة، ولكنه يدلس، ولم يسمع من أبي موسى، فهو منقطع.

(3)

رواه ابن ماجه (3820)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6992). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1/ 270): وفيه علي بن زيد بن جدعان، مختلف فيه.

ص: 258