الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد روى الإمام أحمد بإسناد جيد، والطَّبراني في "معجمه الكبير"، و"الأوسط"، وابن حبان في "صحيحه": أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذكر الصَّلاة يوما فقالَ: "مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَت لَهُ نُوْرًا وبُرهَاناً وَنَجَاةً يَوْمَ القِيَامَةِ، ومَن لَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا لَمْ يَكُنْ لَهُ نُورٌ وَلا بُرْهَانٌ وَلا نَجَاةٌ، وَكَانَ يَومَ القِيَامَةِ مَعَ قَارُونَ، وَفِرعَونَ وَهَامَانَ، وَأُبَىِّ بْنِ خَلَفٍ"(1).
وهو أحد الأحاديث التي احتج بها من يقول: إن ترك الصَّلاة كفر مطلقاً؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أخبر أنه يوم القيامة مع هؤلاء الكفار.
وهذا الحديث، ونحوه محمول عند الجمهور على من تركها جحوداً لوجوبها.
2 - ومن قبائح فرعون وقومه، وأخلاقهم: الجهل بالله تعالى
.
وهو حال سائر الأمم المكذبين، ولكن لم يظهر من الجهل من أحد ما ظهر من فرعون من قوله:{وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23]؟
ومن ثم استعاذ موسى عليه السلام من الجهل لمَّا قال له بنو إسرائيل: {أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67].
وقد كان وصفهم بالجهل سبب تقليد فرعون في عبادة الأصنام حين تذكروا ما كانوا عليه من عبادتها، وقد مروا على قوم من العمالقة
= وحسبك أن تقف هنا على كلامه الذي نُقل، لتعرف بُعْلَه عن الصواب، وتكلف المصنف لتأويله.
(1)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 169)، والطبراني في "المعجم الأوسط"(1767)، وابن حبان في "صحيحه"(1467) عن عبد الله بن عمرو.
يعبدونها كما قصه الله تعالى عنهم بقوله: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} ؛ أي: بعد غرق فرعون.
فاستعاذ موسى من الجهل لما رأى شؤمه في فرعون، ثمَّ في بني إسرائيل، وكذلك استعاذ من الجهل نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، والاستعاذة منه من أهم الأمور.
وروى أبو داود بإسناد صحيح، عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: ما خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بيتي إلَّا رفعَ طَرْفَه إلى السَّماءِ فقالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّيْ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلُ عَلَيَّ". رواه الترمذي وصححه، ولفظه: كانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا خرجَ مِن بيتِهِ قالَ: "بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
…
" إلى آخره (1).
ورواه الإمام أحمد، والنَّسائي، وابن ماجه، والحاكم وصححه، ولفظهم: كان إذا خرج من بيته قال: "بِسْمِ اللهِ، رَبِّ أَعُوْذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَزِلَّ، أَوْ أَضِلَّ، أَوْ أُظلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ، أو يُجْهَلَ عَلَيَّ"(2).
(1) رواه أبو داود (5094)، والترمذي (3427) وصححه.
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(6/ 321)، والنسائي (5486)، وابن ماجه (3884)، والحاكم في "المستدرك"(1907).