الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - فمنها - وهو أعظمها -: الكفر
.
وهذا متظافرة عليه نصوص القرآن العظيم، ومنقول بالتواتر عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وقد نص العلماء على أنَّ من شكَّ في كفر اليهود والنصارى فهو كافر مهدر الدم، ولا ينفع اليهود ولا النصارى ولا غيرهما ممن يتدين بدين غير دين الإسلام عمل ولا اجتهاد، ولا حسن خلق ولا بِرٌّ حتى يؤمن بوحدانية الله تعالى، ويصدق محمداً صلى الله عليه وسلم فيما جاء به.
قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَلا يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَاّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ". رواه الإمام أحمد، ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1).
وفي "صحيح البخاري"، وغيره عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: أنه قال في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 103 - 105]؛ قال: هم اليهود والنصارى (2).
وروى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله تعالى عنه
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 317)، ومسلم (153).
(2)
رواه البخاري (4451).
في الآية قال: هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في السواري (1).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"، والحاكم عن أبي عمران الجوني قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه براهب فوقف، ونودي الراهب فقيل له: هذا أمير المؤمنين، فاطَّلَع فإذا إنسان به من الضر والاجتهاد وترك الدنيا، فلما رآه عمر بكى، فقيل له: إنَّه نصراني.
فقال عمر رضي الله تعالى عنه: قد علمت، ولكنْ رَحِمْتُهُ، وذكرت قول الله تعالى:{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً} [الغاشية: 3 - 4]، فَرَحِمْتُ نَصَبَه واجتهاده وهو في النار (2).
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في قوله: {خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ} [الغاشية: 2 - 3] قال: اليهود والنصارى؛ تخشع ولا ينفعها عملها (3).
وعلم من كلام عمر وابن عباس رضي الله تعالى عنهم أن خشوعها وعملها ونصبها الموصوفة به كانت في الدنيا، إلا أنها لا تنتفع به في الآخرة.
(1) ورواه البخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 172)، والطبري في "التفسير"(16/ 32).
(2)
ورواه عبد الرزاق في "المصنف"(3/ 368).
(3)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3420).