الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تقدم حديث النهي عن الأغلوطات، وهي معضلات المسائل.
وفي "الصحيحين": عن المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُم عُقُوْقَ الأُمهَاتِ، وَوَأدَ البَنَاتِ، وَمَنْعًا وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُم قِيْلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ"(1).
38 - ومنها: اقتناء الكتب، وحملها، وجمعها والاهتمام بتحسينها وتَحْلِيَتِها، والمغالاة فيها
.
وهو في ذلك عارٍ مما فيها، أجنبي منه، غير متضلع من علومها، أو تعلمها وتعليمها، مُعْرِضٌ عن العمل بها، ومخالف لما فيها.
وعلى ذلك حمل قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} [الجمعة: 5].
وهذه الآية في اليهود كما رواه عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس، ولم يخالفه في ذلك غيره (2).
وقوله: {يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]، قال مجاهد: كتباً لا يعلم ما فيها، ولا يعقلها.
وقال الضحاك: كتباً لا يدري ما فيها، ولا يدري ما هي.
فضرب الله تعالى بهذه الآية معنى المثل لتتعظ هذه الأمة؛ أي:
(1) رواه البخاري (2277)، ومسلم (593).
(2)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (8/ 153).