الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء: 111](1).
وفي "مسند الإمام أحمد" عن معاذ بن أنس [رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آية العز؛ {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} الآية كلها (2).
وروى ابن السني] (3) عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: كان الغلام إذا أفصح من بني عبد المطلب علَّمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبع مرات: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} [الإسراء: 111](4).
والحكمة في ذلك تمرين الولد على اعتقاد التوحيد، ونفي الولد والشريك والولي من الذل عن الله المجيد؛ فاعلم!
3 - ومن كفر اليهود لعنة الله عليهم: نسبة الله تعالى إلى الظلم، وإلى الفقر، وإلى البخل
.
قال الله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ
(1) رواه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(ص: 208)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 30).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 439). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 318).
(3)
ما بين معكوفتين من "ت".
(4)
رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة"(ص: 374). قال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(2/ 296): ورواه ابن أبي شيبة وعبد الرزاق معضلاً عن عمرو بن شعيب ليس فيه عن أبيه عن جده.
أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا} [آل عمران: 181]. وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64].
قال مجاهد: لما نزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] قالت اليهود: إنَّ الله فقير ونحن أغنياء. ذكره الثعلبي (1).
وروى ابن أبي حاتم، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: دخل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه بيت المدارس، فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له: فنحاص، فقال فنحاص: ما بنا إلى الله من فقر، وأنه إلينا لفقير؛ فلو كان غنياً ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم.
فغضب أبو بكر فضرب وجهه، فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انظر يا محمد ما صنع صاحبك بي.
فقال: "ما حَمَلَكَ يا أَبا بَكْرٍ عَلى ما صَنَعْتَ؟ "
فقال: يا رسول الله! قال قولاً عظيماً؛ يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء.
فجحد فنحاص، فأنزل الله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا} [آل عمران: 181] فكانت الآية تصديقاً لأبي بكر (2).
(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(3/ 222).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(3/ 829)، وكذا الطبري في "التفسير"(4/ 194).
وروى الطبراني - ورواته ثقات - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجل من اليهود يقال له: الشاس بن قيس: إن ربك بخيل لا ينفق، فأنزل الله تعالى:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ} [المائدة: 64] الآية (1).
وروى أبو الشيخ، وغيره عن عكرمة: أن قائل هذا فنحاص بن عازوراء وأصحابه، وكان لهم أموال، فلما كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم قَلَّ مالهم، فقالوا: إن الله بخيل، ويد الله مقبوضة عنا في العطاء (2).
وروى الديلمي عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"إِنَّ يَحْيَى بنَ زَكَرِيَّا عليهما السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ: يَارَبِّ! اِجْعَلْنِي مِمَّنْ لا يَقَعَ النَّاسُ فِيْهِ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا يَحْيَى! هَذَا شَيْءٌ لَمْ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي، كَيْفَ أَجْعَلُهُ لَكَ؟ اِقْرَأْ فِي المُحْكَمِ تَجِدْ فِيْهِ: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ} [التوبة: 30] ، وقالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64] ، وقالوا وقالوا"(3).
وقوله: "اقرأ في المحكم" يحتمل أن يكون من قول الله تعالى ليحيى عليه السلام، وعليه: فيكون هذه الأقوال تقدمت عنهم من أسلافهم قديماً، ثم تكلم بها أخلافهم.
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(12497). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/ 17): رجاله ثقات.
(2)
رواه نحوه الطبري في "التفسير"(6/ 300). وانظر: "تفسير القرطبي"(6/ 238).
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 113).
ويحتمل أن يكون من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأنس، أو من قول أنس للراوي عنه.
وفي الحديث: "إِنَّ مَنْ طَلَبَ السَّلامَةَ مِنْ ألْسِنَةِ النَّاسِ فَقَدْ طَلَبَ مَا لا يَكُوْنُ".
وفي "حلية أبي نعيم": عن وهب قال: قال موسى عليه السلام: يا رب! احبس عني كلام الناس، فقال الله عز وجل: لو فعلت هذا بأحد لفعلته بنفسي (1).
وعن جعفر بن محمد قال: إذا بلغك عن أخيك شيء يسوؤك فلا تغتم؛ فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم تعملها.
قال: وقال موسى عليه السلام: يارب! أسألك أن لا يذكرني أحد إلا بخير.
قال: ما فعلت ذلك لنفسي (2).
وقلت: [من السريع]
تُرِيْدُ أَنْ تَسْلَمَ فِي هَذِهِ الـ
…
ـدُّنْيا بِلا قَوْلٍ مِنَ النَّاسِ
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 42).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(3/ 198).
وَهُمْ لَقَدْ قالُوا عَلى اللهِ ما
…
قالُوا فَكُنْ مِنْ ذا عَلى يَاسِ
وقلت مستوفياً لمعاني هذه الآثار: [من السريع]
تُرِيْدُ أَنْ تَسْلَمَ مِنْ أَلسُنٍ
…
تَوَدُّ ما قَدْ قِيلَ لَوْ لَمْ يُقَلْ
وَذَلِكَ الأَمْرُ الَّذِي رَبُّنا
…
لِنَفْسِهِ سُبْحانَهُ ما فَعَل
فَاصْبِرْ عَلى أَقْوالِ هَذا الْوَرَى
…
تَنَلْ مِنَ الْخَيْرِ جَزِيْلَ النَّفَلْ
إِنْ قِيْلَ ما فِيْكَ فَقَدْ عُجِّلَتَ
…
عُقُوْبَةُ الذَّنْبِ الَّذِي قَدْ حَصَلْ
أَوْ غَيْرَ ما فِيْكَ تَفُزْ بِالَّذِي
…
لَمْ تَأْتِهِ مِنْ حَسَناتِ الْعَمَلْ
وقلت قديماً: [من السريع]
مَنْ رامَ أَنْ يُكْفَى كَلامَ الْوَرَى
…
فَإِنَّهُ حاوَلَ ما لا يَكُوْنْ
قَدْ قالَ أَهْلُ الْكُفْرِ فِي رَبِّهِمْ
…
ما عَنْهُ قَدْ نزَّهَهُ الْمُؤْمِنُونْ