الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"لا طَاعَةَ لِلْعَبْدِ فِي مَعْصِيَةِ الخَالِقِ"(1).
14 - ومنها: السجود للأحبار والرهبان والملوك تكريماً وتعظيماً
.
وهو حرام كما سبق، فإن قصد به العبادة كان كفراً.
قال بعض المفسرين في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]: إنهم كانوا يسجدون لهم.
وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى:{وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا} [آل عمران: 64] قال: سجود بعضهم لبعض (2).
وروى أبو داود، والحاكم وصححه، عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فقلت: رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له.
قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان، فأنت يا رسول الله أحق أن يسجد لك.
قال: "أَرَأَيْتَ إِنْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ؟ "
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 66)، والحاكم في "المستدرك"(5870).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(3/ 304)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(2/ 670).
قلت: لا.
قال: "فَلا تَفْعَلُوا؛ لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّساءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِن لِمَا جَعَلَ اللهُ عَلَيْهِنَّ مِنَ الحَقِّ"(1).
وروى البزار بإسناد صحيح، عن معاذ رضي الله تعالى عنه: أنه أتى الشام فرأى النصارى يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، ورأى اليهود يسجدون لأحبارهم ورهبانهم وفقهائهم، فقال: لأي شيء تفعلون هذا؟
قالوا: هذه تحية الأنبياء.
قلنا: فنحن أحق أن نصنع بنبينا صلى الله عليه وسلم.
فلمَّا قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سجد له، فقال:"ما هَذا يا مُعاذُ؟ "
قال: إني أتيت الشام فرأيت النصارى يسجدون لأساقفتهم وقسِّيسيهم ورهبانهم وبطارقتهم، ورأيت اليهود يسجدون لأحبارهم وفقهائهم وعلمائهم، فقلت: ولأي شيء تصنعون هذا، أو تفعلون هذا؟
قالوا: هذه تحية الأنبياء.
قلت: فنحن أحق أن نصنع بنبينا.
فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُمْ كَذَبُوا عَلَى أَنْبِيَائِهِم كَمَا حَرَّفُوا كِتَابَهُم، لَو أَمَرْتُ أَحَدًا يَسْجُدُ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ، وَلا تَجِدُ امْرَأَةً حَلاوَةَ الإِيْمَانِ حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا وَلَو سَأَلَهَا
(1) رواه أبو داود (2140)، والحاكم في "المستدرك"(2763).
نَفْسَهَا وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ" (1).
وروى البزار، والطبراني هذا الحديث بنحو هذا اللفظ عن صهيب رضي الله تعالى عنه، فذكر قصة معاذ رضي الله تعالى عنه (2).
وفي معنى السجود: الانحناء كالركوع.
وقد نقل الحافظ زين الدين العراقي الإجماع على تحريمهما كما تقدم.
وروى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه قال: قلنا: يا رسول الله! أَيَنحَني بعضُنَا لبعضٍ؟
قال: "لا".
قلنا: أيعانق بعضنا بعضاً؟
قال: "لا" وَلَكِنْ تَصَافَحُوا" (3).
وروى الترمذي بنحوه، وصححه (4).
(1) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 309): رواه بتمامه البزار، وأحمد باختصار، ورجاله رجال الصحيح.
وكذا رواه ابن ماجه (1853).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7294). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(4/ 310): رواه البزار والطبراني، وفيه النهاس بن فهم، وهو ضعيف.
(3)
رواه ابن ماجه (3702)، وكذا الإمام أحمد في "المسند"(3/ 198).
(4)
رواه الترمذي (2728) وحسنه.