الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمؤمنون يقولونه لعلمهم بالله تعالى، انتهى ملخصاً (1).
وقد روى عبد الرزاق، والمفسرون، وصححه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له: إن ناساً يقولون: ليس الشر بقدر؟
فقال ابن عباس: بيننا وبين أهل القدر هذه الآية: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا} إلى قوله: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 148 - 149].
قال ابن عباس: والعَجْزُ والكَيْسُ من القدر (2).
وهذا الذي ذكرناه هنا من أهم ما ينبغي لكل مؤمن أن يحققه في زماننا هذا؛ فإن المحتجين بالقدر المجادلين بالمشيئة من غير معرفة بالله تعالى أكثر الناس في هذه الأعصار.
12 - ومنها: التحليل والتحريم بمجرد الرأي من غير دليل واتباع الأكابر في ذلك
.
قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64].
ومعنى: {وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا} [آل عمران: 64]: لا يتبعه
(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(4/ 202).
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(20073)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1412).
في تحليل شيء أو تحريمه من غير دليل شرعي.
قال ابن جريج في الآية: لا يطيع بعضنا بعضاً في معصية الله.
قال: ويقال: إن تلك الربوبية أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة - وإن لم يصلوا لهم -. رواه ابن جرير، وابن المنذر (1).
وقال تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31].
روى الترمذي وحسنه، وغيره عن عدي بن حاتم رضي الله تعالى عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب، فقال:"يَا عَدِي! اِطْرَحْ عَنْكَ هَنا الوَثَنَ".
قال: وسمعته يقرأ في براءة: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31].
قال: "أَما إِنَّهم ما كانُوا يَعْبُدُونهم وَلَكِنَّهُم كانُوا إِذا حَلَّلُوا شَيْئاً اسْتَحَلُّوهُ وَإِذا حَرَّمُوا شَيْئا حَرَّمُوهُ"(2).
وذكر الثعلبي عن الربيع قال: قلت لأبي العالية: كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل؟
قال: كانت الربوبية أنهم وجدوا في كتاب الله عز وجل ما أُمِروا به
(1) رواه الطبري في "التفسير"(3/ 304).
(2)
رواه الترمذي (3095) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، وغطيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث.