الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِنْ قُلْتَ لِمَنْ يَلُوطُ يَوْمًا هَلا
…
كُنْتُمْ مِمَّنْ يُراقِبُونَ الإلَاّ
عَنْ ذاكَ غِنًى بِفِعْلِ ما قَدْ حَلَاّ
…
ما كانَ جَوابَ قَوْمِ لُوطٍ إِلَاّ
7 - ومنها: قطع الطريق، والظلم، وتغريم المال بغير حق، والإكراه على الفاحشة، والحكم بالباطل، وإلزام من دعي إلى فاحشة أن يجيب داعيه إليها
.
قال الله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ} [العنكبوت: 28، 29].
قال البيضاوي: تتعرضون للسابلة بالقتل وأخذ المال، أو بالفاحشة حتى انقطعت الطريق، أو تقطعون سبيل النسل بالإعراض عن الحرث، وإتيان ما ليس بحرث، انتهى (1).
وروى الثعلبي عن معاوية رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن قوم لوط كانوا يجلسون في مجالسهم وعند كل رجل منهم قصعة فيها حصى، فإذا مر بهم عابر سبيل حذفوه، فأيهم أصابه كان أولى به، وذلك قوله تعالى:{وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29](2).
وقوله: كان أولى به؛ أي: كان أولى بنكاحه وتغريمه من غيره عندهم، فأي رجل منهم أصاب غريبًا أخذه وغرَّمه ثلاث دراهم، ثم
(1) انظر: "تفسير البيضاوي"(4/ 314).
(2)
رواه الثعلبي في "التفسير"(7/ 277).
نكحه، فإن امتنع هو عَليه أو خاصمه فيه أحدٌ قضى قاضيهم به لمن أصابه حصاه، ولذلك قيل في المثل: أظلم أو أجور من قاضي سدوم (1). نقله الوالد رحمه الله تعالى في "تفسيره".
فاعلم أن زمانك مشحون بمن يتشبه بقوم لوط من ظلمة الأجناد في الإكراه على اللواط، واسترقاق الأحرار، وربما تنازع جنديان أو سكمانيان في غلام حر يقضى به لأحدهما، وربما حكم بالولد لغير والده، حتى إن الشرع ربما عجز عن انتقاذ غلام ممن يستولي عليه منهم، وعن دفع صولته عنه، وهل هذا إلا إرقاق أو استرقاق للأحرار، واقتحام في النار.
وكذلك من يلجئ مملوكه إلى طاعته في ذلك فإنه مقتحم في النار، هالك مستهلك، فإن اعتقد حل ذلك فإنه كافر، وكذا لو تأول عليه قوله تعالى:{أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 3] يكفر كما نص عليه الشيخ كمال الدين بن الزملكاني في كتاب "الرد على ابن تيمية".
وما أحق من يفعل هذه الخبائث بالوعيد في قوله تعالى: {وَمَا هِىَ} حجارة قوم لوط {مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 83].
وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية، فقال: يعني: ظالمي أمتك؛ ما من ظالم منهم إلا وهو يعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة. ذكره البيضاوي، وغيره (2).
(1) انظر: "مجمع الأمثال" للميداني (1/ 190).
(2)
انظر: "تفسير البيضاوي"(3/ 251)، و"تفسير الثعلبي"(5/ 184).