الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وبذلك وصف الله تعالى بني إسرائيل فقال: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: 5].
وروى ابن أبي شيبة عن ابن سيرين رحمه الله تعالى: أنَّ رجلاً أتاه فقال: إنَّ عندي غلاماً لي أريد بيعه، قد أُعطيت به ستمئة درهم، وقد أعطاني به الخوارج ثمانمئة درهم، أفأبيعه منهم؟
قال: كنت بايِعَهُ من يهودي أو نصراني؟
قال: لا.
قال: فلا تبعه منهم (1).
*
فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:
روى اللالكائي عن أبي العباس الأصم رحمه الله تعالى قال: كان خارجيان طافا بالبيت، فقال أحدهما لصاحبه: لا يدخل الجنة من هذا الخَلْق غيري وغيرك.
فقال له صاحبه: جنة عرضها كعرض السموات والأرض بنيت لي ولك؟
فقال: نعم.
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(37941).
قال: هي لك، وترك رأيه (1).
وأما الروافض فروى اللالكائي عن الشعبي رحمه الله تعالى أنه قال: احذروا المُضلة، وشرها الروافض؛ إن منهم يهود يغمسون الإسلام ليتجاوزوا ضلالتهم كما يغمس طولس بن شاول ملك اليهود، لم يدخلوا الإسلام رغبة ولا رهبة من الله تعالى، ولكن مقتاً لأهل الإسلام، وطعناً عليهم، فأحرقهم علي بن أبي طالب بالنار، ونفاهم من البلدان؛ منهم عبد الله بن سبأ نفاه إلى ساباط، وعبد الله بن شباب نفاه إلى حازر، وأبو الكروش وابنه.
وذلك أن محنة الرافضة محنة اليهود:
قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة: لا يصلح الملك إلا في آل علي.
وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الدجال أو ينزل عيسى من السماء، وقالت الرافضة: لا جهاد حتى يخرج المهدي، ثم يُنادي مناد من السماء.
واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتى تشتبك النجوم، وكذلك الرافضة.
والحديث عن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَى تَشْتَبِكَ النُّجُوْمُ"(2).
(1) رواه اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة"(7/ 1234).
(2)
رواه أبو داود (418) عن أبي أيوب رضي الله عنه. وحسن النووي إسناده في "المجموع"(3/ 38).
واليهود يحولون عن القبلة شيئاً، وكذلك الرافضة.
واليهود تسدل أثوابها، وكذلك الرافضة.
ومرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد سدل ثوبه فضمه عليه.
واليهود حرفوا التوراة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن.
واليهود يستحلون دم كل مسلم، وكذلك الرافضة.
واليهود لا يرون الطلاق ثلاثاً شيئاً، وكذلك الرافضة.
واليهود لا يرون على النساء عدة، وكذلك الرافضة.
واليهود يبغضون جبريل عليه السلام، ويقولون: هو عدونا من الملائكة، وكذلك صنف من الرافضة يقولون: غلط بالوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
قال: وفضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلتين:
سُئِلت اليهود: من خير أهل أمتكم؟
قالوا: أصحاب موسى عليه السلام.
وسُئِلت النصارى: من خير أهل ملتكم؟
قالوا: حواري عيسى عليه السلام.
وسُئِلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟
قالوا: حواري محمد صلى الله عليه وسلم.
أُمروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم، فالسيف مسلول عليهم إلى يوم