المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - منها: الكفر بالله تعالى - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٧

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌(6) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِالرَّهْطِ التَّسْعَةِ مِنْ ثَمُودَ

- ‌1 - فمنها: المكر والفتك

- ‌2 - ومنها: قرض الدينار والدرهم، وكسرهما

- ‌3 - ومنها: اتباع عورات الناس، وتقصُّد فضيحتهم

- ‌4 - ومنها: التعاون على الإثم، وخصوصاً على قتل المؤمن، والتحاض على ذلك، والتحالف عليه

- ‌5 - ومنها: العزم على القتل، والحلف عليه، والعزم على الكذب والجحود، والحلف عليهما

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌(7) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِنَمْرُودَ وَقَوْمِهِ

- ‌1 - فمنها: لباس ما هو من زي النساء من التاج المتخذ من الحرير المكلل بالدر والياقوت وغير ذلك، ومن الأردية والأقبية المتخذة من ذلك مما يحرم على الرجال

- ‌2 - ومنها: الدعوة إلى عبادة النفس، وإعطائها فوق حقها

- ‌3 - ومن أخلاق نمرود: التجبر - وهو التكبر - وقهر الغير، والاستيلاء عليه، أو على ماله، أو عرضه

- ‌4 - ومن أعمال نمرود وقومه ما لم يرد الشرع به من العقوبات، وخصوصًا لمن لا يستحق عقوبة، والمُثلة، وتعذيب الناس في غير قصاص ولا تأديب مأذون فيه

- ‌5 - ومنها: أخذ الرجل بذنب غيره

- ‌6 - ومنها: اتخاذ الشرط والجلاوزة، ومن يأخذ الناس ويروعهم

- ‌7 - ومنها: التنجيم والتكهن، وتصديق المنجم والكاهِن

- ‌8 - ومنها: منع أحد الزوجين عن الآخر خشية حصول الولد

- ‌9 - ومنها: قتل الأطفال، والأمر بقتلهم

- ‌10 - ومنها: القتل من حيث هو، والأمر به ما لم يكن قصاصاً ولا حداً

- ‌11 - ومنها: عبادة الكوكب، واعتقاد أنهَا مؤثرة، وأنها تضر وتنفع

- ‌12 - ومنها: اتخاذ الأصنام، وعبادتها

- ‌13 - ومنها: اعتقاد أن الحذر يدفع القدر

- ‌14 - ومنها: الفرار من الطاعون مع أنه لا يرد شيئًا من قدر الله تعالى

- ‌15 - ومن قبائح قوم نمرود: تسمية الحق والعدل ظلماً في قولهم: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59)} [الأنبياء: 59]

- ‌16 - ومنها: حضور من يضرب، أو يقتل، أو يهان ظلماً حيث قالوا: {فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)} [الأنبياء: 61] كما تقدم عن ابن إسحاق

- ‌17 - ومن أعمال النماردة: الردة وجحود الحق بعد الاعتراف به

- ‌18 - ومنها: العقوبة بحرق النار

- ‌19 - ومنها: الإشارة بالأمر من غير رَوِيَّة ولا تأمُّل، والإشارة بالسوء وبما لا يحل فعله

- ‌20 - ومنها: التقليد لغير من هو قدوة، وضعف الرأي

- ‌21 - ومنها: الجهل، والحيرة، والحماقة

- ‌22 - ومنها: الاحتكار

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌23 - ومنها: السجود لغير الله تعالى

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌(8) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِقَومِ لُوطٍ عليه السلام

- ‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

- ‌ فائِدَةٌ زائِدَةٌ وَتنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌2 - ومن أخلاق قوم لوط: البخل بالحقوق الواجبة، ومنع أبناء السبيل حقوقهم، وترك الصدقة

- ‌3 - ومنها: النكاية باللواط، والسطوة بالأعراض

- ‌4 - ومن أعمال قوم لوط القبيحة، ودأبهم الخبيث:

- ‌5 - ومنها: التجاهر باللواط فعلاً أو حكاية

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌6 - ومنها: تعييب وتعيير من يتحرج عن إتيان الذكران، وشتمه بالإعراض عن الصبيان إلى النسوان، واستقلال عقله واستضعاف رأيه

- ‌7 - ومنها: قطع الطريق، والظلم، وتغريم المال بغير حق، والإكراه على الفاحشة، والحكم بالباطل، وإلزام من دعي إلى فاحشة أن يجيب داعيه إليها

- ‌8 - ومن أعمال قوم لوط: إتيان المرأة في دبرها

- ‌9 - ومن أعمال قوم لوط: إتيان المرأة المرأة

- ‌10 - ومن أعمال قوم لوط:

- ‌11 - ومن أخلاق قوم لوط وأعمالهم: النميمة، وبها هلكت امرأة لوط

- ‌12 - ومنها: إقرار المنكر، وترك النهي عنه وترك الأمر بالمعروف، بل كانوا ينهون عنه ويأمرون بالمنكر

- ‌(9) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِقَومِ شُعَيبٍ عليه السلام

- ‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

- ‌2 - ومنها: كفران النعم

- ‌3 - ومنها: الخيانة في المكيال والميزان - وهو من الكبائر - ومثله الخيانة في الذَّرْع، ونحوه

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌4 - ومن أعمال قوم شعيب عليه السلام: البخس

- ‌5 - ومنها: الإفساد في الأرض

- ‌6 - ومنها - وهو من جنس ما قبله -: قطع الطريق

- ‌7 - ومنها: الجلوس في طرقات المسلمين ومَمارِّهم بقصد أذيتهم

- ‌8 - ومنها: المكس، وأخذ العشور التي لم يأت بها الشرع

- ‌9 - ومن أعمال قوم شعيب: تلقي الركبان للبيع، وتغرير الجلابين والغرباء

- ‌10 - ومنها: قرض الدرهم والدينار، وكسرها بغير غرض صحيح

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌11 - ومنها: السخرية والاستهزاء بالمؤمنين، وبالمصلين وحَمَلة القرآن، وأهل العلم، والتهكُّم عليهم، والتكبر عليهم، واحتقارهم

- ‌12 - ومنها: التعيير بالأمراض ونحوها من بلاء الله تعالى إذا مسَّ المؤمن تمحيصاً لذنوبه يعده الفاجر عيباً للمؤمن ونقصاً، وكذلك التعيير بالفقر وقلة الشر

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ ثانٍ:

- ‌ تنبِيْهٌ ثالِثٌ:

- ‌(10) بَابُ النَّهْيِ عَنِ التَّشَبُّهِ بِفِرْعَونَ وَقَوْمِهِ

- ‌1 - الكفر بالله تعالى، وعبادة ما سواه، ودعوى الألوهيَّة والربوبية

- ‌2 - ومن قبائح فرعون وقومه، وأخلاقهم: الجهل بالله تعالى

- ‌3 - ومن قبائحه: التجسيم، واعتقاد الجهة كما يُفْهِمه قوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 23]

- ‌4 - ومنها: ترك الصَّلاة والسجود لله تعالى، بل ترك الطَّاعة في سائر الأمور

- ‌5 - ومنها: التكبر، والتعاظم، والتجبر، والتعمق في الأمور، والبغي

- ‌6 - ومنها: الإسراف

- ‌7 - ومنها: تسخير النَّاس، واستخدامهم إجباراً

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌8 - ومن أعمال فرعون وقومه: اتخاذ الشُّرَط لتسخير الناس وتعذيبهم

- ‌9 - ومنها: الظلم، والإفساد في الأرض

- ‌10 - ومنها: القتل، والعزم عليه، والتمثيل بالمقتول بالصلب، وبقطع الأيدي والأرجل بغير حق، والربط بالأوتاد، وغير ذلك

- ‌11 - ومن أعمال فرعون وقومه: السحر، والأمر بتعلُّمِه وتعليمِه، والعمل به

- ‌12 - ومن أخلاق فرعون وقومه: الكهانة، وتصديق الكهان والمنجمين

- ‌13 - ومنها: التطير

- ‌14 - ومنها: معاداة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، والوقيعة فيهم، وعيبهم، والاستهانة بهم، وتعييرهم بما في البدن من عاهة ونحوها

- ‌ تنبِيهٌ:

- ‌15 - ومن أخلاق فرعون قبحه الله تعالى: النظر إلى عيب غيره، والغفلة عن عيب نفسه

- ‌16 - ومنها: إطالة الأمل، وإنكار البعث والنشور

- ‌17 - ومنها - وهو من جنس ما قبله -: إطالة البنيان، وإحكامه، وتجصيصه

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌18 - ومن أخلاق فرعون وقومه: حب الدنيا، والاغترار بها

- ‌19 - ومنها: الاعتزاز بالملك، والاغترار به، والاعتماد عليه والثقة به، أو بشيء من الدنيا

- ‌20 - ومنها: الاعتزاز بالقوة والجلَدِ، والعافية وصحة الجسد

- ‌21 - ومنها: الخضاب بالسواد في الرأس واللحية

- ‌22 - ومنها: اللعب بالحَمَام الطيَّارة

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌23 - ومنها: كما ذكره ابن الحاج في "المدخل" عن أهل

- ‌24 - ومنها: اللعب على الحبال بالمشي عليها

- ‌25 - ومنها: التَّلهِّي بسائر الملاهي، ونسيان ذكر الله في حالة الرخاء

- ‌26 - ومن أخلاق فرعون وقومه: كفران نعم الله تعالى، وهو أشدهم كفرانا

- ‌27 - ومنها: نكث العهود، وعدم الوفاء بالنذر

- ‌28 - ومن أخلاق فرعون: الْمَنُّ بما تقدم من الإحسان

- ‌29 - ومن أخلاق فرعون وقومه: الأشر، والبطر، والعجب

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌30 - ومن أعمال فرعون وقومه: منع الناس من الصلاة في المساجد

- ‌31 - ومنها: الغفلة عن ذكر الله تعالى، وعن آياته، وترك التَّفكر فيها

- ‌32 - ومنها: الإصرار على المعاصي، وعدم الاتعاظ بآيات الله

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرَى:

- ‌ فائِدَةٌ أخرى ثالِثةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ سادِسَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ سابِعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثامِنةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ تاسعَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ عاشِرَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ حادِيَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ ثانِيَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةَ عَشْرةَ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةَ عَشْرةَ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌(11) بَابُ النَّهْي عَنِ التَّشَبَّهِ بِأَهْلِ الكِتَابِ

- ‌1 - فمنها - وهو أعظمها -: الكفر

- ‌2 - ومنها - وهو داخل فيما قبله -: التجسيم، والحلول، والإلحاد، والتشبيه

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ أُخْرى:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌3 - ومن كفر اليهود لعنة الله عليهم: نسبة الله تعالى إلى الظلم، وإلى الفقر، وإلى البخل

- ‌4 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: إنكار القدر، والتنازع فيه

- ‌5 - ومنها: الاحتجاج بالمشيئة والقدر في الاعتذار عن البخل

- ‌6 - ومنها: الإرجاء

- ‌7 - ومنها: ترك السنة شيئاً فشيئاً، والابتداع في الدين

- ‌8 - ومنها: الإيغال في البغض كالخوارج، وفي الحب كالروافض

- ‌ فائِدَةٌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌9 - ومن قبائح اليهود والنصارى: إنكار البعث على ما جاء به الشرع

- ‌10 - ومنها: التكذيب برؤية الله تعالى في الآخرة، وطلبها في الدنيا شكاً واستبعاداً

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌11 - ومنها: الاحتجاج بالقدر على المعصية

- ‌12 - ومنها: التحليل والتحريم بمجرد الرأي من غير دليل واتباع الأكابر في ذلك

- ‌ تَنْبِيهانِ:

- ‌13 - ومنها: طاعة الملوك والرؤساء في معصية الله تعالى، وإن كانوا يدَّعون العلم

- ‌14 - ومنها: السجود للأحبار والرهبان والملوك تكريماً وتعظيماً

- ‌15 - ومن أخلاق اليهود والنصارى: الاغترار بالله تعالى

- ‌16 - ومنها: ترويج باطلهم الذي كانوا عليه بانتسابهم إلى إبراهيم عليه السلام، وهو منهم بريء

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌17 - ومنها: الخوض فيما لا يعلمون، والدعاوى الفاسدة

- ‌18 - ومنها: الأعجاب بالرأي

- ‌19 - ومنها: دعوى محبة الله، وغيرها من الأحوال المنيفة

- ‌20 - ومنها: دعوى أن الله تعالى يحبهم ويواليهم، وأنهم أولياء

- ‌21 - ومنها: قولهم: سمعنا وعصينا

- ‌22 - ومنها: تذليل الناس، وفتنهم عن دينهم، وإرادة الكفر والفسق منهم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌23 - ومنها -وهو من جنس ما قبله-: لَبْس الحق بالباطل، وخلط الصدق بالكذب

- ‌24 - ومنها: الاستهزاء بالدين، وما اشتمل عليه من صلاة وأذان وغيرها

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌25 - ومنها: الدعاء على المسلمين

- ‌26 - ومن قبائح أهل الكتاب وأعمالهم: تبديل الكتاب وتحريفه، والكذب على الله تعالى

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌27 - منها: التقرب إلى قلوب الأراذل، ومسألة الناس وغيرهم

- ‌28 - ومنها: كتمان العلم عند الحاجة إليه

- ‌29 - ومنها: تفسير الكتاب بالرأي

- ‌30 - ومنها: الأخذ بالرأي مع وجود النص القائم، والقياسُ الفاسد والإفتاء بذلك

- ‌31 - ومنها: الجهل بالله تعالى، وبحقائق الأمور

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌32 - ومن أعمال اليهود والنصارى: خوض الإنسان فيما لا يعلم

- ‌33 - ومنها: تعلم العلم للدنيا، وأخذ العوض على العلم

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌ لَطِيْفَةٌ أُخْرى:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌34 - ومن أخلاق أهل الكتابين: ترك العمل بالعلم

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌35 - ومنها: التكبر بالعلم، ودعوى الاستغناء عن علم الغير

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌36 - ومنها: الاختلاف في الدين هوى، والجدال فيه، والابتداع

- ‌37 - ومنها: كثرة السؤال شكاً أو تشكيكاً، أو تعنتاً، أو امتحاناً

- ‌38 - ومنها: اقتناء الكتب، وحملها، وجمعها والاهتمام بتحسينها وتَحْلِيَتِها، والمغالاة فيها

- ‌39 - ومنها: أخذ العلم من الكتب، والاعتماد على الكتاب دون الرواية وحسن الروية

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌40 - ومن أعمال بني إسرائيل، ومن بعدهم: القصص

- ‌وإنما أنكر القصص من أنكره من السلف وذمَّه لأمور:

- ‌وهَذَا فَصْلٌ آخرُ في آدَابِ المُسْتَمِعِ لِتَتِمَّ الفَائِدَة

- ‌41 - ومن أعمال بني إسرائيل وأخلاقهم، بل سائر أهل الكتاب:

- ‌42 - ومن أعمال أهل الكتاب: ترك خصال الفطرة

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌43 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك خضاب اللحيَة والرأس

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌44 - ومن أخلاق اليهود، وربما شاركهم النصارى: تقذير الثياب، والأفنية، والساحات، وترك تنظيفها

- ‌45 - ومن أعمال اليهود والنَّصارى: لباس الزي المخصوص بهم كالغمار، والزنَّار فوق الثياب

- ‌46 - ومن أعمال اليهود: لباس المزعفر والمعصفر

- ‌47 - ومنها: الزهو والغلو

- ‌48 - ومنها: اتخاذ القبقاب، والنعال لغرض فاسد كالزهو، وتشوف المرأة للرجال كما سبق

- ‌49 - ومنها: وصل شعور النساء

- ‌50 - ومنها: القَزَع

- ‌51 - ومنها: ترك الاستتار عند الطَّهارة في الملأ، أو إبداء العورة في الناس مطلقًا

- ‌52 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك الوضوء للصَّلاة على أحد القولين: هل هو من خصائص هذه الأمة، أو لا

- ‌53 - ومنها: التَّحرج عن التيمم عند العجز عن الماء

- ‌54 - ومنها: إتيان الحائض كما يفعله النَّصارى، وهو من الكبائر

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌55 - ومنها: ترك الصلاة وإضاعتها

- ‌56 - ومنها: ترك صلاة العصر على الخصوص

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌57 - ومنها: ترك صلاة العشاء، والنَّوم في وقتها من غير أن يصليها، وكذلك الصُّبح

- ‌58 - ومنها: تأخير صلاة الفجر، وهو من فعل اليهود كما سبق، ومن فعل النَّصارى، وصلاة المغرب، وهو من فعل اليهود

- ‌59 - ومنها: الإعلام للصلاة بالبوق؛ وهو شأن اليهود، أو بالنّاقوس؛ وهو شأن النصارى

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌60 - ومن أعمال اليهود: الانحراف عن القبلة

- ‌61 - ومن أعمال أهل الكتاب: عدم إتمام الرُّكوع والسُّجود في الصَّلاة

- ‌62 - ومن أخلاق أهل الكتاب: ترك الصَّف في الصلاة

- ‌63 - ومن أعمال اليهود: اشتمال الصَّمَّاء في الصلاة

- ‌64 - ومنها: الصَّلاة في السراويل مجردًا عن غيره من الثياب

- ‌65 - ومنها: السَّدل

- ‌66 - ومنها: لبس التَّاج

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌67 - ومنها: التَّميل في الصلاة

- ‌68 - ومنها: الاختصار في الصَّلاة

- ‌69 - ومنها: قبض كف اليسرى أو رسغها باليد اليمنى من غير أن يقبض من الساعد شيئًا

- ‌70 - ومنها: تغميض العينين في الصَّلاة

- ‌71 - ومنها: السُّجود على طرف الجبين

- ‌72 - ومنها: الاعتماد على اليد في جلوس الصلاة لغير ضرورة

- ‌73 - ومنها: التكلم في الصَّلاة بالكلام الأجنبي

- ‌75 - ومنها: القيام إلى صلَاّة بعد الفراغ من أخرى من غير فصل بينهما

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌76 - ومنها: أنهم إذا قضوا صلاتهم لم يكن بأسرع من يقوموا فيدعوا

- ‌77 - ومنها: ترك تعظيم يوم الجمعة وليلتها، وترك صلاة الجمعة

- ‌78 - ومنها: ترك العمل يوم الجمعة

- ‌79 - ومنها: البيع والشِّراء، وسائر المعاملات يوم الجمعة بعد الأذان بين يدي الخطيب

- ‌80 - ومنها: الصلاة في المحاريب

- ‌81 - ومنها: وضع الستارة والحجاب على المذابح؛ أي: المحاريب، والمناسك؛ أي: المعابد

- ‌82 - ومنها: القراءة باللحون المُخْرِجة للفظ القرآن عن رونقه وحلاوته، وللقراءة عن التجويد

- ‌83 - ومنها: تَحْلِيَة المصاحف بالذَّهب والفضة وغيرهما، مع هجرها من التلاوة، وترك العمل بها

- ‌84 - ومنها: اتخاذ القبور مساجد، والبناء على القبور

- ‌85 - ومنها: تخريب المساجد، ومنع النَّاس من الصَّلاة والعبادة فيها، وتقذيرها، وتغيير صيغتها دارًا أو حانوتًا، أو غير ذلك

- ‌86 - ومنها: تشريف المساجد، وزخرفتها وهو مكروه

- ‌87 - ومن أعمال أهل الكتاب: خروج المرأة متبرجة بزينتها، وتبخترها بالمساجد وغيرها، وتمكين زوجها إياها من ذلك

- ‌88 - ومنها: اختلاط النساء بالرجال في جماعة الصلاة

- ‌89 - ومنها: إيثار زِي الرهبان، وترك التطيب والتنظف، ولبس الزينة المباحة لحضور المساجد، والمشاهد، وزيارة الإخوان لقادر عليها

- ‌90 - ومنها: تقديم الصبيان للإمامة

- ‌91 - ومنها: تزكية النفس

- ‌92 - ومن أعمال أهل الكتاب، وأخلاقهم: ترك تغطية وجوه موتاهم

- ‌93 - ومنها: اتِّباع الجنازة بمجمرةٍ أو نار

- ‌94 - ومنها: مشي الهُوينا

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌95 - ومنها: القيام للجنازة

- ‌96 - ومنها: إيثار الشق على اللحد للميت لغير ضرورة

- ‌97 - ومنها: وضع الميت في الناووس

- ‌98 - ومنها: أن اليهود والنَّصارى يجعلون طول القبر جنوبًا وشمالًا

- ‌99 - ومنها: رفع القبر عن الأرض أكثر من شبر، وتسنيمه

- ‌100 - ومنها: نبش القبور، وسرقة الأكفان

- ‌101 - ومنها: حبُّ الدُّنيا

- ‌102 - ومن أخلاق أهل الكتاب: المباهاة بالدنيا، والتكاثر بها

الفصل: ‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

عنكم، ففعلوا، واستحكم فيهم ذلك (1).

قال الحسن: وكانوا لا ينكحون إلا الغرباء (2).

وقال آخرون: إنما فعلوا ذلك لطلب اللذة وقضاء الشهوة.

وتقدم عن الكلبي: أن أول من فعل به ذلك إبليس قبحه الله حين أخصبت بلادهم، وكان لوط عليه السلام ينهاهم، ويؤنب عليهم، وهو دائمون على طغيانهم حتى أهلكهم الله تعالى؛ أمر جبريل عليه السلام فرفع مدائنهم حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب، ثم قلبها بهم، وأتبعوا بحجارة من سجيل منضود مسوَّمة.

وقد اشتملوا على خبائث:

‌1 - منها: الكفر بالله تعالى

.

- ومنها: عمل الفاحشة المشهورة عنهم؛ أعني: إتيان الذكور، وهي من أكبر الكبائر.

وحد فاعلها عند الشافعي رضي الله تعالى عنه كحد الزنا، وعلى المفعول به الجلد.

وقال مالك، وأحمد رضي الله تعالى عنهما: يرجم اللوطي؛ أُحْصِنَ، أم لا (3).

(1) انظر: "تفسير الثعلبي"(4/ 259).

(2)

انظر: "تفسير البغوي"(2/ 179).

(3)

انظر: "الأم" للشافعي (7/ 183)، و"مسائل الإمام أحمد" للمروزي (2/ 251)، و"الاستذكار" لابن عبد البر (7/ 494).

ص: 72

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ينظر أعلى شاهق في القرية فيلقى منه منكسًا، ثم يتبع بالحجارة (1).

وبه قال أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه (2).

ومهما أطلق عمل قوم لوط فالمراد به ذلك، كما في قوله صلى الله عليه وسلم:"مَلْعُوْنٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ" - ثلاثًا -. رواه الإمام أحمد، وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وصححه ابن حبان (3).

ولا ينبغي أن يراد به سائر أعمالهم الآتية؛ لأن منها ما هو حرام في شريعتنا.

ولم يسبق قوم لوط إلى هذه الفعلة أحد بنص القرآن العظيم.

وقال عمرو بن دينار رحمه الله تعالى: ما نزا ذكر على ذكر في الدنيا حتى كان قوم لوط. أخرجه ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا، والبيهقي، وغيرهم (4).

وهذا يدل على أنهم سبقوا البهائم التي سيأتي عنها أنها تعمل

(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(28337).

(2)

انظر: "المبسوط" للسرخسي (9/ 79)، و"حاشية ابن عابدين"(4/ 27).

(3)

رواه الإمام أحمد في "المسند"(1/ 317)، وابن حبان في "صحيحه"(4417)، وكذا الترمذي (1456).

(4)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5400)، وكذا الدارمي في "السنن"(1139)، والطبري في "التفسير"(8/ 234).

ص: 73

عمل قوم لوط كالخنزير، والحمار.

ولقائل أن يقول: إنما سبقوا إليها غيرهم من الناس أو من الثقلين كما يدل عليه قوله تعالى: {مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80)} [الأعراف: 80] لأن أحداً مخصوص بالعقلاء، وكذلك العالمون.

وذلك من البهائم وإن كان غير المعهود منها إنما يتعجب منه، ولا يطلب فيه الإنكار على سبيل التعييرة؛ لأنها غير مكلفة.

وذهب بعض الملاحدة إلى أن قوم لوط سُبقوا إلى ذلك - أي: من البشر - وهو ضلال ومصادمة للقرآن العظيم.

ولا يقال: إن إبليس سبقهم إلى ذلك حين دعاهم إلى نفسه كما نقلناه عن الكلبي، بل نقول: إن الذي في القرآن أنهم لم يسبقوا إلى ذلك من حيث الفاعلية لا من حيث المفعولية، فهم أول من فعل ذلك، وإبليس أول من فعل به ذلك، وأول ما فعلوا ذلك هم بإبليس لعنه الله وإياهم.

وأمَّا ما رواه أبو أحمد العسكري في كتاب "المواعظ والزواجر" عن خالد بن يزيد قال: سئل وهب بن منبه عن قوله عز وجل: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} [الكهف: 94]: ما فسادهم؟

قال: كانوا يلاوطون الناس (1).

(1) ذكره الزمخشري في "ربيع الأبرار"(1/ 220).

ص: 74

فهو محمول على أن يأجوج ومأجوج كانوا بعدهم، أو في زمانهم لما رواه أبو بكر بن مردويه عن عبيد بن عمير: أن ذا القرنين حج ماشياً، فسمع به إبراهيم عليه السلام، فتلقاه (1).

فهذا الأثر يدل على أنهم كانوا وقوم لوط في زمان واحد؛ فإن إبراهيم عليه السلام بقي زمانًا بعد هلاك قوم لوط.

ولا يَرِدُ على ذلك ما ذكر في الأثر مما يدل على أن يأجوج ومأجوج أمتان قديمتان لأنا نقول: إنهم - وإن تقدموا قوم لوط زمانًا - فإن هذا الفساد لم يكن منهم حتى فعله قوم لوط.

وعلى ما ذكره وهب في تفسير قوله تعالى حكاية عن القوم الذين وجدهم الإسكندر ذو القرنين: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)} [الكهف: 94]: هذه إشارة إلى أن من غلب عليه عمل قوم لوط إذا لم يهلكه الحد أو يصلحه فينبغي أن يُهجر، ويطرد، ويحبس عن مخالطة السالمين من ذلك لئلا يفسدهم؛ ألا ترى أن ذلك كان سبباً لسد ذي القرنين على يأجوج ومأجوج؟

ومن هنا قال إمامنا الشافعي رضي الله تعالى عنه بتعذيب اللوطي كالزاني.

(1) رواه الفاكهي في "أخبار مكة"(1/ 394)، وأبو الشيخ في "العظمة"(4/ 1479).

ص: 75

بل روى البيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: أول من اتهم بالأمر القبيح - يعني: عمل قوم لوط - اتهم به رجل على عهد عمر رضي الله تعالى عنه، فأمر عمر بعض شباب قريش أن لا يجالسوه (1).

وقيل: إن فساد يأجوج ومأجوج أنهم كانوا يأكلون الناس. أخرجه ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن حبيب الأوصابي (2).

وممَّا لم أجده منقولًا، وهو مما يتعين بيانه أنك إذا تأملت القرآن وجدته مصرحًا بذم الفاعلية؛ ألا ترى قوله تعالى:{وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81)} [الأعراف: 80، 81]؟

وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (164) أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)} [الشعراء: 160 - 166]؟

وقوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)} [النمل: 54، 55]؟

(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5393).

(2)

انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (5/ 459).

ص: 76

وقوله تعالى: {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29)} [العنكبوت: 28، 29]؟

فقد وقع التصريح في كتاب الله تعالى بذم الفاعلية، ولم يقع التصريح بذم المفعولية مع أنها أفحش لِوجوه:

أحدها: أن ذم المفعولية مفهوم بالأولوية؛ فإنه إذا ذم ذلك فاعلية والذكر محل الفاعلية من حيث عدول الفاعل عن المأتي المأذون له فيه فكيف بالمفعولية، والذكر ليس بمحل لها بالكلية؟

الثاني: أن الوجه فيه أنهم إنما كانوا يفعلونه بالغرباء لما سبق عن الحَسَن، ثم فشا فيهم حتى دعتهم الشهوة إلى فعل بعضهم ببعض.

الثالث: أن المفعولية - وإن كانت أقبح - إلا أن الفاعلية أسبق، وهي داعية للمفعولية، فإن اعتياد الذَّكَر أن يفعل به الفاحشة يؤدي به إلى مرض الأُبْنة، فيصير طالباً للمفعولية بعد ما كان مطلوبًا، أو مكرهًا عليها، فكان الفاعل عليه إثم فعله، وإثم ما أدى إليه فعله من انتهاء المفعول فيه إلى طلب المفعولية وانقلاب حاله.

الرابع: أن الفاعلية ربما عدها الجاهل محمودة منه، بل ربما أدى به الجهل إلى التمدح بها والإنكار على من ينكر عليه؛ ألا ترى إلى قوله تعالى:{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)} [النمل: 56]، {وَمَا

ص: 77

كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)} [الأعراف: 82]؟

أي: يمتنعون عن إتيان الذُّكران، ويستنكفون منه، ويعدونه طهارة.

وإنما أطلقوا التطهر على امتناعهم منه تهكمًا واستهزاء، فكان ذلك منهم أقبح من فعلهم، فقد أساؤوا عملاً، وقولاً، وأدبًا، واستطالوا على البرآء من فواحشهم، ولذلك امتن الله تعالى على لوط عليه السلام بهلاكهم، فقال تعالى:{وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (75)} [الأنبياء: 74، 75].

ونسب عمل الخبائث إلى القرية، وأراد أهلها مجازاً مبالغة في

التنفير عن الخبائث من حيث إن المكان الذي تعمل فيه صار مذموماً، تُعَدُّ النجاة منه والبعد عنه نعمة ومنة، فكيف بالفاعل؟ !

وقال تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)} [الأعراف: 83]؛ أي: الباقين حتى هلكت معهم لأنها كانت ترضى عملهم، وتدلهم على الغرباء، ودلتهم على أضياف لوط، ولذلك قال تعالى للوط عليه السلام:{إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ} [هود: 81].

ولقد كانت نجاته بطلب منه إلى الله تعالى، ولجأ إليه حين واجهوه بالسوء كما قال تعالى:{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167) قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ (168)} [الشعراء: 167، 168]؛ أي: المبغضين غاية البغض {رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا

ص: 78

يَعْمَلُونَ (169)} [الشعراء: 169]؛ أي: من شؤمه وعذابه.

قال تعالى: {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173)} [الشعراء: 170 - 173]. أي: مطرًا عظيمًا هائلاً فظيعاً، وهو الحجارة كما قال تعالى:{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83)} [هود: 82، 83]؛ أي: من الظالمين بمثل جريرتهم، أو مطلقًا من هذه الآية ببعيد.

وفيه إيماء إلى أن من يعمل عملهم حري بمثل هلاكهم، وهو وعيد شديد للمتلوطين.

والآثار والنصوص المشيرة إلى النهي عن ذلك، والتنفير منه كثيرة.

ومن غُرر الأخبار ما روى الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي مِن بَعْدِي عَمَلَ قَوْمِ لُوْطٍ "(1).

وروى أبو داود الطيالسي، والطبراني، والبيهقي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أتى الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَهُمَا زَانِيَانِ "(2).

(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 382)، والترمذي (1457) وحسنه، وابن ماجه (2563)، والحاكم في "المستدرك "(8057).

(2)

رواه والطبراني في "المعجم الأوسط"(4157)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 233). وقال: منكر بهذا الإسناد.

ص: 79

وروى الخطيب عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ مِن أُمَّتِي يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوْط نقَلَهُ اللهُ إِلَيْهِمْ حَتَّى يُحْشَرَ مَعَهُمْ"(1).

وروى الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ اللهُ سَبْعَة مِنْ خَلْقِهِ مِنْ فَوْقِ سَبع سَمَاوَاتِهِ، وَرَدَّدَ اللَّعْنَةَ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمْ ثَلاثًا، وَلَعَنَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لَعْنَةً تَكْفِيهِ، فَقَالَ: مَلْعُون مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، مَلْعُون مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ أتَى شَيْئًا مِنَ الْبَهَائِمِ، مَلْعُونٌ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ، مَلْعُونٌ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ امْرَأةٍ وابْنَتِهَا، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ حُدُودَ الأَرْضِ، مَلْعُون مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ"(2).

وروى ابن الجوزي في كتاب "ذم الهوى" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَبَّلَ غُلامًا بِشَهْوَةٍ عَذَّبَهُ اللهُ بِالنَّارِ ألفَ سَنَةٍ، وَمَنْ جَامَعَهُ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ - وَريحُهَا يُوْجَدُ مِنْ

(1) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(11/ 160) عن عيسى بن مسلم الصفار، وقال: روى أحاديث منكرة.

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(8497). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 272): فيه محرز بن هارون، ويقال: محرر، وقد ضعفه الجمهور، وحسن الترمذي حديثه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 80

مَسِيْرَةِ خَمْسِمئَةِ عَامٍ - إِلَاّ أَنْ يَتُوْبَ" (1).

وقال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: يحشر اللوطيون يوم القيامة في صورة القردة والخنازير (2).

وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: من خرج من الدنيا على حالٍ خرج من قبره على تلك الحال؛ حتى إن اللوطي يخرج يعلق دبره على دبر صاحبه مفتضحين على رؤوس الخلائق يوم القيامة (3).

وقال فضيل بن عياض رضي الله عنه: لو أن لوطيًا اغتسل بكل قطرة من السماء لقي الله تعالى غير طاهر (4).

وقال مجاهد رحمه الله تعالى: لو أنه اغتسل بكل قطرة في السماء وكل قطرة في الأرض لم يزل نجسًا (5). رواهما ابن الجوزي في "ذم الهوى ".

وروى فيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَمْ يَعْلُ فَحْلٌ فَحْلاً حَتَّىْ كَانَ قَوْمُ لُوْطٍ؛ فَإِذَا عَلا الفَحْلُ الْفَحْلَ

(1) رواه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 302). وقال: هذا حديث موضوع. قال أبو حاتم بن حبان: داود بن عفان شيخ كان يدور بخراسان ويزعم أنه سمع من أنس بن مالك ويضع عليه، روى نسخة موضوعة.

(2)

رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى"(ص: 209).

(3)

رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى"(ص: 209).

(4)

رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى"(ص: 208).

(5)

رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى"(ص: 208)، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان"(5403).

ص: 81

ارْتَجَّ أَوْ اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ عز وجل، فَاطَّلَعْتِ الْمَلائِكَةُ تَعْظِيْمَا لفِعْلِهِمَا؛ قَالُوا: يَا رَبِّ! أَلا تَأمُرُ الأَرْضَ أَنْ تُعَزِّرَهُما، وَتَأْمُرُ السّمَاءَ أَنْ تَحْصِبَهُمَا؟ فَيَقُوْلُ: إِنِّي حَلِيْمٌ لا يَفُوْتَنِي شَيْءٌ" (1).

وروى الطبراني عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا كَثُرَتِ اللّوْطِيَّةُ رَفَعَ اللهُ تَعَالَى يَدَهُ عَنِ الْخَلْقِ فَلا يُبَالِي فِي أَيِّ وَادٍ أَهْلَكَهُمْ"(2).

وقلت ملمِّحاً بالحديثين ذامًّا للوطية: [من الرمل]

يا لِقَوْمِ هَلَكوا إِذْ سَلَكُوا

طُرقًا ضَلُّوا بِها وَارْتَبَكُوا

أَخَذُوا فِي سُوْءِ أَفْعالٍ بِها

حُرماتُ الدِّيْنِ مِنْها انتهَكوا

إسْتَباحُوا الْمُرْدَ لَمَّا أَنَّهُم

لِمُباحاتِ الْعَذارى تَرَكُوا

وَتَفاشَوا بَيْنَهُم أَسْرارَ ما

كانَ حَتْماً سَتْرُهُ وَانْهَتَكُوا

وَعَصَوْا رَبَّهُمُ مَعْصِيَةً

عَرْشُهُ مِنْ قُبْحِها يَحْتَرِكُ

فَاسْتَحَقُّوا الْمَقْتَ لَمَّا اقْتَحَمُوا

لُجَّةَ الإِثْمِ وَفِيها اعْتَرَكُوا

قالَ خَيْرُ الْخَلْقِ: مَهْما كَثُرَتْ

فِي الْوَرى اللَاّطَةُ مِنْهُمُ أَفِكُوا

رُفِعَتْ عَنْهُمُ يَدُ اللهِ إِذاً

لا يُبالِي أَيَّ وادٍ هَلَكُوا

(1) رواه ابن الجوزي في "ذم الهوى"(ص: 199).

(2)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(1752). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(6/ 255): فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد، وهو ضعيف.

ص: 82