الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فائِدَةٌ زائِدَةٌ وَتنبِيْهٌ لَطِيْفٌ:
ورد أن العرش يهتز لأمور أخرى غير ما ذكر.
فروى ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة"، وأبو يعلى، والبيهقي في "الشعب" عن أنس، وابن عدي في "الكامل" عن بريدة قالا رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا مُدِحَ الفَاسِقُ غَضبَ الرَّبُّ، وَاهْتَزَّ لِذَلِكَ الْعَرْشُ"(1).
وروى ابن عدي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْيَتِيْمَ إِذَا بَكَى اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِبُكَائِهِ"(2).
وذكره الذهبي في كتاب "العلو" وضعفه، من طريق عمرو بن يوسف القطعي، عن عمر رضي الله عنه، وزاد فيه: "يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ عليهم السلام: مَنْ أَبْكَى عَبْدِيَ وَأَنَا أَخَذْتُ أَبَاهُ وَوَارَيْتُهُ فِيْ التُّرَابِ؟
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الغيبة"(ص: 96)، وأبو يعلى في "المعجم"(172)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(4886) عن أنس رضي الله عنه. وضعف ابن حجر إسناده في "فتح الباري"(10/ 478).
ورواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 279) عن بريدة رضي الله عنه.
(2)
رواه ابن عدي في "الكامل"(2/ 308). وقال: وهذا لا أعرفه إلا من هذا الطريق، والحسن بن أبي جعفر له أحاديث صالحة وهو يروي الغرائب، وهو عندي ممن لا يتعمد الكذب، وهو صدوق كما قاله عمرو بن علي، ولعل هذه الأحاديث التي أنكرت عليه توهمها توهمًا أو شبه عليه فغلِط.
فَيَقُوْلُوْنَ: رَبُّنَا أَعْلَمُ بِهِ، فَيَقُوْلُ: اشْهَدُوْا: لَمَنْ أَرْضَاهُ أُرْضِيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1).
وروى ابن عدي أيضا عن علي أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَزَوَّجُوا وَلا تُطَلِّقُوا؛ فَإنَّ الطَّلاقَ يَهْتَزُّ مِنْهُ الْعَرْشُ"(2).
وقال أبو طالب المكي رحمه الله تعالى في "القوت": يقال: إن العرش يهتز ويغضب الله تعالى لثلاثة أعمال: قتل النفس بغير نفس، وإتيان الذكر الذكرَ، وإتيان الأنثى الأنثى (3).
وروى الحافظ أبو جعفر محمد بن عثمان العبسي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: ما من شيء كان في بني إسرائيل إلا سيكون في هذه الأمة مثل أن رجلًا من بني إسرائيل كانت له امرأة جميلة فأولع به رجل، يخبره عنها أنها كذا وكذا بالفحش، قال: كيف أصنع ولها علي دين؟
قال: أنا أسلفك ما عليك.
فطلقها، ثم تزوجها ذاك الرجل بعده، فلما تزوجها أخذه بدينه، فاشتد عليه، فقال: اتق الله؛ فإنك لم تزل بي حتى فعلت، فلم يقلع عنه حتى أجَّره نفسه، فبينما هو ذات يوم وأكلا طعامًا، فجعل يصب عليهما
(1) رواه الذهبي في "العلو للعلي الغفار"(ص: 96).
(2)
رواه ابن عدي في "الكامل"(5/ 112) في ترجمة: عمرو بن جميع، ونقل عن يحيى قوله: عمرو بن جميع ليس بثقة ولا مأمون.
(3)
انظر: "قوت القلوب" لأبي طالب المكي (1/ 310).