الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رسول الله! لو اشتريت هذه ولبستها يوم الجمعة، وللوفد إذا قدموا عليك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذهِ مَنْ لا خَلاقَ لَه"(1).
2 - ومنها: الدعوة إلى عبادة النفس، وإعطائها فوق حقها
.
ونمرود في ذلك أسبق من فرعون، والمتشبهون بهما في ذلك هم الدجاجلة، وهم على قسمين:
فمنهم من يدعو إلى اتباعه جهارًا.
إما لدعوة النبوة كالدجاجلة الثلاثين المشار إليهم بقوله صلى الله عليه وسلم."إِنَّ بَيْنَ يَدَي السَّاعَةِ ثَلاثِيْنَ دَجَّالاً كَذَّابًا". رواه الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما (2).
روي أن هؤلاء يدَّعون النبوة.
وفي حديث آخر: إنهم سبعون (3).
وإما لدعوى الألوهية كالأعور الذي يقتله عيسى عليه السلام، وهو الذي أنذر به كلُّ ذنبي كما روى الترمذي عن أنس رضي الله تعالى
(1) رواه البخاري (846)، ومسلم (2068)، وأبو داود (1076)، والنسائي (1382)، وكذا ابن ماجه (3591).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 117).
(3)
روى أبو يعلى في "المسند"(4055) عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون قبل خروج الدجال نيف على سبعين دجالاً".
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ نبَيٍّ إِلَاّ وَقَدْ أَنْزَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلا إِنَّهُ أَعْوَرٌ وَإِن رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَر، مَكْتُوْب بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَفَرَ"(1).
ومنهم: من يدعو إلى اتباعه وعبادته بالمعنى المفهوم من حاله كمن يريد من الناس أن يرفعوه في المجالس، ويعظِّموه في الخطاب لتزكية نفسه لا لغرض ديني، وهذا حال أكثر المفترين الجاهلين أقدارهم، المتعدين أطوارهم، بل هو حال كل ذي نفس إلا ما رحم ربي.
قال سهل بن عبد الله التستَري رحمه الله تعالى: للنفس سر، وما ظهر ذلك السر على أحد إلا على فرعون حيث قال: أنا ربكم الأعلى (2).
وقد بيَّن شيخ الإسلام الجد رحمه الله تعالى هذا السر، فقال في التحذير من النفس في ألفيته المسماة بِـ:"الجوهر الفريد في أدب الصوفي والمريد": [من الرّجز]
مَطْلُوبُها بِأَنْ نكُوْنَ ضِدَّا
…
لِلَّهِ فِي مَطْلُوْبِهِ وَندَّا
قَدْ طَلَبَ الثَّناءَ وَالْمَدْحَ لَه
…
وَهْيَ تُرِيْدُ أَنْ تَكُوْنَ مِثْلَه
وَطالَبَ الْعِبادَ أَنْ يَجْتَنِبوا
…
خِلافَهُ وَهْيَ كَذَاكَ تَطْلُبُ
وَطَلَبَ الْوَصْفَ بِجُودٍ وَكَرَم
…
وَطَلَبَتْ ذَاكَ لَها وَلا جَرَم
(1) رواه الترمذي (2245)، وكذا رواه البخاري (6712)، ومسلم (2933)، وأبو داود (4316).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 208).