الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: قارب أن يكفر، أو هو محمول على استحلال ذلك كما في حديث:"مَنْ تَرَكَ الصَّلاةَ فَقَدْ كَفَرَ"(1).
وروى ابن أبي الدنيا، والبيهقي عن أبي صخرة جامع بن شداد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ اللِّوَاطُ فِي النِّسَاءِ قَبْلَ أَنْ يَكُوْنَ فِي الرِّجَالِ بِأرْبَعِيْنَ سَنَةٍ"(2).
وسئل طاوس عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها، قال: إنما بدأ قوم لوط ذاك؛ صنعَهُ الرجال بالنساء، ثم صنعَهُ الرجال بالرجال. أخرجه ابن أبي الدنيا، وابن عساكر (3).
9 - ومن أعمال قوم لوط: إتيان المرأة المرأة
.
وهو خلاف ما في حديث الحسن الآتي، لكن يدل عليه ما رواه ابن أبي الدنيا، والبيهقي، وابن عساكر عن حذيفة رضي الله عنه قال: إنما حقَّ القول على قوم لوط حتى استغنى النساء بالنساء، والرجال بالرجال (4).
(1) رواه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/ 880)، وأبو يعلى في "المسند"(4100) عن أنس رضي الله عنه.
وعند مسلم (82) من حديث جابر رضي الله عنه يرفعه: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".
(2)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5459)، وكذا ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1518).
(3)
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(50/ 320).
(4)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5460)، وابن عسكر في "تاريخ دمشق"(50/ 320).
وما روى هؤلاء عن محمد بن علي رضي الله عنه أنه سئل: هل عذب الله نساء قوم لوط بعَمل رجالهن؟
قال: إن الله أعدل من ذلك؛ استغنى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء (1).
وروى ابن أبي الدنيا عن الزهريّ قال: كنت في مجلس عروة، فأتانا سالم بن عبد الله فقال: استأذنت على امرأتان، فقالت الصغرى: أرأيت المرأة تضطجع إلى جنب المرأة فتصيب منها من اللذة ما تصيب من زوجها؟
قال: فأمرت بإخراجهما.
فقلت: قد أهلك الله قومًا ركب بعضهم بعضًا، ولو وليت من هذا الأمر شيئًا لرجمتهما بالحجارة.
قال عروة: ولكني لو وليت من هذا الأمر شيئًا لضربتهما ضربًا مبرحًا.
قال الزهريّ: والقول ما قاله عروة.
قلت: وكذلك مذهب الشافعي رضي الله تعالى عنه: أن عليهما التعزير إذا كانتا مختارتين (2).
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5463)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(50/ 320).
(2)
انظر: "الحاوي الكبير" للماوردي (13/ 224).
وأما ما رواه البيهقي في "السنن" عن واثلة بن الأسقع رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِحَاقُ النِّسَاءِ زِنًا بَيْنَهُنَّ"(1)، فإنما سماه زنا من حيث الحرمة لا من حيث الحد.
ورواه ابن أبي الدنيا بلفظ: "سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ لِوَاطٌ "(2)، وهو شاهد لطيف لما ذكرناه من أن السحق من أعمال قوم لوط، ومن هنا أخذ سالم ما تقدم عنه.
وأما حديث الحسن الآتي أن إتيان النساء بعضهن لبعض زادته هذه الأمة على قوم لوط، فإن صح فهو محمول على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم أن هذه الفعلة كَانت من أعمَال قَوم لوط أيضًا.
على أن هذه الأمة مسبوقة بهذه الخصلة من غير قوم لوط، فقد روى ابن أبي الدنيا عن جعفر بن محمد بن علي رضي الله تعالى عنهم: أنه جاءته امرأتان قد قرأتا القرآن، فقالتا: هل تجد غشيان المرأة المرأة في كتاب الله تعالى؟
فقال: نعَم، هن اللواتي كن على عهد تُبَّع، وهن صواحب الرَّسِّ، يقطع لهن سبعون جلباباً من نار، ودرع من نار، ونطاق من نار، وتاج من نار، وخفاف من نار، ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار؛ أَعْلِموا هذا نساءكم (3).
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5464)، وكذا أبو يعلى في "المسند"(7491).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ص: 89).
(3)
ورواه البيهقي في "شعب الإيمان"(5463).
وفي كلامه إشارة إلى أنهم سموا أصحاب الرس بفعل نساءهم، والمشهور أنهم سموا باسم بئر لهم.
والرس: البئر المطوية بالحجارة.
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: الرس بئر بأذربيجان. أخرجه ابن أبي حاتم (1).
وعنه: الرس قرية من ثمود. أخرجه ابن جرير (2).
وعنه: أنه سأل كعبًا عن أصحاب الرس؛ قال: صاحب يس الذي قال: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)} [يس: 20]، فرَسَّه قومه؛ أي: دفنوه في بئر بالأحجار. أخرجه ابن أبي شيبة، وابن المنذر (3).
وقومه أهل أنطاكية.
وقال قتادة: أصحاب الرس قوم شعيب. أخرجه ابن المنذر، وابن عساكر (4).
وقال عكرمة: أصحاب الرس رسوا نبيهم بالبئر. أخرجه ابن جرير، وابن أبي حاتم (5).
ورسُّوا نبيهم؛ بمعنى دفنوه؛ أي: أخفوه في البئر، وحبسوه فيها.
(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2695).
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(19/ 13).
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 257).
(4)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (6/ 256).
(5)
رواه الطبري في "التفسير"(19/ 14)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2695).
وروى ابن إسحاق، وابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقيَامَةِ الْعَبْدُ الأَسْوَدُ، وَذَلِكَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ نبِيًّا إِلَىْ أَهْلِ قَرْيَتِهِ فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ مِنْ أَهْلِهَا أَحَدٌ إِلَاّ ذَلِكَ الأَسْوَدُ، ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ الْقَرْيَة عَدَوْا عَلَى النَّبِي فَحَفَرُوْا لَهُ بِئْرًا فَأَلْقَوْهُ فِيْهَا، ثُمَّ أَطْبقُوْا عَلَيْهِ بِحَجْرٍ ضَخْم فَكَانَ ذَلِكَ الأَسْوَدُ يَذْهَبُ فَيْحْتَطِبُ عَلَى ظَهْرِ؛ ، ثُمَّ يَأْتيْ بِحَطَبِهِ فَيَبِيْعُهُ، فَيَشْتَرِي طَعَامًا وَشَرَابًا، ثُمَّ يَأْتِي بِهِ إِلَىْ تِلْكَ الْبِئْرِ، فَيَرْفَعُ تِلْكَ الصَّخْرَةَ، فَيُعِيْنُهُ اللهُ تَعَالَىْ عَلَيْهَا، فَيُدْلِي طَعَامَهُ وَشَرَابَه ثُمَّ يَرُدُّهَا كَمَا كَانَت، فَكَانَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُوْنَ، ثُمَّ إِنَّهُ ذَهَبَ يَوْمًا يَحْتَطِبُ كَمَا كَانَ يَصْنعُ، فَجَمَعَ حَطَبَهُ وَحَزَمَ حُزْمَتَهُ وَفَرَغَ مِنْهَا، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَحْمِلَهَا وَجَدَ سِنَةً، فَاضْطَجَعَ فَنَامَ، فَضَرَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى أُذُنِهِ سَبع سِنِيْنَ ناَئِمًا، ثُمَّ إِنَّهُ هَبَّ فتَمَطَّى يَتَحَوَّلُ لِشِقِّهِ الآخَرِ، فَاضْطَجَعَ فَضَرَبَ اللهُ تَعَالَى عَلَىْ أُذُنِهِ سَبع سِنِيْنَ أُخْرَى، ثُمَّ إِنَّهُ هَبَّ فَاحْتَمَلَ حُزْمَتَهُ وَلا يَحْسِبُ إِلَاّ أَنَّهُ نَامَ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَجَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ فَبَاعَ حُزْمَتَه ثُمَّ اشْتَرَىْ طَعَامًا وَشَرَابًا كَمَا كَانَ يَصْنعَ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى الْحُفْرَةِ فِي مَوَضِعِهَا الَّتِي كَانَتْ فِيْهِ، فَالْتَمَسَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ، وَقَدْ بَدَا لِقَوْمِهِ فِيْهِ بدَاء، فَاستخْرَجُوْهُ فآمَنُوْا بِهِ وَصَدَّقُوْهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يَسْألُهُمْ عَنْ ذَلِكَ الأَسْوَدِ: مَا فَعَلَ؟ فَيقُوْلُوْنَ لَهُ: مَا نَدرِي حَتَّى قُبِضَ ذَلِكَ النَّبِيُّ، فَأَهَبَّ اللهُ الأَسْوَدَ مِنْ نومَتِهِ بَعْدَ ذَلِكَ؛ إِنَّ ذَلِكَ الأَسْوَدَ لأَوَّلُ مَنْ يَدْخلُ الْجَنَّةَ"(1).
(1) رواه الطبري في "التفسير"(19/ 14).