الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك في الصَّلاة أو خارجاً عنها -.
73 - ومنها: التكلم في الصَّلاة بالكلام الأجنبي
.
روى عبد الرزاق عن عطاء قال: بلغني أن المسلمين كانوا يتكلمون في الصلاة كما تتكلم اليهود والنصارى حتى نزلت: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204](1).
74 -
ومنها: مساوقة (2) الإمام في القراءة.
روى أبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كانت بنو إسرائيل إذا قرأت أئمتهم جاوبوهم، فكره الله تعالى ذلك لهذه الأمة، فقال:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204](3).
وروى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القُرظي رحمه الله تعالى -مرسلًا- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ في الصَّلاة أجابه من وراءه؛ إذا قال: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قالوا مثل ما يقول حين تنقضي فاتحة القرآن والسورة، فلبث ما شاء الله أن يلبث، ثمَّ نزلت:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} (4).
(1) رواه عبد الرزاق في "المصنف"(4044).
(2)
المساوقة: المتابعة.
(3)
انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 635).
(4)
رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5/ 1645).
وبهذه الآية احتجَّ من قال بأن المأموم لا يقرأ في الجهرية؛ كمالك في رواية عنه، وأحمد رضي الله تعالى عنهما (1).
وأجيب بأن الآية نزلت في الخطبة كما قال مجاهد وغيره (2)، وسميت قرآناً لاشتمالها عليه.
وروى البيهقي في "سننه" عن أبي هريرة، ومعاوية (3) رضي الله تعالى عنهما أنهما قالا: كان النَّاس يتكلمون في الصَّلاة، فنزلت هذه الآية (4).
وذهب أبو حنيفة رضي الله عنه على أنه لا يجب على المأموم قراءة (5)، ويدل له الحديث:"مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمامِ فَإِنَّ قِراءَةَ الإِمامِ لَهُ قِراءَةٌ"(6) في أحاديث أخر، لكنها كلها ضعيفة كما نص عليه البيهقي (7)، وغيره من أئمة الحديث.
(1) انظر: "الاستذكار" لابن عبد البر (1/ 467)، و"المغني" لابن قدامة (1/ 329).
(2)
رواه سعيد بن منصور في "السنن"(5/ 179).
(3)
هو معاوية بن قرة رضي الله عنه.
(4)
رواهما البيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 155)، ورواه سعيد بن منصور (5/ 182) عن معاوية بن قرة رضي الله عنه.
(5)
انظر: "الآثار" لمحمد بن الحسن (ص: 114)، و"المبسوط" للسرخسي (1/ 199).
(6)
رواه ابن ماجه (850) عن جابر رضي الله عنه، وانظر: روايات هذا الحديث في "شرح معاني الآثار" للطحاوي (1/ 217)، و"سنن الدارقطني"(1/ 323 - 333).
(7)
انظر: "القراءة خلف الإمام" للبيهقي (ص: 147 - 218).