الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الطبراني في "الكبير" عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعًا وَعِشْرِيْنَ مَرَّةً كَانَ مِنَ الَّذِيْنَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ، وَيُرْزَقُ بِهِ أَهْلُ الأَرْضِ"(1).
وهذا من صفة الأبدال.
ويقرب منه ما روي عن معروف الكرخي رحمه الله تعالى أن من قال كل يوم [عشر مرات]: اللهم أصلح أمة محمد، اللهم فرج عن أمة محمد، اللهم ارحم أمة محمد، كتب من الأبدال (2).
26 - ومن قبائح أهل الكتاب وأعمالهم: تبديل الكتاب وتحريفه، والكذب على الله تعالى
.
قال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة: 75] إلى قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 75 - 79].
روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنها نزلت
(1) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(15/ 210): رواه الطبراني، وفيه عثمان ابن أبي العاتكة، وقال فيه: حدثت عن أم الدرداء، وعثمان هذا وثقه غير واحد، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله المسمين ثقات.
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 366).
في أحبار يهود وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة: أكحل، أَعْين، رَبْعة، جعد الشعر، حسن الوجه، فمحوه حسداً وبغياً، وقالوا: نجده طويلاً، أزرق، سبط الشعر (1).
وقال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران: 78]. الآية.
قال الأكثرون: هي في اليهود (2).
وتقدم عن أبي أمامة، وغيره: أن أول سورة آل عمران إلى ثمانين آية نزلت في نصارى نجران.
وعليه: فهذه القبائح في النصارى أيضاً.
وجاء في الأثر ما يدل أن الكفر إنما دخل على النصارى من تحريف بعض ألفاظ كتابهم.
فروى إسحاق الختلي في "الديباج" عن حماد بن سلمة رحمه الله تعالى: أن نصرانيا استأذن عليه فقال: يا أبا سلمة! إني قرأت في الإنجيل: يا عيسى! أنت بُنَيَّ، وأنا ولدتك.
قال: فقلت: كذبت، إنما قرأت: يا عيسى! أنت نبي، وأنا ولَّدتك؛ يعني: بتشديد اللام.
فقال: صدقت، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله،
(1) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(1/ 154).
(2)
انظر: "تفسير الطبري"(3/ 323)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(2/ 688).