الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهم أهل وادي التيم من ضواحي دمشق، وهم طائفة كفار مرتدون.
أفتى شيخ الإسلام تفي الدين البلاطنسي، وغيره بكفرهم، وإباحة دمائهم إن لم يسلموا بحيث لا يقرون بعهد ولا أمان لما تواتر عنهم من أنهم لا يعتقدون الصلاة، ويهزؤون بالمصلين، ولا الصيام، ولا الحج، ويستحلون لحم الحنزير، والميتة في غير حال الاضطرار، ويستبيحون نكاح المحارم، ويعتقدون ألوهية الحاكم بأمر الله تعالى أحد الملوك العُبيديين بمصر، ويذكرونه بما فيه إشعار بالألوهية، فيقولون: عز وجل، ويحلفون بالحكمة المشتقة من لقبه يشيرون إلى ألوهيته، ويعتقدون تناسخ الأرواح، وأن لا بعث ولا نشور.
وكل واحدة من هذه الخصال مما لا يشك أنه كفر وانحلال عن الدين.
25 - ومنها: الدعاء على المسلمين
.
كما تقدم أن اليهود كانوا إذا قام المسلمون للصلاة يقولون: قاموا لا قاموا، صلوا لا صلوا
…
إلى آخره.
والدعاء على المسلمين حرام، إلا أنَّه يجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمة ودينهم كقولك: لعن الله الظالمين، وقطع الله دابرهم.
ولا يجوز لعن الواحد بعينه إلا من علمنا أنه مات على الكفر كأبي جهل، وأبي لهب، وفرعون، وهامان؛ لأن اللعنة هي الإبعاد عن رحمة الله تعالى، ولا يدرى ما يختم به لهذا الفاسق، أو الكافر كما نقله
النووي في "الأذكار" عن الغزالي، وأقرَّه (1).
قال: ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر حتى الدعاء على الظالم كقولك: لا أصح الله جسمه، ولا سلَّمه الله، وكل ذلك مذموم، انتهى (2).
والمراد الدعاء على الظالم ونحوه بعينه.
أمَّا الدعاء على من ظلم المسلمين مطلقاً، أو من خالف الحكم الشرعي عناداً، أو من ظلم الداعي وحده فيجوز، كما نص عليه النووي في نفس "الأذكار" في باب آخر (3).
وقد ثبت في "الصحيحين" دعاء سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه على من كَذَب عليه إلى عمر رضي الله تعالى عنه (4)، ودعاء سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه على أروى الظالمةِ له في شبر أرض (5).
ويحرم سب المسلم من غير سبب شرعي يُجَوِّز ذلك.
ويستحب الدعاء للمسلم المذنب بالمغفرة والتوبة.
(1) انظر: "الاقتصاد في الاعتقاد" للغزالي (ص: 263)، و"الأذكار" للنووي (ص: 281).
(2)
انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 281).
(3)
انظر: "الأذكار" للنووي (ص: 241).
(4)
رواه البخاري (722)، ومسلم (453).
(5)
رواه البخاري (3026)، ومسلم (1610).
ويكره الدعاء للظالم بطول البقاء ونحوه.
ويستحب الدعاء للمسلمين عموماً، وقد قال الله تعالى:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10].
وروى الطبراني في "الكبير" عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ كُلَّ يَوْمٍ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، أُلْحِقَ بِهِ مِنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ حَسَنةٌ"(1).
وعن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ كُتِبَ لَهُ بِكُل مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةٌ"(2).
وروى الخطيب في "تاريخه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَا مِنْ دُعَاءٍ أَحَبُّ إِلَى اللهِ تَعَالَى مِنْ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ ارْحَمْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ رَحْمَةً عَامَّةً"(3).
(1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(23/ 370). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 215): فيه أبو أمية بن يعلى، وهو ضعيف.
(2)
رواه الطبراني في "مسند الشاميين"(2155). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(10/ 210): إسناده جيد.
(3)
رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"(6/ 157). وفيه عبد الرحمن ابن يحيى بن سعيد الأنصاري. قال ابن عدي في "الكامل"(4/ 313): يحدث عن أبيه بالمناكير.