الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسماء، وهو يخاف من حية تبدو له، أو فأرة تنفر عنده، فلا أضعف من مخلوق، ولا أقوى من الخالق.
14 - ومنها: معاداة أولياء الله تعالى، وإيذاؤهم، والوقيعة فيهم، وعيبهم، والاستهانة بهم، وتعييرهم بما في البدن من عاهة ونحوها
.
قال الله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ} [الزخرف: 51، 52]؛ يعني: موسى عليه السلام.
وكانت لموسى لثغة في لسانه كما رواه ابن المنذر عن ابن عبَّاس رضي الله تعالى عنهما (1)، ولا ينافي هذا قوله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام:{وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} [طه: 27]، مع قوله عز وجل:{قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 36]؛ فإنَ هذا محمول على أنَّ فرعون عير ببقاء أثر اللثغة بعد أن أزيلت شدتها التي كانت تمنع من تفقه كلامه وتفهمه الذي هو مطلوب موسى عليه السلام بقوله: {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 27، 28] على أنَّ اللَّثغة اللَّطيفة لا تُشين صاحبها، وقد تستحسن منه.
وقد حكي أنَّ للحسين بن عليٍّ رضي الله تعالى عنهما رتة لطيفة لا تشينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِن الْحُسَيْنَ وَرِثَها مِنْ عَمِّهِ مُوسَى عليه السلام"(2).
(1) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (7/ 383).
(2)
ذكره الزمخشري في "الكشاف"(3/ 62). وقال الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف"(2/ 352): غريب جداً.