الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكم، وأما النساء فالقوهنَّ بالصوم والنِّساء (1)(2).
*
لَطِيْفَةٌ أُخْرى:
روى الإمام عبد الله بن المبارك في "الزهد"، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن خالد (3) بن حوشب قال: قال عيسى عليه السلام للحواريين: كما ترك لكم الملوك الحكمة فدعوا لهم الدنيا (4).
وروى ابن أبي الدنيا، والبيهقي في "الزهد" عن زكريا بن عدي رحمه الله تعالى قال: قال عيسى بن مريم عليهما السلام للحواريين: يا معشر الحواريين! ارضوا بدنيء الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بدنيء الدين مع سلامة الدنيا (5).
وفي معناه ما روي عن خلف بن تميم قال: سمعت إبراهيم بن أدهم: [من البسيط]
(1) في "الزهد": "والصلاة" بدل "والنساء".
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد"(1/ 35).
(3)
في "الزهد": "خلف" بدل "خالد".
(4)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 96)، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد "الزهد" (ص: 92).
(5)
رواه ابن أبي الدنيا في "الزهد"(2/ 25)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (ص: 341).
أَرى أُناساً بِأدْنىَ الدِّينِ قَدْ قَنِعُوا
…
وَلا أَراهُمْ رَضُوا فِي الْعَيْشِ بِالدُّونِ
فَاسْتَغْنِ بِاللهِ عَنْ دنْيَا الْمُلُوكِ كَمَا اسْـ
…
تَغْنَى الْمُلُوكُ بِدُنْياهُمْ عَنِ الدِّيْنِ (1)
وهذا مطلوب من كل الناس، وأحق الناس به العلماء لأنهم شُرِّفوا بالعلم ورُفعوا به، فلا ينبغي لهم التنزل إلى حضيض الدنيا، ولأنهم قادة الناس، فإذا رغبوا في الدنيا حسب الناس أن رغبتهم فيها لشرفها أو فضلها فيرغبون، ولذلك كانت أصل موعظة عيسى عليه السلام في ذلك للحواريين، وهم وجوه الناس وعلماؤهم.
ومن ألطف ما يناسب ما هنا: ما رواه ابن عساكر عن محمد بن عبد الله البعلبكي قال: سمعت عن محمد بن يزيد يقول: كنت مع ابن المبارك ببغداد إذ رأى إسماعيل بن عُليَّة راكباً بغلة له على باب السلطان، فأنشأ يقول:[من السريع]
يا جاعِلَ الْعِلْمِ لَهُ بازِياً
…
يَصْطادُ أَمْوالَ السَّلاطِيْنِ
لا تَبعِ الدِّينَ بِدُنْيا كَما
…
تَفْعَلُ ضُلَاّلُ الرَّهابِيْنِ
(1) انظر: "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري (ص: 210).