الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإنما قالت قريش: مهتدون، ولم يقولوا كالأمم: مقتدون زعمًا منهم أنهم أرباب العقول كآبائهم، وأنهم لم يقلدوهم إلا في هدى، وهم كاذبون في ذلك، ولذلك رد الله عليهم بقوله:{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)} [الزخرف: 24].
إنما قال: {بِأَهْدَى} على وجه إرخاء العنان للخصم ليظهر عليه الحجة كأن يقول: هب أن ما أنتم عليه وآباؤكم من قبلكم هدى -وإن كان ليس من الهدى في شيء- فلو جئتكم بأهدى منه أكنتم تتبعونه وتؤمنون به؟
وفيه دليل على أن الأهدى والأصح أولى بالعمل به، بل لا يعدل عنه:{قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)} [الزخرف: 24].
وهذا غاية العناد، ونهاية الامتناع عن قبول الحق، وإغراق في الحمية، وغلو في التهالك والضلال؛ فلذلك عوجلوا بالعقوبة بالقحط والقتل كما قال تعالى:{فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)} [الزخرف: 25].
21 - ومنها: الجهل، والحيرة، والحماقة
.
قال ابن جريح: خرج إبراهيم عليه السلام من النار يعرق لم