الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن جرير عن أبي هريرة، أو غيره - شك أبو العالية (1) - أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به على خشبة في الطريق لا يمر بها ثوب إلا شقته، ولا شيء إلا خرقته قال:"ما هَذا يا جِبْرِيْلُ؟ ".
قال: مثل أقوام من أمتك يقعدون على الطريق فيقطعونه، ثم تلا:{وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ} [الأعراف: 86] الآية (2).
7 - ومنها: الجلوس في طرقات المسلمين ومَمارِّهم بقصد أذيتهم
، والوقوع فيهم، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه، وغير ذلك.
وهذا قد صار الآن في أكثر الناس وعادتهم خصوصاً على أبواب بيوت القهوة المُحْدَثة.
وقد صدق عليه تمثيلهم في الحديث بالخشبة التي على الطريق تعلق بثوب من يمر بها فتخرقه.
وقد روى الشيخان، وأبو داود عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ".
قالوا: يا رَسولَ الله! ما لنا بدٌّ من مجالسِنا نتحدَّث فيها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَاّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَهُ".
قالوا: وما حقُّه؟
(1) في "تفسير الطبري": "شك أبو جعفر الرازي" بدل "شك أبو العالية".
(2)
رواه الطبري في "التفسير"(8/ 239).
قال: "غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَر"(1).
وروى ابن أبي شيبة عن مالك بن التيهان رضي الله تعالى عنه قال: اجتمعت منا جماعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله! إنا أهل سافلة وأهل عالية نجلس هذه المجالس، فما تأمرنا؟
قال: "أَعْطُوْا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا".
قلنَا: وما حقُّها؟
قالَ: "غُضُّوْا أَبْصَارَكُمْ، وَرُدُّوْا السَّلامَ، وَأَرْشِدُوْا الأَغْمَارَ، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوْفِ وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَر"(2).
والأغمار - جمع غمر؛ بضم المعجمة - وهو: الجاهل الغِرُّ الذي لم يجرِّب الأمور.
وفي حديث البراء رضي الله تعالى عنه مرفوعاً: "فَإِنْ أَبَيْتُمْ إِلَاّ أَنْ تَجْلِسُوْا فَاهْدُوْا السَّبِيْلَ، وَرُدُّوْا السَّلامَ، وَأَعِيْنُوْا الْمَظْلُوْمَ". رواه ابن أبي شيبة، والإمام أحمد، والترمذي (3).
وروى ابن أبي شيبة عن أبي الهذيل رحمه الله تعالى قال: كانوا
(1) رواه البخاري (5875)، ومسلم (2121)، وأبو داود (4815).
(2)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26550).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(26549)، والإمام أحمد في "المسند"(4/ 282)، والترمذي (2726) وحسنه.