الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سماعه متدبرًا لمعانيه، فأثر فيه التدبر هذه الحركة عن طرب، أو رغبة أو رهبة، فهذه حركة محمودة لا بأس بها.
68 - ومنها: الاختصار في الصَّلاة
.
وهو وضع اليد على الخاصرة، وتقدم أنَّه من فعل الشَّيطان أيضًا.
روى البيهقي في "الشعب" عن مسروق رحمه الله تعالى قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنه عن ذلك؛ يعني: وضع اليد على الخاصرة في الصلاة، فقالت: هذا فعل اليهود (1).
وروى عبد الرَّزَّاق عنه، عن عائشة رضي الله تعالى عنها: أنها نهت أن يجعل الرجل أصابعه في خاصرته في الصَّلاة كما تصنع اليهود.
وفي رواية: فإنَّه محشر اليهود (2)؛ أي: إنهم يحشرون يوم القيامة ويد كل واحد منهم على خاصرته.
69 - ومنها: قبض كف اليسرى أو رسغها باليد اليمنى من غير أن يقبض من الساعد شيئًا
.
فقد روى ابن أبي شيبة عن مجاهد رحمه الله تعالى: أن أهل الكتاب يفعلونه (3).
واعلم أن وضع اليد اليمنى على اليسرى سنة، بل روى ابن أبي
(1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(3124).
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(3338)، وروى نحوه البخاري (3271).
(3)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3947).
شيبَة عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه أنه قال: من أخلاق النبيين وضع اليمنى على الشمال (1)؛ يعني: في الصلاة.
وتقدَّم مرفوعاً.
وروى ابن أبي شيبة عن الحسن رحمه الله تعالى - مرسلًا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأَني أنظُرُ إِلَى أَخبارِ بَني إِسْرائِيلَ واضِعِي أَيْمانِهمْ عَلَى شَمائِلِهِمْ في الصَّلاةِ"(2).
وفيه إيماء إلى أن غير الأحبار منهم كانوا يتركون هذا الأدب، أو أنه إنما كان مخصوصاً بالأحبار.
ولمَّا كان هذا من فعل الأنبياء والصَّالحين تعين أن لا يترك العمل به؛ فاستحبه أبو حنيفة، والشَّافعي، وأحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنهم.
واختار مالك رضي الله عنه إرسال اليدين، ولعله فرَّ من موافقة اليهود في أصل وضع اليمين على الشمال.
وغيره من الأئمة نظروا إلى ما تقدَّم، ثمَّ تحرَّوا هيئة يخالفون فيها اليهود.
ومذهبنا أن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى -وهو العظم الذي على الإبهام - وبعض ساعدها، باسطاً أصابع اليمنى في عرض مفصل اليسرى، أو ناشرًا لها صوب الساعد.
(1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3936).
(2)
رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(3937). قال ابن الملقن في "البدر المنير"(3/ 512): إسنادهما جيد.